يتتبع أخطاءك ويتجاهل نجاحك…كيف تكسب مديرك الذي لا يحبّك؟
قد يشكل العمل في بيئة مشتركة صعوبةً وعائقًا كبيرًا لدى بعض الأفراد داخل الشركات، ومن أهم تلك التحديات التي قد تواجهك هي كيفية التعامل مع المدراء ذوي السلطات الأعلى داخل الشركة، وخاصة هؤلاء الذين يتمتعون بأساليب صارمة وصعبة. حيث تؤثر طبيعة العلاقة مع مرؤوسيك على بيئة العمل وجودته، كما تؤثر بالطبع على مستقبلك المهني، لذا من المهم أن تحسّن علاقتك بمديرك وتكسب محبّته.
مزايا التمتع بعلاقة جيدة مع مدرائك في العمل
إن السعي لكسب ود مديرك في العمل -وإن كان صعب المراس- والحفاظ على علاقة جيدة بين الطرفين أمر غاية في الأهمية وبالطبع سوف يوفر لك العديد من المزايا في المستقبل من أهمها:
- السعي للعمل بنفس أسلوب مديرك واتباع إرشاداته في قيادة المشاريع، يمكّنك من الاستفادة قدر الإمكان من خبراته ونصائحه، ويجعل العلاقة بينك وبين المدير أشبه بمعلم وتلميذه، بدلًا من رئيس ومرؤوسه، وهو ما يخلق بيئة أكثر راحة وسهولة للعمل.
- تجعلك العلاقة الجيدة مع مديرك من أوائل الذين يخطرون على باله عندما يتعلق الأمر بالمناسبات الاجتماعية الخاصة أو المشاريع المهمة التي تثقل من سيرتك الذاتية.
- تزيد من فرصك في الترقي الوظيفي والحصول على العلاوات والحوافز السنوية.
متى تشعر أن عليك تحسين علاقتك مع مدرائك في العمل؟
هناك بعض الإشارات التي تدل على وجود عدم توافق بينك وبين مديرك في العمل، أو أن هناك بعض الانطباعات الخاطئة التي اتخذها عنك مديرك وينبغي عليك الإسراع بالمبادرة لتغييرها.
7 علامات تدل على توتر العلاقة بينك وبين مديرك في العمل:
1- تقييد صلاحياتك في العمل
إن كنت مدير مبيعات في إحدى الشركات على سبيل المثال، ولا تمتلك الصَّلاحِيَة للاطّلاع على الخطط التسويقية لبعض المشاريع الخاصة أو الخطط تحت الدراسة، أو عمومًا لا يتم إشراكك في بعض من النشاطات التي تقيمُها الشركة وتجد بعضًا ممن هم أقل سلطة منك منخرطين في هذه النشاطات، فإن ذلك بالطبع يدل على وجود سوء فهم بينك وبين مرؤوسيك في العمل.
2- عدم الحصول على الدعم الكافي في العمل
ومن أهم مؤشرات ذلك الامتناع عن إبداء الرأي في أدائك للعمل في مواضع تستدعي ذلك، مثل انتهائك من تقديم الخطط السنوية ونصف السنوية لأهداف المبيعات وطرق التسويق، أو تقديم العروض التقديمية (Presentation) الخاصة بإدارة إحدى المشاريع.
3- سماع النقد المستمر في العمل
وعلى النقيض، فإن السعي المستمر للتقليل من جهودك في العمل أو انتقاد أساليبك المتبعة في القيام به، قد يكون مؤشرًا غير جيد فيما يتعلق بالعلاقة بينك وبين رئيسك المباشر في العمل. ولكن عليك أن تعلم إن كان ذلك السلوك هو أحد السياسات التي يتبعها مديرك في العمل مع الجميع أم لا.
4- ألّا تتلقى التنبيهات حال غيابك عن العمل!
إذا كنت ممن يغادرون مبكرًا في العمل أو يصلون كل يوم للمكتب متأخرًا فعليك الانتباه!! حيث قد يدل ذلك على انضمامك للقائمة السوداء في العمل دون أن تشعر.
5- عدم حصولك على الترقيات المستحقة في العمل
على الرغم من عدم مهنية هذا الأسلوب في القيادة، إلا أنه يعد من أشهر وأكثر العلامات شيوعًا على سوء العلاقة وتعكر الأجواء بينك وبين الإدارة التابعة لك في العمل. وقد يؤدي سوء العلاقة مع المدير في العمل -بغض النظر عن الجهد المبذول في العمل- إلى حرمانك من ترقية مستحقة.
6- غيابك المستمر عن الاجتماعات الهامة في الشركة
عند شعورك بالإقصاء من قبل مديرك في الشركة عن حضور الاجتماعات التي يتم اتخاذ القرارات الهامة من خلالها، فإن ذلك بالتأكيد أحد المؤشرات غير الجيدة فيما يتعلق بعلاقتك بمديرك.
7- صعوبة لفت انتباه مديرك في العمل
وذلك يعني شعورك بأنك تعمل كالجندي المجهول في الشركة، أي أنك تبذل قُصَارَى جهدك ووقتك ليكون مديرك راضٍ عن جودة العمل الذي تقدمه، وفي الوقت ذاته لا يتم الإشارة إلي مجهودك بالشكل الكافي ولا تتلقى ردود أفعال إيجابية أو حتى سلبية عند انتهائك من إحدى المهام.
