تفاصيل مروّعة عن “رحلة الموت” للروهينغيا في البحر
روت ناجية من رحلة موت لمسلمي الروهينغيا المضطهدين كيف مكثت في البحر مدة شهرين كاملين.
وفي مقابلة مع “بي بي سي”، ذكرت خديجة بيغوم، 50 عاما، أن السفينة كانت تقل نحو 450 شخصا، مات 50 منهم، فيما أنقذ خفر السواحل التابع لبنغلاديش البقية.
وبحسب بيغوم، فإن المهربين وعدوهم بنقلهم بشكل آمن من ميانمار، حيث يعانون من التضييق والاضطهاد، إلى ماليزيا، لكنهم لم يصلوا إلى هناك.
بيغوم التي تقطن في أكبر مخيم للاجئين بالعالم حاليا في بنغلاديش (مليون روهينغي)، لا تزال وغيرها يأملون بأن تسهل السلطات نقلهم إلى ماليزيا.
وتروي بيغوم تفاصيل مروعة عن طريقة تخلص طاقم السفينة من الجثث، إذ يتم تشغيل محركي السفينة في وقت واحد، حتى لا يسمع الركاب صوت ارتداد الماء عند إلقاء الجثث.
خديجة التي فقدت جنسيتها عند مقتل زوجها وابنها على يد الجيش الميانماري في 2017، تقول إن ما لا يقل عن 15 امرأة لقين حتفهن على متن السفينة؛ بسبب سوء الرعاية، وأوضحت أن واحدة منهن توفيت أمامها، وكان لديها 4 أطفال.
وتقول إنها وطيلة شهرين لم تتمكن من الاستحمام سوى مرتين فقط، عبر جر المياه من البحر، وتوضح أن السفينة تفتقر لأدنى درجات النظافة، ولا يوجد بها صرف صحي جيد.
الصدمة كانت أنه وبعد رؤية اللاجئين للشواطئ الماليزية، أبلغهم طاقم السفينة أن النزول سيكون مستحيلا؛ إذ إن خفر السواحل الماليزي كثف دورياته على البحر لمنع وصول أي شخص بطريقة غير قانونية، تحسبا لتفشي فيروس كورونا.
ولفتت خديجة إلى أن اليأس بدأ يصيب المسافرين، وقام بعضهم بشرب مياه البحر، بعد نقص مخزون الغذاء لديهم.
وأضافت: “كان البعض يحاولون إطفاء عطشهم بنقع الملابس في الماء، ثم يعصرونها للحصول على قطرات في أفواههم”.
وروت خديجة كيف فشلت عدة محاولات للوصول إلى ماليزيا مجددا، وتايلاند، وأوضحت أن
طاقم السفينة وهم من المهربين البورميين رفضوا العودة حيثما أتوا خشية الاعتقال،
ما دفع المسافرين للتمرد عليهم.
وقالت إن الطاقم المؤلف من 10 أشخاص رضخ لمطالب المسافرين، وطلب منهم أموالا إضافية لاستئجار قوارب صغيرة لنقلهم إلى أي دولة، وكانت المفاجأة أنه وبعد جمع 1200 دولار من الروهنغيين، وصل قارب صغير، ليقفز عليه الطاقم ويفروا هاربين.
وأوضحت أن اثنين من طاقم السفينة لم يتمكنا من الفرار، ليجبرهما المسافرين على العودة لبنغلاديش، وهو ما تم بالفعل.