إطلاق تلسكوب جيمس ويب الفضائي لكشف أسرار الكون والتقاط صور لأقدم المجرات
بعد عمل منذ عام 2004، انطلق أخيرًا تلسكوب جيمس ويب الفضائي في رحلته الفضائية. فبعد سنوات من الصناعة والتطوير، والعمل المضني، أطلقت اليوم وكالة ناسا الفضائية التلسكوب جيمس ويب من الساحل الشمالي الشرقي لأمريكا الجنوبية.
أطلق التلسكوب على متن الصاروخ آريان 5 في الساعة السابعة وعشرين دقيقة بتوقيت شرق الولايات المتحدة صباح أمس 25 كانون الأول/ ديسمبر.
شاركت وكالة ناسا عملية الاطلاق عبر منصة تويتر، لتذهل العالم ببداية جديدة لعقد من التجارب التي انطلقت نحو السماء في مهمة لتغيير فهمنا للعوالم الفضائية. مشيرة إلى أن عملية الاطلاق هذه جاءت كهدية ميلاد لفرق الإطلاق الدولية وجميع علماء الفضاء.
كما أعرب مدير وكالة ناسا “بيل نيسلون” عن امتنانه للفرق الدولية التي جعلت من إطلاق التلسكوب نحو وجهته أمرًا ممكنًا. وأضاف قائلًا: “إنه يوم عظيم لكوكب الأرض، شكرًا للفريق، فقد كنتم مذهلين على مدى ثلاثة عقود أثمرت عن هذا التلسكوب الذي سينقلنا نحو اكتشافات جديدة لأشياء لا تصدق ولم نتخيلها أبدًا”.
بيد أن التلسكوب جيمس ويب قد عانى من عدة تأخيرات نتيجة عدة عوامل شكل وباء كورونا أحدها، في حين احتلت مجموعة من العوامل التقنية الحيز الآخر. إلا أن المرصد الفضائي مستعد الآن للإجابة على أسئلة لطالما دارت في أذهاننا حول نظامنا الشمسي. وليساعدنا في ابتكار طرق جديدة لدراسة الكواكب الخارجية، وفهم الكون من وجهة نظر أكثر دقة وعمقًا من أي وقت مضى، لنتمكن من تحديد فيما إذا كان أحدها صالحًا للعيش أم لا.
يأتي التلسكوب مجهزًا بمرآة تمتد لـ 21 قدمًا و4 بوصات (6.5 مترًا)، وهو ما يعتبر طولًا هائلًا للمرآة لتجمع المزيد من الضوء من الأجسام التي تراقبها بمجرد وجود التلسكوب في الفضاء. وكلما زادت نسبة الضوء المجمع، كلما زادت التفاصيل التي يمكن للتلسكوب مراقبتها. كما وتتضمن المرآة 18 قطعة سداسية مغلفة بالذهب، يبلغ قطر كل منها حوالي 4.3 اقدام (1.32 مترًا).
وصرحت الوكالة أنها أكبر مرآة صممتها ناسا على الاطلاق، إلا أنه حجمها خلق مشكلة فريدة، لدرجة أنها لم تكن مناسبة داخل الصاروخ. لذا عمد الفريق إلى تصميم سلسلة من الأجزاء المتحركة القابلة للطي.
ويتوقع أن تستثمر جهود حوالي 10 آلاف من الفنيين والمهندسين من 40 بلدًا لمدة 40 مليون ساعة في تصميم التلسكوب المزود بالأشعة تحت الحمراء، لاكتشاف مناطق مخفية من الفضاء. وينطلق في اكتشاف كل مرحلة من مراحل التاريخ الكوني، بما في ذلك التوهجات الأولى بعد الانفجار الكبير الذي شكل المجرات والنجوم والكواكب.