كيف تكسب محبة مديرك في مثل هذه الظروف؟
إن السعي لكسب مديرك في العمل يتطلب مجهودًا مستمرًا لتوطيد العلاقات والقدرة على الإنصات الجيد والاهتمام بجميع الجوانب في العمل، الاجتماعية والمهنية والاقتصادية منها.
إليك أهم النصائح والطرق المتبعة للوصول إلى ذلك:
قدّم نفسك ومديرك دائمًا بصورة جيدة
الإشارة إلى مجهودات المدير في العمل من وقت إلى آخر في الأوقات المناسبة من أهم الأمور التي تسهّل من توطيد العلاقات في العمل، وعمومًا فإن إظهار الاحترام للزملاء والمديرين في العمل والثناء على إنجازاتهم من حين لآخر يعمل على تصفية الأجواء داخل بيئة العمل.
واحذر من تصحيح أخطاء مديرك أمام الجميع أو في إحدى الاجتماعات، بل عليك الإشارة إلى تلك الأخطاء بشكل غير مباشر على انفراد.
واكب الخط الزمني (timeline) الخاص بمديرك
احرص على أن يكون التواصل بينك وبين مديرك جيدًا وفي الأوقات المناسبة، ولذلك طرق عدّة، فعليك مثلًا أن تعلم إذا كان مديريك من أولئك الذين يفضلون أن يبقوا على اطّلاع أولًا بأول على جميع التفاصيل الخاصة بالمشاريع عبر بريدهم الإلكتروني أو يفضلون إرسال آخر المستجدات ضمن رسائل قصيرة من فترة إلى أخرى.
اسأل نفسك أسئلة مثل: ما هو أفضل وقت قد يتمكن فيه مديري من الإجابة على أسئلتي؟ وما هي الأيام التي قد يكون التواصل فيها غير محبب؟ وهل يفضل المدير الحصول على تقارير المراجعة مفصلة أو تحتوي فقط على ما هو مهم؟
اهتمامك بمثل هذه التفاصيل يشير إلى اهتمامك بعملك وتركيزك الكامل فيه.
أضف إلى المكان الذي تعمل فيه
إن السر في الحفاظ على مكانتك أن يشكل وجودك فارقًا ملموسًا في المكان الذي تنتمي إليه، وبالتالي ليس عليك فقط أن تقوم بما يسند إليك من أعمال، بل عليك أيضًا أن تكون قادرًا على إضافة الاقتراحات البناءة والمشاركة في تطوير خطط العمل، وأن تكون لديك الشجاعة الكافية للتحدث عن العيوب والخلل الذي قد يواجهك وتوفير البدائل، فقيامك بذلك يزيد من ثقة واحترام مسؤولينك في العمل والجهد الذي تبذله.
كن متقدمًا دائمًا بخطوة
كن دائمًا على اطّلاع على جدول الأعمال الخاص بمديرك، وتساءل عن التحديات أو الأمور الصعبة التي قد يواجهها مديرك اليوم في العمل وكن على استعداد لتقديم الحلول والاقتراحات وتنفيذها إن تطلب ذلك.
اطلب من مديرك أن يقيم عملك
التقييم من قبل المديرين داخل المؤسسات هو أمر طبيعي في الأساس، ولكن قد ينشغل مديرك بكثرة الأعمال وينسى القيام بذلك، ولهذا عليك أن تطلب من فترة إلى أخرى أن يتم تقييمك في العمل من حيث الجوانب المهنية والاجتماعية لتحرز تقدمًا في مهاراتك وبذلك أيضًا تتمكن من لفت الأنظار إليك في العمل.
تعرف على مديرك أكثر
لا يتطلب ذلك منك قضاء العطلات مع مديرك أو أن تصبحا بالضرورة أصدقاء، ولكن لا مانع من بعض الأسئلة مثل “كيف كانت عطلتك هذا الأسبوع” أو السؤال عن اهتماماته والهوايات الخاصة به خارج العمل، وغيرها من الأسئلة التي تزيد من توطيد العلاقات على المستوى الشخصي.
قلل من التوقعات وزد من إنتاجيتك
من إحدى الطرق الذكية التي قد تساعدك كثيرًا في العمل هو وضع الخطط بمدد زمنية معقولة والقيام بإنجاز الأعمال أسرع من المهلة المقترحة إن أمكن. تلك الطريقة تظهر أسلوبك في العمل أكثر إنتاجية ونشاطًا وتجنبك الوقوع في فخ المهل النهائية.
لا تتردد في طلب المساعدة
إشراكك لمديرك في خطط العمل وطلب المساعدة في الأمور التي تستدعي ذلك تظهر تقديرك لخبرة مديرك في العمل التي قادته إلى منصبه، ورغبتك في الاستفادة من هذه الخبرة والتعلم، مما يوحي بمدى جديتك واحترامك للعمل.
في النهاية احرص على المداومة والاستمرارية
إن الحفاظ على علاقة جيدة بين أي طرفين يتطلب الاهتمام والاستمرارية. لذلك فإن اتباعك للنصائح السابقة بشكلٍ مؤقت لن يجدي نفعًا في بناء علاقة جيدة ومستقرة في العمل، بل عليك التعود والاستمرار في بذل الجهد لتوطيد العلاقات مع مدرائك.
قد يجد البعض صعوبة في الأمر في البداية ولكن مع الوقت والصبر الكافيين، ستتحسن علاقتك مع مديرك وهو ما بدوره يزيد من التقدير والاحترام للعمل الذي تقوم به داخل الشركة، ويوفر لك بيئة مريحة لممارسة العمل، وكل ذلك سوف ينعكس بشكل إيجابي على حياتك المهنية والشخصية كليهما.