حرب النفط بين السعودية وروسيا.. هل تضع أوزارها أم تشعلها أمريكا؟
تزداد الحرب النفطية في العالم، اشتعالًا بين الدول المنتجة للنفط، بعد التصريحات المنسوبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي آثارت غضب المملكة العربية السعودية، ووصفتها بأنها بمثابة “تزييف للحقائق”.
ووفق شبكة (بي بي سي) فإن روسيا تريد خفض أسعار الخام بالأسواق العالمية، وهو ما ينعكس سلبًا على قطاع صناعة النفط الصخري بالولايات المتحدة الأمريكية، بينما تسعى السعودية للرد برفع معدلات إنتاج النفط بالمملكة.
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية (واس)، إنه اطلع على تصريح منسوب للرئيس الروسي في إحدى وسائل الإعلام، رأى خلالها أن من أسباب انخفاض أسعار النفط انسحاب المملكة من صفقة أوبك + وأن الرياض تخطط للتخلص من منتجي النفط الصخري.
وأوضح المسؤول السعودي “أن ما تم ذكره عار من الصحة جملة وتفصيلاً ولا يمت للحقيقة بصلة”، منوهًا أن “روسيا هي من خرجت من الاتفاق، بينما المملكة و 22 دولة أخرى كانت تحاول إقناع روسيا بإجراء المزيد من التخفيضات وتمديد الاتفاق، إلا أن روسيا لم توافق على ذلك”.
وأضاف بن فرحان أن بلاده تسعى “لتحقيق توازن السوق، وهو ما فيه مصلحة لمنتجي البترول الصخري بعكس ما صدر عن روسيا ورغبتها في بقاء الأسعار منخفضة للتأثير على البترول الصخري”.
وأعرب الأمير فيصل بن فرحان عن استغرابه “تزييف الحقائق، قائلا إنه يتمنى اتخاذ روسيا قرارات صحيحة في اجتماع عاجل دعت له المملكة يوم أمس لدول أوبك+ ومجموعة الدول الأخرى، للوصول لـ”اتفاق عادل يعيد التوازن للأسواق البترولية”.
ونفى وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ما ورد في تصريحات وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، بأن المملكة رفضت تمديد اتفاق أوبك+ وانسحبت منه.
وقال وزير الطاقة السعودي إن المملكة بذلت جهودًا كبيرة مع دول أوبك+ للحد من وجود فائض في السوق البترولية ناتج عن انخفاض نمو الاقتصاد العالمي، إلا أن هذا الطرح وهو ما اقترحته المملكة ووافقت عليه 22 دولة لم يلق قبولاً لدى الجانب الروسي.
وعما اذا ما ستستمر هذه الحرب بين الدول لفترة أطول أم ستنتهي، قال المحلل الاقتصادي، معين رجب: إن الصراع في الوقت الحالي يشتد الصراع بين الأمم، والجميع يبحث عن مصالحه، وتحقيق أكبر قدر ممكن من الثروات استغلالًا لأزمة وباء (كورونا) كما أن النفط سلعة استراتيجية ومهمة للغاية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستغني عليها أي دولة في العالم.
وأضاف رجب لـ”دنيا الوطن”، أن أي قرار من احدى الدول المنتجة للنفط، سيؤثر على كل الدول، ولهذا كان هنالك اتفاق ما بين روسيا ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لوضع ترتيبات تضمن استقرار السعر العالمي للنفط في العالم، وفي حال كان تغيرًا في السعر يكون بحدود طفيفة.
وأوضح أن هذا الاتفاق أيضًا لم يُلائم بعض الدول، ومن هنا ظهرت دولا تتصرف بمفردها، وبعيدًا عن أي تكتل أو منظمة، خصوصًا في ظل أوضاع الدول والخسائر التي مُنيت بها جراء جائحة (كورونا)، هذا ولّد لدى الدول مطامع بأن تبيع منفردة، وتجني الأرباح بشكل مستقل.
وتابع: ما حدث هو تصرف غير رشيد من هذه الدول، وهذا الذي جعل أسعار النفط تهبط لمستويات دنيا، حتى أن السعر وصل لمراحل لا يُغطي تكلفة انتاج النفط.
أما المحلل الاقتصادي، خالد منصور، أكد أنه لربما الاجتماع ما بين ترامب وبوتين، يتم الاتفاق فيه على تحديد سعر معين يلتزم به جميع أطراف (أوبك) وكذلك من هم خارجها.
وأضاف منصور لـ”دنيا الوطن”، أن الأسعار الحالية تُعطي فرصة للمستورد، بأن يشتري أكبر كمية ممكنة، ومن ثم يبيعه عند ارتفاع الأسعار، وبذلك تجني بعض الدول الأموال رغم أنها ليست دولاً مُنتجة للنفط، ناهيك عن السوق السوداء.
وبيّن أن الولايات المتحدة معنية بخفض الأسعار، ولكن ليس كما الآن، لأن لديها احتياطي من النفط الصخري، وهذا تكلفته مرتفعة، مستدركًا: أمريكا الآن ما بين خيارين، الأول أن يستمر انخفاض سعر النفط في العالم، حتى يشتريه المستهلك الأمريكي، بتكلفة أقل، وكذلك ترغب ببيع أكبر قدر ممكن من النفط الصخري.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتدخل في هذه المعركة لربما لصالح السعودية، رغم أنه أعلن في وقت سابق، أنه لا يستبعد فرض رسوم جمركية على نفط المملكة العربية السعودية، إذا تصرفت الرياض بشكل غير نزيه تجاه بلاده.