صحيفة تكشف تفاصيل “رحلة سرية” لديفيد كاميرون ومحمد بن سلمان في السعودية
يواجه رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، اتهامات بإقامة علاقة ودية مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان والمشاركة معه في رحلة تخييم في الصحراء، بعد حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بطريقة وحشية في قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر 2018.
وكشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز“، الثلاثاء، عن أن الأمير محمد بن سلمان دعا كاميرون في هذه الرحلة السرية مدفوعة الأجر، كمستشار لرجل الأعمال الملياردير الأسترالي، ليكس غرينسيل، الذي كان متواجدا فيها أيضا لبدء شراكات استثمارية مع أكبر اقتصاد عربي.
وذكرت “فاينانشيال تايمز” أن سرد رحلة التخييم مع كاميرون ومحمد بن سلمان أصبحت “واحدة من الحكايات المفضلة لدى ليكس غرينسيل”، قبل انهيار شركة الأخير “غرينسيل كابيتال” الشهر الجاري.
وأشارت الصحيفة إلى أنها تنقل هذه المعلومات عن ثلاثة مصادر قالوا إنهم سمعوا رواية غرينسيل عن الرحلة، منهم واحد كان مشاركا فيها أيضا.
وبحسب ما ورد، فقد تفاخر غرينسيل بأنه ارتبط تحت سماء الليل بمحمد بن سلمان بسبب حقيقة أنهما درسا القانون في الجامعة.
ووفقا للمصادر، فإن هذه الرحلة، ربما حدثت في شهر يناير أو فبراير العام الماضي، قبل وقت قصير من انتشار وباء كورونا بشكل كبير، وبعد فترة طويلة من وجود أدلة دامغة وتقارير رسمية، بما في ذلك تقرير من الأمم المتحدة، تشير بوضوح إلى تورط أو موافقة ولي العهد على قتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي، والذي كان في يوم من الأيام مقربا من الدائرة الحاكمة في المملكة.
ويمتلك أفراد العائلة المالكة السعودية تقليدًا طويلًا في استضافة الضيوف في رحلات تخييم فاخرة في خيام على الطراز البدوي، مما يعود بالذاكرة إلى التراث البدوي الحاكم لآل سعود.
وتشير الصحيفة إلى أن البيانات تظهر قيام طائرات خاصة تابعة لشركة غرينسيل كابيتال، بسلسلة من الرحلات إلى المملكة العربية السعودية في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي.
كما تُظهر سجلات الرحلات الجوية لإحدى طائرات غرينسيل العديد من الرحلات من وإلى مطار نيوكواي، الذي يبعد حوالي نصف ساعة بالسيارة عن منزل عطلات كاميرون في كورنوال.
ويُزعم أن كاميرون، الذي يتقاضى 150 ألف دولار للساعة مقابل مشاركاته في التحدث في مؤتمرات، استخدم طائرات شركة غرينسيل على نطاق واسع.
ومنذ تلك الزيارة، يبدو أن شركة “غرينسيل كابيتال”، توسعت بشكل كبير في المملكة السعودية وإنشاء مكاتب لها في الرياض، بحسب ما كشف المدير التنفيذي للشركة، جون لو، في تصريحات له في مؤتمر “أسبوع التكنولوجيا المالية الافتراضية في المملكة المتحدة والسعودية”، في يونيو الماضي.
وأضاف، في الحدث، أن شركة “غرينسيل كابيتال” أبرمت عقودا مع “بعض أكبر الشركات في المملكة” ، لكنه امتنع عن تسمية أي منها.
ومن الأهداف التي تنصب عيني غرينسيل عليها في السعودية، شركة النفط الأكبر في العالم “أرامكو” السعودية.
فلطالما روّج غرينسيل بأن شركته تطمح بالفوز بعقد مربح لتقديم ما يسمى بتمويل سلسلة التوريد لأرامكو، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر لصحيفة “فاينانشيال تايمز”.
ورفض كل من شركة غرينسيل كابيتال، والسفارة السعودية في لندن، والصندوق السيادي السعودي، وكذلك ديفيد كاميرون التعليق، بحسب “فاينانشيال تايمز”.