NYT: كيث إليسون.. مدع عام مسلم ساهم بإدانة قاتل فلويد
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا للصحفي تيم أرانغو، قال فيه إن كيث إليسون عندما كان محاميا شابا في مجال الحقوق المدنية، منذ ما يقرب من 20 عاما، وكله شخص اتهم اثنين من ضباط شرطة مينيابوليس بالاعتداء الجنسي عليه مستخدمين عصا شطافة المرحاض.
كانت للقضية أصداء لقضية وحشية سابقة للشرطة في نيويورك، حيث تم إرسال أربعة ضباط إلى السجن في قضية الاعتداء الجنسي على أبنر لويما، الذي تعرض للاعتداء بعصا مكنسة مكسورة في دورة مياه في المنطقة، حيث تمت تبرئة الضابطين في قضية موكل إليسون، ستيفن بورتر، في نهاية تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي.
لكن إليسون حقق نتيجة مختلفة تماما يوم الثلاثاء في قضية رجل أسود آخر مع الشرطة، عندما أدين ديريك شوفين، الضابط الأبيض السابق المتهم بقتل جورج فلويد، بتهمتي قتل بالإضافة إلى القتل غير العمد.
أصبح إليسون، البالغ من العمر 57 عاما، والذي نشأ في ديترويت وانتقل إلى مينيسوتا للالتحاق بكلية الحقوق، أول مسلم ينتخب لعضوية الكونجرس في عام 2006، ونجما صاعدا للجناح التقدمي للحزب الديمقراطي.
كما خدم في واشنطن لمدة 12 عاما قبل أن يتخلى عن مقعد آمن للترشح لمنصب المدعي العام في مينيسوتا في عام 2018، ليصبح أول شخص أسود ينتخب لمنصب على مستوى الولاية. بعد أكثر من عام بقليل من توليه منصب المدعي العام، تولى مسؤولية قضية شوفين.
لطالما كان إليسون صوتا مهما في قضايا العدالة الجنائية في مينيابوليس. قبل أكثر من عقد من توليه قضية بورتر، مثل والدة تايكيل نيلسون، الذي قُتل برصاص ضابط من شرطة مينيابوليس، ففاز بتسوية مدنية.
كان إليسون، الذي كان يقود مركز الحقوق القانونية، الذي يوفر محامين للدفاع عن المتهمين المعوزين، أيضا في طليعة حركة العدالة العرقية هنا، ومن أوائل المؤيدين لأعمال الوساطة مع عصابات الشوارع وإيجاد حلول مجتمعية للسلامة العامة خارج نطاق العمل الشرطي التقليدي.
أثناء عمله في قضية شوفين، قام إليسون بتجميع فريق من المحامين الخارجيين للتعامل مع الالتماسات وعرض الأدلة والشهادات، وكانت النتيجة نادرة في أمريكا: قلة قليلة من المدعين العامين استطاعوا تحقيق إدانة لضابط شرطة بارتكاب جريمة خلال العمل.
قال خبراء قانونيون إن أحد مفاتيح نجاح الادعاء هو أنه خلال الأسابيع العديدة الأخيرة من المحاكمة، بدا أن “جدار الصمت الأزرق” من الشرطة – الذي كان يقف حاجزا عندما يتم اتهام ضابط زميل بارتكاب جريمة – بدا وكأنه ينهار.. وقد اتخذ ضابط تلو الآخر، بمن فيهم قائد الشرطة، منصة الشهود للتنصل وإدانة شوفين.
بينما لم يتحدث إليسون في المحكمة، كان هناك معظم الأيام في جانب الادعاء في الغرفة، يرتدي بدلة وغالبا ما يتصفح الأخبار على هاتفه.
قال نيل كاتيال، النائب العام السابق بالإنابة أثناء إدارة أوباما والذي كان جزءا من فريق الادعاء، إنه كان منخرطا بعمق في كل جانب من جوانب القضية تقريبا، من إعداد الشهود إلى إبداء الرأي في اختيار هيئة المحلفين.
قال كاتيال إنه تواصل لتقديم المساعدة للسيد إليسون بعد أيام قليلة من مقتل فلويد في يوم الذكرى الماضي.
ووصف دور إليسون في الادعاء بأنه “توجيه لطيف للسفينة” التي مع ذلك واجهت صعوبات في بعض الأحيان، وأعاد تعديلات وملاحظات على المذكرات القانونية التي كتبها كاتيال للقضية.
