فلسطين والحرب الاخيرة
ياسين نجار
مرت القضية الفلسطينية اليوم بأحداث هامة أو متغيرات جديدة قد تؤثر على معطيات معادلة صراع الفلسطينيين مع الكيان الصهيوني، عكستها التطورات الميدانية الأخيرة في فلسطين.
أثبتت الأحداث الميدانية الأخيرة في فلسطين، والتي جاءت بداية في حي الشيخ جراح وما لحقها من توترات في محيط المسجد الأقصى والتي إنتهت بحرب غزة الرابعة، وجود عناصر لا متناهية للقوة يمتلكها الفلسطينيون،
ويبدو أن عنصر القوة السياسية والدبلوماسية الرسمية وغير الرسمية التي بات يمتلكها الفلسطينيون لا تعد أقل مكانة من امتلاكهم للقوة المادية، وهي تلك التي برزت خلال الاحداث الأخيرة.
ما يحدث في غزة وما يحدث في لبنان وما صار جزءا من القدر السوري انما هو جزء من الدرس الإيراني الساخر من أجل إزالة إسرائيل. لا تُلام إيران على نفاقها العقائدي. فهي تعمل على حماية نفسها من خلال سواتر عربية لا يمكن من خلالها أن يُرى الهدف.
لكن جاءت انتفاضة الداخل لتغير المسار وتلفت الانتباه إلى أن القضية ليست فلسطينيي العام 1967 وحقوقهم وانشاء دولة لهم،
ومن الملاحظ أن انتفاضة فلسطين كل فلسطين وجدت صداها حتى في الأوساط الدولية والأممية فلأول مرة في تاريخه يشكل مجلس حقوق الإنسان لجنة للتحقيق في ممارسات سلطات الاحتلال تشمل فلسطيني الداخل المحتل عام 48 مع باقي اشقاءهم في مناطق عام 67 أي أن القرار يشمل كل فلسطين،
في المواقف التي سادت في الولايات المتحدة سواء على المستوى الرسمي الحكومي والبرلماني أو الإعلامي أو الشعبي خلال الأحداث الأخيرة والتي شكلت نوعاً من التحول السياسي في الولايات المتحدة باتجاه دعم الفلسطينيين وحقوقهم على الرغم من الالتزام الأميركي الرسمي والدعم المطلق لإسرائيل.
على المستوى الإعلامي، شهدت الاحداث الأخيرة في فلسطين تحولاً في كثافة ونوع التغطية الإعلامية الأميركية لصالح الفلسطينيين وقضيتهم، فقد برزت مقالات الرأي المؤيدة لهم في أبرز الصحف الأميركية، كما أفردت فضائية «سي إن إن» من بين فضائيات أميركية أخرى
أيا يكن من أمر، وبمعزل عن «البعد الشخصي» في تلقي خبر خروج نتنياهو عن مسرح السياسة والحكم في إسرائيل، فإن على الفلسطينيين والعرب، ألا ينخدعوا بالحكومة الجديدة في المقابل
لفلسطينيون ضحايا بلا شك، فهم يخوضون معركةً غير متكافئة مع عدو يملك أحدث الأسلحة والإمكانات، ويحظى بدعم غير محدود سياسياً واقتصادياً وعسكرياً من القوى الكبرى في العالم