حكاية جديدة في ليبيا

ياسين نجار
ننا مقبلون على صيف ساخن، يحرق تطلعات البسطاء، الذين صدقوا شعارات التغيير نحو الافضل وان الربيع المزعوم انما هو مسلسل شيطاني عمد الى سفك المزيد من دماء الابرياء فصارت انهارا
الحديث عن حل الميليشيات الارهابية بالمنطقة الغربية ذات الصبغة الايديولوجية والاثنية والمناطقية مجرد ذر للرماد في العيون، فهؤلاء هم المتحكمون في مفاصل الحكم في طرابلس وعلى وفاق تام مع الحكومة (تبادل منفعة)،
الامم المتحدة ومجلس الامن دستروا اتفاق الصخيرات فأصبح مقدسا، لا يمكن لأحد مساسه او الاقتراب منه فما بالك بتعديله. حكومة الصخيرات المنصبة تستمد شرعيتها من المجتمع الدولي تمتثل لمطالبه وتنفذ اجنداته
إذا كان الجيش الوطني الليبي نفذ الضربات التسع التي دمرت قاعدة الوطية، فمعنى ذلك أنه يمتلك مخزونا تكنولوجيا عاليا، حيث أجهز على كل الرادارات التي نصبتها تركيا وأثبت فشلها في تعطيل الطيران
أن الفراغ الحاصل وفائض القوة العشوائي وخداع تيار الإسلام في تقديمها كمنقذ وحليف لليبيين، عوامل كافية لعدم كشف أبعاد المؤامرة التي دخلتها من باب الحرب بالوكالة دون أن تدرك احتمال تغيير موقف الوكلاء في أي لحظة.
بدأت حكومة الوفاق تفكر عمليا في استيعابهم ضمن جسم أمني مفتعل يسمى الحرس الوطني كي تضع فيتو أمام وقف إطلاق النار، ويتحول وجودهم لاحقا إلى قنبلة في وجه أي حكومة تريد الأمن والاستقرار وتوحيد المؤسسات الأمنية وفقا لقواعد رسمية
لن يفضي الإصرار على وضع العجلة أمام الحصان إلى الحل السياسي، وسوف يقود ليبيا إلى مواصلة الدوران في حلقات متباينة صعودا وهبوطا
فتجد مسؤولا سياسيا أو أمنيا في طرابلس أو كاتبا مرتزقا يهدد ويتوعد ويتقن هذا الدور ليحصل على مزيد من المزايا لدى من منحوه هذه الفرصة
أن مسرحية تركيا ستدخل فصلا جديدا، والغطرسة التي تمارسها ستواجه بمثلها من الآن فصاعدا، وعليها أن تتحمل التكلفة الباهظة