ماذا سيحدث إذا فشل العالم بإنتاج لقاح لـ”كوفيد-19″؟
يدرس العلماء خططا بديلة في حال فشلهم في إيجاد لقاح آمن وفعال لفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، رغم حديث منظمة الصحة العالمية عن وجود 76 لقاحا محتملا يجري العمل على تطويرها.
وأوضح تقرير نشره موقع شبكة “سي أن أن” الأمريكية أن ذلك السيناريو حدث بالفعل مع أمراض أخرى سابقة لم يتم تطوير لقاح ضدها إلى اليوم.
وينقل التقرير عن “ديفيد نابارو” أستاذ الصحة العالمية في لندن تأكيده احتمالية عدم إنتاج لقاح لفيروس كورونا، مشددا على ضرورة تجهيز المجتمعات لتكون مستعدة وقادرة على الدفاع عن نفسها ضد فيروس كورونا إذا أصبح بمثابة تهديد ثابت، وتعلم كيفية ممارسة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في ظل انتشار الوباء بيننا.
كيف ستكون الحياة بدون لقاح؟
لن تعود الحياة إلى طبيعتها المعتادة مثلما كانت قبل ظهور الوباء الجديد، أو على
الأقل لن تعود بسرعة، بحسب التقرير.
ويقول نابارو: “علينا أن نكون مستعدين للدعوة إلى تطوير العقد الاجتماعي بين أفراد الأمة يكونون فيه مسؤولون عن سلامتهم وسلامة غيرهم، عندما يمارسون حياتهم الطبيعية”.
ويضيف أن “المسؤولية الاجتماعية هنا أن يكون كل شخص مصاب مسؤولا عن عزل نفسه إذا ظهر عليه المرض، وأن يتم التعامل مع المعزولين على أنهم أبطال وليسوا منبوذين”.
يوضح نابارو: “هذا يعني أن ثقافة تجاهل السعال أو أعراض البرد الخفيف يجب أن تنتهي”.
ويشير الخبراء إلى أن التغير الذي حدث في العمل ليكون عن بعد قد يكون دائما أو لفترة طويلة مع استمرار الوباء، أو على الأقل سيكون هناك تحفيف للزحام في أماكن العمل، بحيث يتم الذهاب إلى العمل بعض الأيام.
ويضيف نابارو: “يجب تطوير الأنظمة الصحية العامة بحيث تشمل تتبع الاتصال والتشخيص في أماكن العمل للتوصل المبكر في حالة ما إذا كان هناك اجتياج إلى تنفيذ التباعد الاجتماعي من جديد”.
ورغم أن العلماء وعدوا مرارا وتكرارا بتطوير لقاح ضد فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” على سبيل المثال، فإن العالم حتى الآن لا يزال يبحث عن لقاح منذ أربعة عقود توفي فيها بسببه 32 مليون شخص على وجه الأرض.
وتسببت أمراض أخرى في إرباك العلماء على مدى عقود إلى أن نجحوا في تطوير لقاح ضدها
مثل حمى الضنك التي تصيب حوالي 400 ألف إنسان سنويا طبقا لمنظمة الصحة العالمية،
إلى أن تم اكتشاف لقاح بعد جهود واسعة في 2017.
لكن تبين لاحقا أن اللقاح ضد حمى الضنك يزيد من أعراض المرض بشكل سيء.
خطة “ب”
ويبحث العلماء حاليا عن خطة “ب”، بالتزامن مع التجارب الجارية لتطوير لقاح.
ورغم أن الحديث قد يكون مطمئنا في بعض الأحوال عن إنجاز في بعضها، فإن كل هذه
التجارب لا تزال في مرحلة مبكرة جدا، لذا يتم البحث عن عقار لعلاج مرض
“كوفيد-19” الناتج عن فيروس كورونا المستجد.
ومن ضمن ما تم الحديث عنه علاج “رمديسفير” وهو الدواء المخصص في الأصل لمصابين بفيروس إيبولا، كما يتم الحديث عن العلاج ببلازما دم الذين تعافوا من مرض كوفيد-19، فضلا عن علاج هيدروكسي كلوروكوين.
لكن الدراسات على هذه العلاجات لا تزال مستمرة، وترفض بعضها بسبب قلة التجارب السريرية أو أن تكون التجارب العشوائية غير مضبوطة.