قال كاتيال إنه خلال الأشهر الطويلة من التحضير للمحاكمة، كانت الرسالة المستمرة من إليسون هي أن عملهم كان جزءا من القوس الأكبر لقصة الظلم العنصري في أمريكا.
قال كاتيال: “لقد كان يحس بعمق ألم ما مر به المجتمع”، في إشارة إلى أيام إليسون السابقة كمحامي حقوق مدنية في مينيابوليس يعمل على قضايا سوء تصرفات الشرطة.
ذات مرة، في الفترة التي تسبق المحاكمة، دعا إليسون والدة إريك غارنر، الذي قُتل في عام 2014 على يد ضابط شرطة في نيويورك ولم توجه إليه تهمة قط، للانضمام إلى الاجتماع اليومي لفريق الادعاء.
قال كاتيال إن حضورها سلط الضوء على كيف رأى إليسون أن قضية شوفين لا تتعلق فقط بوفاة فلويد، ولكن أيضا كمحاولة لتحقيق قدر من العدالة لجميع العائلات السوداء التي فقدت أحباءها بسبب عنف الشرطة ولكن لم يحاسب الجناة.
قال كاتيال: “كان من الرائع الاستماع إليها وقولها لإليسون إنك تعطيني شيئا لم نحصل عليه أنا وابني أبدا، يوما في المحكمة“.
وبصفته سياسيا مسلما، غالبا ما واجه إليسون اتهامات بمعاداة السامية بسبب دعمه للفلسطينيين، وعندما ترشح لمنصب المدعي العام، واجه هجمات من بعض الذين أشاروا زورا إلى أنه يفضل فرض الشريعة.
قال جيلاني حسين، المدير التنفيذي لفرع مينيسوتا في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية: “لقد واجه الكثير حتى وصل إلى ذلك المنصب“.
في حين وصف حسين إدانة شوفين بأنها شكلت معلما متميزا، فقد كان مترددا في منح إليسون الكثير من الفضل في تحقيقها لأنه قال إن الأدلة والوعي العام بالقضية، لا سيما من فيديو المارة المروع، كان ساحقا لدرجة أن أي شيء أقل من الإدانة كان سيشكل فشلا ذريعا.
بعد تلاوة الحكم في قضية شوفين بعد ظهر يوم الثلاثاء، كان إليسون، الذي سيحاكم في الأشهر المقبلة ثلاثة ضباط آخرين متهمين في وفاة فلويد، والذين من المقرر أن يحاكموا في آب/ أغسطس، متحفظا في تعليقاته.
وقال إن النتيجة كانت مجرد نقطة انطلاق يأمل أن تؤدي إلى محاسبة واسعة النطاق على انتهاكات الشرطة ضد الملونين.
قال إليسون: “لن أسمي حكم اليوم عدالة.. لأن العدالة تعني أن هناك استعادة للحقوق لكنه مساءلة، وهي الخطوة الأولى نحو العدالة“.
خلال اجتماع ليلة الثلاثاء مع فريقه، أشار إليسون إلى أنه قضى بعض اليوم مع القس جيسي جاكسون، وأن جاكسون كان مع القس الدكتور مارتن لوثر كينج جونيور في اليوم الذي توفي فيه في ممفيس عام 1968.
قال كاتيال إن إليسون “ربط” في الاجتماع بين ما فعله المدعون العامون خلال العام الماضي في تحقيق العدالة لفلويد وعمل الدكتور كينج وناشطي الحقوق المدنية خلال ستينيات القرن الماضي.
وفي تصريحاته العلنية يوم الثلاثاء، استدعى إليسون لجنة كيرنر، وهي مجموعة عينها الرئيس ليندون جونسون عام 1967 للتحقيق في أسباب الانتفاضات حول الظلم العنصري في المدن الأمريكية.
وقال: “ها نحن في عام 2021 ما زلنا نعالج نفس المشكلة”، قبل أن يقرأ أسماء السود الآخرين الذين قتلتهم الشرطة، بمن فيهم إريك غارنر وأوسكار غرانت وفيلاندو كاستيل وداونتي رايت، الذي قتل على يد ضابط شرطة في ضاحية بروكلين سنتر في مينيابوليس أثناء محاكمة شوفين“.
وتابع إليسون قائلا: “هذا يجب أن ينتهي.. نحن بحاجة إلى عدالة حقيقية. هذه ليست حالة واحدة.. هذا تحول اجتماعي يقول إنه لا أحد تحت القانون ولا أحد فوقه“.