السيارات ذاتية القيادة: كيف ستغير عالمنا خلال عشر سنوات؟
أصبحت المركبات ذاتية القيادة حقيقة واقعة، على الرغم من العديد من العقبات التي يجب التغلب عليها، ويمكن لهذه السيارات أن تغير عالمنا ببعض الطرق غير المتوقعة.
في وقت متأخر من الليل بمدينة فينيكس بولاية أريزونا الأمريكية، وتحت أضواء مصابيح الشوارع، يمكن رؤية سيارة تقترب ببطء، بينما تُصدر أجهزة الاستشعار النشطة الموجودة فيها صوتا منخفضًا، ويُضيء حرف “دبليو” باللونين الأخضر والأزرق من الزجاج الأمامي، بالشكل الذي يعطي ضوءًا كافيًا لرؤية السيارة من الداخل لكي تكتشف في النهاية أن مقعد السائق فارغ تمامًا.
وتتحرك العجلات بثبات، وتتوقف عند سماع أصوات تنبيه على هاتف الشخص الذي ينتظرها. وعندما يفتح هذا الشخص الباب للدخول إلى السيارة، يُصدر نظام الصوت في السيارة صوتا يرحب به قائلا: “مساء الخير، هذه السيارة هي ملكك بالكامل – مع عدم وجود أحد في المقدمة”.
كانت هذه سيارة أجرة ذاتية القيادة من إنتاج شركة “وايمو وان”، طلبها هذا الشخص قبل 10 دقائق فقط باستخدام أحد التطبيقات. ويعد الاستخدام المفتوح لهذه الخدمة للجمهور، والذي يتوسع ببطء في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أحد التطورات العديدة التي تشير إلى أن التكنولوجيا ذاتية القيادة أصبحت حقًا جزءًا من حياتنا.
لطالما كانت الوعود بتوفير تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة أمرًا مغريًا، خاصة وأن لديها القدرة على تغيير تجربتنا في التنقل والرحلات الطويلة، وإخراج الناس من بيئات العمل عالية المخاطر وتبسيط صناعاتنا. كما أنها تلعب دورا أساسيا في مساعدتنا في بناء مدن المستقبل، التي سيجري فيها إعادة تعريف اعتمادنا على السيارات وعلاقتنا بها – خفض انبعاثات الكربون وتمهيد الطريق نحو الاعتماد على أساليب عيش أكثر استدامة. وعلاوة على ذلك، يمكن لهذه التكنولوجيا أن تجعل سفرنا أكثر أمانًا.