هل حسم بايدن الفوز مع غرق ترامب بالأزمات؟
كشفت استطلاعات لآراء الناخبين الأمريكيين في الأيام
القليلة الماضية عن تراجع حظوظ الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بالفوز بفترة رئاسية
ثانية، وتقدم غريمه الديمقراطي جو بايدن.
وكانت آمال ترامب قوية حتى مطلع العام الجاري، بفعل تراجع مستويات البطالة في
البلاد بالدرجة الأولى، لكن الآمال تراجعت مؤخرا على وقع أزمات مختلفة.
وواجه ترامب أزمات مركبة مرتبطة بجائحة “كورونا المستجد”، إذ سجلت
البلاد ولا تزال أعلى مستويات الإصابة والوفاة جراء الفيروس عالميا، وتزامن مع
بدايات تفشيه بالبلاد انهيار تاريخي لأسعار النفط أثرت سلبا على العديد من
الشركات، فضلا عن فقدان ملايين الأمريكيين لوظائفهم، وسط اتهامات للرئيس المثير
للجدل بعدم الاستماع لمستشاريه، ولا سيما المتخصصين في القطاع الصحي.
وفي 25 أيار/ مايو الماضي، كان ترامب على موعد مع أزمة جديدة، إذ تفجر غضب من
عنصرية وعنف الشرطة بحق ذوي الأصول الأفريقية، إثر مقتل “جورج فلويد”.
ولم تهدأ تلك الموجة حتى فتحت جبهة جديدة بإصدار المستشار السابق للأمن القومي،
جون بولتون، كتابا يكشف فيه عن تفاصيل محرجة للرئيس.
وتراجعت نسبة رضا الناخبين الأمريكيين عن أداء ترامب إلى 39- 47 بالمئة، بحسب ستة
استطلاعات رأي مختلفة، أجريت في الفترة بين 17 و23 حزيران/ يونيو الجاري، مقارنة
بـ42- 47 بالمئة في الفترة ذاتها من نيسان/ أبريل الماضي، بحسب ثمانية استطلاعات
أجريت آنذاك.
وسجل استطلاع أجرته مؤسسة “مورنينغ كونسلت“،
بالتعاون مع موقع “بوليتيكو”، أدنى مصادقة شعبية لأداء الإدارة
الأمريكية، بواقع 39 بالمئة، مقارنة بـ44 بالمئة قبل شهرين، بحسب المؤسسة
ذاتها.
ورجحت جميع الاستطلاعات الحديثة ميل كفة أصوات الناخبين لبايدن، بواقع 47- 52
بالمئة، مقابل نيل ترامب 36- 44 بالمئة.
وخلصت أكثر الاستطلاعات موثوقية، بحسب موقع “فايف ثيرتي إيت“،
وأجرته كلية “سيينا” بالتعاون مع صحيفة “نيويورك تايمز“، إلى
تمتع بايدن بدعم 50 بالمئة من الناخبين، مقابل 36 بالمئة لترامب.
وتظهر هذه النتائج تراجع حظوظ ترامب مقارنة بالفترة ذاتها من الشهر الماضي، أي
قبيل مقتل “فلويد”. ففي الفترة بين 12 و20 أيار/ مايو، تراوح رصيد
الرئيس الأمريكي بين 40 و44 بالمئة.
وأقر استطلاع أجرته شبكة “فوكس نيوز“، آنذاك،
بتقدم الديمقراطي بايدن بواقع 48 بالمئة، مقابل 40 بالمئة للرئيس الجمهوري.
هل حسم بايدن الفوز؟
لكن هذه الأرقام لا تعكس بالضرورة قرب بايدن من حسم السباق، إذ إن النظام
الانتخابي في الولايات المتحدة يأخذ بالاعتبار حجم الولايات وعددها، ما يمنح
مرشحين فرصة اقتناص الفوز بالرئاسة رغم الخسارة من حيث عدد الأصوات.
وحدث ذلك مع ترامب نفسه، في رابع حالة فقط في تاريخ البلاد، إذ فاز على حساب
هيلاري كلينتون، عام 2016، بحصده 304 من أصوات المجمع الانتخابي، مقابل 227
لغريمته الديمقراطية آنذاك، رغم أن الأخیرة نالت أصواتا مباشرة أكثر منه بنحو
ثلاثة ملايین صوت.
وإضافة إلى ذلك، فإن استطلاعات الرأي في الفترة ذاتها من عام 2016 كانت تصب في
صالح كلينتون، إذ حصلت على 39 بالمئة مقابل 36 بالمئة لغريمها الجمهوري بحسب مسح
أجرته مؤسسة “سورفي يو أس إيه“،
بالتعاون مع صحيفة “الغارديان” البريطانية، حزيران/ يونيو من ذلك العام.
وواصلت العديد من الاستطلاعات، إن لم تكن أغلبها، ترجيح فوز المرشحة الديمقراطية،
حتى بعد الإعلان عن النتائج، وبفارق خمسة بالمئة، بحسب مسح مؤسسة “غالوب” لميول
المواطنين.
وفي الواقع، فإن ضعف مشاركة الأمريكيين، تقليديا، بالعملية الانتخابية يؤثر سلبا
على دقة استطلاعات الرأي في عكس ما سيكون عليه الحال في يوم الاقتراع.