واشنطن بوست: بعد الكشف عن رسائل وزارة العدل.. كيف يمكن للجمهوريين أن يظلوا مخلصين لترامب؟
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية (Washington Post) إن الشعب الأميركي لا يمكنه تجاهل ونسيان الأشهر الأخيرة السامة للرئيس السابق دونالد ترامب، واصفة إياها بأخطر اللحظات في التاريخ الرئاسي الحديث.
وأوضحت في افتتاحية لها أن كثيرا من الجمهوريين يريدون أن يتجاهل الشعب الأشهر الأخيرة التي أدارها الرجل، الذي ما يزال الحزب الجمهوري يقسم الولاء له، لكن يوم أمس الثلاثاء جاء بتذكير آخر بأن عواقب أفعال ترامب كان من الممكن أن تكون وخيمة للغاية لولا المقاومة المبدئية لبعض المسؤولين الرئيسيين.
وأشارت إلى كشف لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب أمس عن رسائل بريد إلكتروني تظهر أن البيت الأبيض بذل جهودا وراء الكواليس لتجنيد وزارة العدل في حملته “الصليبية” لتمرير مزاعم ترامب التي لا أساس لها بوجود تزوير في انتخابات 2020.
إحدى أكاذيب ترامب
وقالت إنه وفي 14 ديسمبر/كانون الأول، قبل 10 أيام من تولي جيفري روزين منصب النائب العام بالنيابة، أرسل مساعد لترامب بريدا إلكترونيا إلى روزين، مؤكدا أن آلات نظام التصويت في ميشيغان قد تم إصلاحها عن قصد، وأشار إلى تحليل مزيف يوضح ما “يمكن لهذه الآلات أن تفعله بأصوات الناخبين، وأننا نعتقد أن ذلك حدث في كل مكان”.
وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، تقول الصحيفة، أرسل مساعد ترامب إلى روزين موجزا كان الرئيس يريد على ما يبدو أن تقدمه وزارة العدل إلى المحكمة العليا، وعكست المسودة الحجج الفارغة التي قدمتها ولاية تكساس أمام المحكمة قبل أن يرفض القضاة الدعوى القضائية للولاية. ثم تزايد ضغط البيت الأبيض، حيث أرسل مارك ميدوز، رئيس موظفي البيت الأبيض آنذاك، رسالة عبر البريد الإلكتروني يطلب فيها من روزين فحص مزاعم تزوير الناخبين في جورجيا.
رسائل سخيفة
وبعد ذلك بيوم، تضيف واشنطن بوست، أرسل ميدوز على ما يبدو شريط فيديو إلى روزين يزعم أن الإيطاليين يستخدمون الأقمار الصناعية للتلاعب بمعدات التصويت، قائلة إن هذه كانت فقط بعض رسائل البريد الإلكتروني “السخيفة” للبيت الأبيض التي تزعم حدوث تزوير في أكثر الانتخابات الرئاسية أمانا على الإطلاق.
وأشادت الصحيفة بروزين الذي رفض طلبات البيت الأبيض لاستخدام الصلاحيات الهائلة لوزارة العدل لصالح كذبة ترامب، قائلة إنه أضاف اسمه إلى قائمة المسؤولين الحكوميين والفدراليين الشرفاء الذين أظهروا الإخلاص للحقيقة والواجب في تلك اللحظة الحاسمة.
قد لا يصمدون
واستمرت الصحيفة لتقول إن الجمهوريين الملتزمين بـ”الكذبة الكبرى” سعوا لاستبدال الآخرين، بمن فيهم أولئك الذين لديهم مسؤوليات في فرز الأصوات، مضيفة أنه إذا قام ترامب أو أي مرشح آخر بالضغط مرة أخرى بمزاعم احتيال كاذبة، فقد يجد العديد من المسؤولين الجمهوريين صعوبة أكبر في مقاومة الضغط لدعم الكذبة أو، في الواقع، قد يشاركون في تقديمها.
وختمت واشنطن بوست افتتاحيتها قائلة إنه بالنظر إلى تصرفات ترامب المتهورة بعد خسارته في تصويت عام 2020، والعنف الذي تسبب فيه، فإن رسائل البريد الإلكتروني التي تم إصدارها حديثا ليست مفاجئة، وليس من المستغرب أن يعتمد ترامب على وزارة العدل لمساعدته في محاولة سرقة الانتخابات، لكن أميركا لا يمكنها أن تنسى أنه قد خان يمينه، وأن معظم المسؤولين الجمهوريين ما يزالون مخلصين له رغم ذلك، وأن الوضع قد يكون أسوأ في المرة المقبلة.