رغم “ضربة” مانشين.. الديمقراطيون عازمون على تمرير خطة بايدن
يسعى الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي إلى تمرير مشروع الرئيس، جو بايدن، الضخم للإنفاق الاجتماعي، وأصدروا إشارات على “عدم الاستسلام” بعد رفض زميلهم السيناتور البارز، جو مانشين، للخطة وهو ما كان بمثابة انتكاسة كبيرة لجهودهم.
ويبدو أن الرئيس الأميركي أيضا مستعد للعودة إلى طاولة المفاوضات مع سيناتور ولاية ويست فيرجينا الديمقراطي الذي أفسد فعليا خطة “بيلد باك بيتر” (البناء من جديد على نحو أفضل) التي تقدر قيمتها بنحو 1.75 تريليون دولار، وتوفر إصلاحات ضخمة في مجالات الرعاية الصحية وسياسة الهجرة والمناخ والتعليم وغيرها من المجالات.
وقال بايدن في تصريحات صحفية إنه ما زال يأمل في تمرير الخطة و”إنجاز العمل” مع مانشين بعد أن أصيب المشروع بالشلل، يوم الأحد، عندما أعلن الأخير أنه قد يحجم عن التصويت لصالح المشروع، وعاد الإثنين ليقول في مقابلة إنه لن يصوت مع هذه “الإصلاحات الطموحة جدا”.
وكان النواب الجمهوريون الذين دعموا خطة الرئيس بشأن البنى التحتية قد شددوا بوضوح على أنهم لن يؤيدوا “بيلد باك بيتر”، معتبرين أن هذا المشروع سيدفع الولايات المتحدة نحو “الاشتراكية”.
وبعد “الضربة القاصمة”، وفق تعبير فرانس برس، التي أصابت مشروعه، عاد الرئيس إلى البيت الأبيض، الإثنين، إثر تمضيته عطلة نهاية الأسبوع في ديلاوير، من دون الإدلاء بأي تصريح، ومن دون الالتفات إلى الصحفيين المحتشدين، وفق فرانس برس. والإثنين لم يتضمن جدول أعماله أي نشاط علني.
لا استسلام
لكن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، سعى إلى رفع معنويات أعضاء حزبه، متعهدا بعرض المشروع على التصويت في المجلس، وقال: “سنصوت على نسخة منقحة وسنستمر بالتصويت إلى أن يتحقق شيء ما”.
وأخبر السيناتور أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين في مكالمة فيديو خاصة مدتها 90 دقيقة أن يتوقعوا تصويتا في يناير على الحزمة.
وبعد نحو يومين من الصمت، كشف بايدن، الثلاثاء، أمام الصحفيين في البيت الأبيض أنه لا يزال من الممكن إنعاش هذا المشروع، وقال: “ما زلت أعتبر أنه من الممكن إتمام الخطّة … أنا والسيناتور مانشين سوف ننجز المهمة”.
عراقيل
لكن ليس من الواضح بعد كيف يمكن للديمقراطيين، الذين يحاولون لملمة أنفسهم، تمرير المشروع من دون تصويت مانشين الحاسم في مجلس شيوخ يسوده انقسام حاد بين عدد متساو من مؤيدي المشروع ومعارضيه.
وقالت أسوشيتد برس إن الجمهوريين يشعرون بثقة أكبر الآن في قدرتهم على التخلص من بنود الخطة التي لا يرغبون فيها، وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السيناتور البارز، ميتش ماكونيل، يوم الأربعاء، عن الديمقراطيين: “مع نهاية العام، يبدو لي أنهم لم يتمكنوا من العناية بأنفسهم جيدا”.
وأقر شومر بالإحباط السائد بين الديمقراطيين، لكنه أخبر أعضاء المجلس أن الحزب “لم يتنازل” عن الاقتراح.
لكن الديمقراطيين يواجهون تساؤلات جدية حول ما إذا كان يمكنهم إعادة صياغة الخطة للفوز بصوت مانشين الحاسم أم أن الحزب سيواجه هزيمة مدمرة.
وتقول أسوشيتد برس إن مانشين وحزبه متباعدان حاليا ويشعران بالإنهاك بعد شهور من المحادثات الفاشلة، ومن غير الواضح كيف يمكن العودة إلى طاولة المفاوضات، وإعادة إحياء أكثر من 2100 صفحة من مشروع القانون.
وأعلن البيت الأبيض استعداده لإعادة تنقيح الخطة من خلال معالجة عدد قليل من الأولويات القصوى، بدلا من طرح خطة واسعة النطاق.
لكن سيكون من الصعب للغاية على الديمقراطيين التقدميين والوسطيين بدء جولة جديدة من المفاوضات بعد أن كرسوا الكثير من السنة الأولى لبايدن في منصبه لصياغة “جهد مهدر”.
وهذا الأمر هو ما شجع ماكونيل للقول: “أعلم أن شومر قال الليلة الماضية في مكالمة إنه لن يستسلم… لا أتوقع منه أن يفعل ذلك، ولكن يبدو لي أن أسوأ ما في الخطة قد مات”.
وألقت هذه الانتكاسة بأكبر جهد تشريعي لبايدن “في شك عميق، مع انتهاء العام الأولى من رئاسته”، وفق أسوشيتد برس، وقبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي يواجه الديمقراطيون فيها خطر فقدان أغلبيتهم الضئيلة.
الحرة