تقرير: مرتزقة فاغنر ينسحبون من أفريقيا استعدادا لأوكرانيا
كشفت صحيفة “ديلي بيست” البريطانية أن مرتزقة من مجموعة فاغنر، التي يديرها أحد المقربين من الرئيس الروسي بوتين، انسحبت من أفريقيا وتحولوا إلى أوروبا الشرقية حيث تهدد القوات الروسية أوكرانيا.
ونقل الموقع عن اثنين من كبار الضباط العسكريين في جمهورية أفريقيا الوسطى، قولهما إنه بالفعل “غادر عدد غير مسبوق من مرتزقة فاجنر البلاد متجهين إلى أوروبا الشرقية خلال كانون الثاني/ يناير الماضي، فيما يستعد المزيد منهم للمغادرة في الأسابيع المقبلة”.
وقال ضابط يعمل في المقر العسكري في بانغي عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى لصحيفة ديلي بيست: “عادة عندما نسمع أن البعض قد غادروا، نكتشف أنه عدد بسيط، أحيانا خمسة أو ستة أشخاص في غضون شهر واحد، لكنها المرة الأولى التي نسمع فيها عن مغادرة العشرات في غضون شهر”.
وقال رجل اعتقلته قوات مجموعة فاغنر مؤخرا للصحيفة إنه سمع جنود جمهورية أفريقيا الوسطى في المعسكر الذي كان محتجزا فيه يصف خروجا مفاجئا لمقاتلين مرتزقة متجهين مباشرة إلى أوكرانيا ، وفق”عربي21″.
وتأتي هذه الخطوة في وقت قالت فيه السلطات الأوكرانية إن روسيا تعزز إمدادات الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية إلى المناطق الانفصالية في أوكرانيا بينما تجند بنشاط مرتزقة للقتال في الصراع المستمر.
وقال جهاز المخابرات العسكرية في كييف الأسبوع الماضي إن موسكو تقوم “بتجنيد نشط للمرتزقة” الذين يتم إرسالهم إلى المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تعيد فيها مجموعة فاغنر نشر جنود القوات الخاصة الخاصة من إفريقيا أو مناطق القتال الأخرى بما يتماشى مع أهداف السياسة الخارجية المتطورة لبوتين، على الرغم من إنكار الكرملين أن فاجنر لديه أي صلات بالحكومة الروسية.
وأشار التقرير إلى تحقيق أجرته شركة “بلينغكات” كشف أنه أنه تم إرسال أكثر من 200 روسي إلى بيلاروسيا لزعزعة استقرار البلاد في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية في آب/ أغسطس 2020، قادمين من النقاط الساخنة الأخرى حيث تم نشر مجموعة فاغنر، بما في ذلك جمهورية أفريقيا الوسطى.
كما قال مسؤول آخر يعمل عن كثب مع الروس لصحيفة “ديلي بيست”: “لقد أخبرنا المشرفون عليهم تحديدا أن حوالي 20 روسيا غادروا في كانون الثاني/ يناير فقط إلى أوروبا الشرقية. ما نفهمه هو أن الروس الذين غادروا، وأولئك الذين سيغادرون لاحقا، يفعلون ذلك كجزء من سياسة تناوب المهام الخاصة بهم وأنه سيتم استبدالهم في الوقت المناسب.”
ولكن لا يبدو أن لا أحد يعرف متى سيصل بالضبط بدائل المرتزقة المغادرين، إن حدث ذلك أصلا، إذ غالبا ما تكون عمليات مجموعة فاغنر محاطة بالسرية لدرجة أن الأشخاص الذين يعملون معهم في جمهورية أفريقيا الوسطى لديهم القليل جدا من المعلومات حول ما يفعلونه، بحسب الصحيفة.
وقال المسؤول العسكري: “نعم، يشاركوننا المعلومات الاستخباراتية، ولكن هذا هو المكان الذي ينتهي فيه الأمر غالبا. نادرا ما نعرف أي شيء عن الخطط”.
تم نشر أكثر من 1000 روسي في جمهورية إفريقيا الوسطى من قبل مجموعة فاغنر ، التي اكتسبت سمعة دولية سيئة لأول مرة في أوكرانيا في ذروة توغل 2014 عندما اتهموا بارتكاب جرائم حرب.