كورونا يكشف التمييز الإسرائيلي ضد البدو في النقب
قال كاتب إسرائيلي إن البدو في إسرائيل، يواجهون التمييز، في ظروف العزل الصحي التي تفرضها سلطات الاحتلال، بسبب انعدام وسائل التواصل المتوفرة لدى الإسرائيليين في مناطقهم البعيدة.
وأوضح داني زاكين أن الطلاب العرب البدو في إسرائيل “يواجهون صعوبات كبيرة في التأقلم في ظل ظروف العزل الصحي بسبب انتشار فيروس كورونا، مع أن المدارس الثانوية والكليات الإسرائيلية تقيم دورات عبر الإنترنت للطلاب المحصورين بسبب الفيروس، لكن هذه المبادرات لا قيمة لها للتلاميذ البدو الذين لديهم القليل من الوصول لأجهزة الكمبيوتر أو الإنترنت السريع في قراهم”.
وأشار في مقاله على موقع المونيتور، وترجمته “عربي21” وهو مقدم برامج تلفزيونية وإذاعية، ويلقي محاضرات جامعية، والرئيس السابق لاتحاد الصحفيين الإسرائيليين، إلى أن “هذه الظاهرة ملحوظة بين البدو في إسرائيل، حيث يعيش معظمهم البالغ عددهم 250 ألف نسمة، خمسهم في قرى غير معترف بها من قبل الحكومة، ولا تتوفر لديهم مرافق بنية تحتية، ويعتبرون أفقر مجموعة سكانية في إسرائيل، ولذلك فإن تحصيلهم التعليمي منخفض بشكل خاص”.
ونقل الكاتب بيانات مجلس التعليم العالي، التي أشارت إلى أن “معدل البدو الذين بدأوا الدراسة للحصول على درجة البكالوريوس كان 14% فقط، مقارنة بـ46% من اليهود، وفقًا لبيانات الكنيست، فإن معدل تسجيل الطلاب البدو هو 32% مقارنة بـ68% بين عامة الإسرائيليين، لكن إحدى المشاكل الرئيسية لنظام التعليم في المجتمع الإسرائيلي البدوي هي نقص البنية التحتية بشكل عام، ونقص التكنولوجيا بشكل خاص”.
وأشار إلى أن “شبكة الإنترنت لدى البدو في إسرائيل قديمة وبطيئة للغاية في العديد من القرى البعيدة، خاصة في القرى غير المعترف بها، حيث يتم توفير الإنترنت فقط عبر الشبكات الخلوية، ولا يكاد يكون هناك أجهزة كمبيوتر شخصي وأجهزة محمولة في منازل البدو”.
وأضاف “يوجد في النقب 102 ألف طفل في سن الدراسة، منهم 36 ألفا يعيشون بقرى غير معترف بها مثل مجالس نيف مدبر أو منطقة القصوم الإقليمية المفتقرة لشبكات الإنترنت والبنية التحتية، ويعيش 20 ألفا في البلدات المجاورة، ويعيش 30 ألفا في أحياء ذات بنية تحتية، لكنهم جزء من أسر لديها 8 أطفال على الأقل، وحاسوب واحد فقط في المنزل، وبالتالي فإن نصف الطلاب البدو في النقب لا يمكنهم الوصول لشبكة الإنترنت”.
وأوضح أنه “بعد أن قررت الحكومة الإسرائيلية تعليق نظام التعليم بالكامل لمدة 5 أسابيع على الأقل، بسبب أزمة الفيروس، انتقلت المدارس والمؤسسات الأكاديمية للتعلم عبر الإنترنت، معتمدين على البرامج والتطبيقات مثل Zoom، التي تتطلب دمج مواد الفيديو التعليمية المرسلة عبر الإنترنت، اتصالات إنترنت قوية وموثوقة، وهو ما تفتقر إليه القرى البدوية في النقب”.
وأشار إلى أنه “نتيجة لذلك، يتم فصل معظم الطلاب البدو عمليا عن مدارسهم، بينما يواصل أقرانهم في جميع أنحاء إسرائيل التعلم، صحيح أن وزارة التعليم الإسرائيلية فتحت بوابة تعليمية شاملة للطلاب باللغة العبرية، لكنها جعلت المواد المتاحة باللغة العربية أقل بكثير، فالتعلم عن بعد يتطلب إنترنت سريعا، وليس لدى البدو البنية التحتية للإنترنت، كما هو الحال في أماكن أخرى في إسرائيل”.
وختم بالقول إن “المنازل في القرى البدوية تعتمد على الطاقة الشمسية، وبما أن الطقس في الأيام الأخيرة كان باردًا وممطرًا، فلم يكن هناك الكثير من الشمس، ولم يكن لديها كهرباء لعدة أيام، كل ذلك يعني أن يخسر 100 ألف طالب بدوي في سن الدراسة، و2000 طالب جامعي بدوي من النقب نصف عام دراسي، مما يعني اتساع الفجوة بينهم وبين الطلاب الإسرائيليين”.