علماء الفلك يتوغلون في باطن المريخ
توغل علماء الكواكب في باطن كوكب المريخ وتمكنوا من تحديد أبعاد نواته. وبهذا أصبح المريخ ثاني كوكب يحصل العلماء على معلومات عن باطنه بعد الأرض.
ويذكر أن علماء الجيولوجيا يستخدمون عادة الموجات الزلزالية لـ “رؤية” باطن الأرض. لأن سرعة هذه الموجات ترتبط بخصائص المواد التي تمر عبرها. كما أن هذه الموجات يمكن أن تنعكس عن الحدود بين طبقات الأرض (مثلا عن الحدود بين الوشاح والقشرة الأرضية، أو الوشاح والنواة). ويمكن للموجات الطولية أيضا الانتشار في المواد الصلبة والسائلة على حد سواء، أما الموجات المستعرضة فتنتشر فقط في المواد الصلبة. جميع هذه الأمور تسمح بتحديد تركيب الكرة الأرضية.
ويذكر أنه في نوفمبر عام 2018، هبط المسبار InSight على سطح المريخ، ومن بين الأجهزة المثبتة عليه، جهاز قياس الزلازل. وأول زلزال رصده كان في أبريل عام 2019 ، وبعد ذلك رصد مئات الزلازل على الكوكب.
وتشمل الدراسة الحالية التي عرضت في المؤتمر الـ 52 لعلوم القمر والكواكب (LPSC 52) ، الفترة من مارس 2019 ولغاية يوليو 2020. وبعد تحليل الإشارات الزلزالية التي رصدها المسبار ، أكد علماء الكواكب أن لكوكب المريخ نواة سائلة، نصف قطرها حوالي 1800 كيلومتر وكثافتها 6 غرامات لكل سنتمتر مكعب.
ووفقا للعلماء، يعادل نصف قطر النواة 53% من نصف قطر الكوكب الأحمر، ما يجعله شبيها بالأرض حيث أن نصف قطر نواة الأرض يعادل 55% من نصف قطرها. ولكن نصف قطر كوكب المريخ يعادل نصف قطر الأرض، ما يعني أن تركيب باطن الكوكبين يجب أن يكون مختلفا. لذلك فإن وشاح المريخ يختلف عن وشاح الأرض ومن الصعب تقسيمه إلى علوي وسفلي. كما أنه وفقا للنتاتج الجديدة، يجب أن تحتوي نواة المريخ على حوالي 18% كبريت (نواة الأرض تحتوي على 2% كبريت). مع أن العناصر الأساسية المكوّنة للنواتين، هما الحديد والنيكل.
المصدر: فيستي. رو