تعثر “إيفرغراند”.. الصين تواجه الأزمة بتفكيك الشركة العملاقة
تعمل الحكومة الصينية على مساعدة عملاق العقارات “إيفرغراند” على تفكيكها ببطء من خلال بيع أجزاء من الشركة المتعثرة، حسبما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال“.
وبحسب أشخاص مطلعين على الأمر، قالت الصحيفة إن الخطة الحكومة تتمثل في إدارة الانهيار الداخلي ببيع بعض أصول “إيفرغراند” للحد من الأضرار التي قد تلحق بمشتري المنازل والشركات المشاركة في تطوير.
ومع ذلك، تشير الصحيفة، وفقا للأشخاص المطلعين على الأمر، إن البحث عن مستثمرين أجانب لشراء أصول “إيفرغراند” ليس من الأولويات، حيث تراقب السلطات الوضع عن كثب لإبعاد على مطوري العقارات الآخرين عن أي فشل مماثل على اعتبار أن المسؤولين قلقون بشأن صورة الصين.
ولفتت الصحيفة إلى أن تفكيك الشركة قد يستغرق سنوات في ظل أن كثير من التفاصيل لا تزال قيد الدراسة، وأن “إيفرغراند” ستكون موجودة، لكنها على الأرجح ستكون أصغر بكثير مما هي عليه سابقا.
لم يستجب المكتب الإعلامي لمجلس الدولة ووزارة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية لطلبات صحيفة “وول ستريت جورنال” بالتعليق.
من جانبها، أقرت “إيفرغراند” أنها تعمل بجد لحل مشكلاتها بمشاركة الحكومة الصينية في بعض الأحيان.
وذكرت الشركة العملاقة إنه في الأشهر القليلة الماضية، ساعد مسؤولون من المكتب المحلي لوزارة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية بمقاطعة جيجيانغ في حل المشكلات. وأفادت “إيفرغراند” أن قسم الهندسة التابع لها اتبع بدقة التعليمات الحكومية، دون أن يوضح ماهيتها.
وتكافح شركة “إيفرغراند” يكافح لسداد ديونها البالغة مجموعها 300 مليار دولار، بما في ذلك ما يقرب من 20 مليار دولار من السندات المعلقة بالدولار الأميركي.
في 23 أكتوبر، سددت “إيفرغراند” سندات خارجية تبلغ قيمتها 83.5 مليون دولار بعد أن فشلت في الوفاء بالتزاماتها خلال مهلة السداد الأولى في سبتمبر.
في الشهر الماضي، رجحت وكالة التصنيف الائتماني “ستاندرد آند بورز” أن ترتفع حالات التخلف عن سداد الديون بالنسبة لشركات العقارات الصينية كما حدث مع “إيفرغراند“.
وفي تقرير للشركة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، فإن ثلث مطوري العقارات في الصين سيكافحون لسداد ديونهم في الأشهر الـ 12 المقبلة.
وتتركز الخطة الحكومية حاليا على مئات المشاريع المتعثرة لشركة “إيفرغراند” من خلال الاستعانة بمطورين آخرلين لتولي المسؤولية.
وباعت الشركة العملاقة أكثر من مليون شقة غير مكتملة بشكل مسبق، وفي حال عدم الانتهاء من هذه الوحدات السكنية، فإن عديد من الأسر ستعاني من خسائر مؤلمة، مما يقوض الثقة في سوق الإسكان.
وطلبت السلطات المحلية من “إيفرغراند” تحويل الإيرادات من المنازل غير المكتملة إلى حسابات الضمان التي تشرف عليها الحكومة، وفقا للإشعارات التي استعرضتها صحيفة “وول ستريت جورنال“.
وتحول الحكومات المحلية بعض هذه الأموال إلى موردي “إيفرغراند” حتى تستمر عمليات البناء، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر. وقال أحد الأشخاص إن “إيفرغراند” اضطرت إلى تقديم طلبات إلى الحسابات التي تديرها الحكومة من أجل صرف الأموال.
وفي بعض المناطق، حثت الحكومات المحلية، “إيفرغراند” على إلغاء العمل بالكامل وإعادة المدفوعات إلى مشتري المنازل، كما يقول الأشخاص المطلعون على الأمر. وأضافوا أن السلطات المحلية تتحدث مع مطورين آخرين بشأن الاستحواذ على الأراضي.