كبار الجنرالات: إسرائيل ستدفع ثمنًا باهظًا إنْ ضمّت الضفة الغربيّة وتُوجِّه ضربةً كبيرةً للفلسطينيين وتُزعزع استقرار الأردن وستُنهي أحلامها بالتعاون مع المنطقة وبناء جبهةٍ مُوحدّةٍ ضدّ إيران
حذرت مستشرقة إسرائيلية من التداعيات السلبية لخطة الضم الإسرائيلية للضفة الغربية المحتلة على العلاقات مع الوطن العربيّ، مُعتبرةً بأنّ ضم غور الأردن والمُستوطنات بالضفة الغربيّة يُعزز العناصر المُتطرفة، ويقوض المعتدلين، ويهدد التطلعات الإسرائيلية للعلاقات الدبلوماسية والعلاقات التجارية مع الدول العربيّة.
وأوضحت سيفاتلوفا، العضو السابق بلجنة الخارجية والأمن بالكنيست عن حزب (العمل)، أوضحت أنّ كبار السياسيين الإسرائيليين الذين يوشكون على تشكيل حكومة وحدة، سواء الآن أوْ بعد إجراء الانتخابات الرابعة في الصيف، يعالجون الضم من خلال طرح متى، وليس هل، يعني أن هناك توافقا بينهم على الخطوة، لكن الخلاف على التوقيت.
وأكّدت أنّه قبل عامين، كان الحديث عن الضم محصورًا بأعضاء الكنيست من حزب “يمينا”، والجناح اليميني في الليكود، وفي الوقت الحاضر فإنّ زعيم أزرق- أبيض بيني غانتس على خلاف مع نتنياهو حول طريقة تنفيذ الضم ومداه، وليس حول مسألة ما إذا كان ينبغي النظر في القضية على الإطلاق، لافتةً إلى أنّ التنفيذ الفعلي للضم فيستلزم ثلاثة شروط: تشكيل الحكومة الإسرائيلية، والعودة للوضع الطبيعي بعد كورونا، وتحصيل دعم البيت الأبيض.
وأضافت أنّه بما أنّ عودة الأمور لطبيعتها في إسرائيل قد يستغرق بعض الوقت، وطالما أنّ البيت الأبيض مشغول بإدارة أزمة كورونا، والتحضير لانتخابات نوفمبر، فإنّ تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة في هذه الأيام، إنْ تمّ فعلاً، لن يعني تنفيذ الضم على الفور، لأنّه قد يتأخر لما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعبارة أخرى، لن يحدث ذلك في الأيام والأسابيع والأشهر القادمة.
وأوضحت أنّ الوطن العربي حين يتابع تطورات عملية الضم في إسرائيل، لا يميز بين المكون الأيديولوجي والعنصر السياسي، ويراقب تصريحات السياسيين الإسرائيليين بقلق بالغ، ولذلك حذرت الجامعة العربية من تداعيات الضم، وعقد رئيس السلطة عباس جولة عاجلة من المشاورات الهاتفية مع القادة العرب، لأن السلطة الفلسطينية مقتنعة بأن إسرائيل والبيت الأبيض يمضيان قدما في صفقة القرن.
وتابعت: بينما تحول انتباه العالم إلى فيروس كورونا، وتنظر رام الله عمان والقاهرة والرياض إلى الضم باعتباره تهديدًا فوريًا، حتى لو كان تهديدًا نظريًا فقط، فإنّ خطاب الضم الإسرائيلي يدعم العناصر الراديكالية في الوطن العربي، ويقوض المعتدلين، ويشعل نيران عدم الاستقرار الإقليمي، ويعرض الأمن الإسرائيلي للخطر.
وكشفت عن تقييم داخلي حديث أجرته وزارة الخارجية عن مخاوف إسرائيل من احتمال انهيار عدة أنظمة عربية نتيجة لـ”كورونا”، وإنتاج إيران لسلاح نووي، وتعزيز المنظمات الإرهابيّة، مثل “داعش” والقاعدة، ومع علم إسرائيل بالتهديدات الإقليمية لأمنها، سيكون من المنطقي الافتراض أنّ الوقت ليس مناسبًا الآن لزعزعة قارب الشرق الأوسط الهش، وتقويض التعاون مع السلطة الفلسطينية والأردن ومصر ودول الخليج.
وأكّدت أنه حتى قبل الوباء، لم تكن الأنظمة العربية وسكانها معجبين بفكرة الضم، أمّا الآن، ومع وجود الملايين في الوطن العربي عاطلين عن العمل، يواجهون أزمة اقتصادية حادة، يمكن لأيّ خطوة إسرائيلية متسرعة أنْ توجه ضربة للنسيج الرقيق لعلاقاتها مع العالم العربي، ويكون لها في النهاية تأثير أشد على أمنها.
ونقلت عن كبار قادة الحرب والأمن الإسرائيليين، السابقين والحاليين، ممن تمتعوا بعلاقات وثيقة مع نظرائهم العرب الكبار على مدى عقود، إدراكهم للخطر الكامن من سياسة الضم، فالجنرال عاموس غلعاد، الرئيس السابق للشؤون السياسية والعسكرية السياسية بوزارة الحرب، حذر من أنّ فرض سيادة إسرائيل على الضفة وغور الأردن سيقوض معاهدة السلام مع المملكة، وقدم رئيس الموساد السابق داني ياتوم وجهة نظر مماثلة.
وختمت بالقول إنّ إسرائيل فشلت بإقامة علاقات رسمية مع المزيد من الدول العربية في السنوات الأخيرة، ولم تُعزز التجارة، ولم تقم علاقات دبلوماسية أوثق معها، وبينما تتمتع بدفء طفيف في العلاقات مع بعض الحكام العرب، لكنها ستدفع إسرائيل ثمنًا باهظًا إنْ ضمّت الضفة الغربيّة، وتوجه ضربة كبيرة للفلسطينيين، وتزعزع استقرار الأردن، وستنهي أحلامها بالتعاون مع المنطقة، وبناء جبهة موحدة ضد إيران.
Print Friendly, PDF & Email