“يعرفون أين يجدون الإبداع”.. هكذا تختار “ناسا” أسماء مركباتها المريخية

Perseverance rover is shown to be lowered to Martian surface by jet-powered "sky crane" descent vehicle in this undated illustration handout. NASA/JPL-Caltech/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. MANDATORY CREDIT
كشفت وكالة “ناسا” الأميركية لأبحاث الفضاء عن الآلية المتبعة لديها في تسمية مركباتها المتجولة على كوكب المريخ، وقالت إن مهندسيها “يعرفون أين يجدون الإبداع. إنهم يلجؤون إلى شباب أميركا”، وفقا لما نقله موقع “شير أميركا” التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
ولفتت ناسا إلى آخر إنجازاتها البارزة، والمتمثلة بمركبة “برسفيرانس” التي تابع العالم هبوطها على سطح المريخ، الشهر الماضي، قائلة إن تسميتها تمت بعد اقتراحات تقدم بها ما يزيد عن 28 ألف طالب في مدارس البلاد.
“برسفيرانس”
وكشفت الوكالة أن طالبا بالصف السابع من ولاية فرجينيا، اسمه آليكس ماذر، كان هو الشخص الذي فاز اقتراحه لتحمل المركبة المريخية الأخيرة الاسم الذي اختاره، والذي يعني “المثابرة”، التي انطلقت في رحلة طويلة نحو المريخ بدأت عام 2020.
وكان ماذر قد كتب إلى ناسا قائلا إن “كل تلك الأسماء الخاصة بالمركبات الفضائية السابقة التي توجهت إلى المريخ هي صفات نمتلكها كبشر، لكننا نسينا أهم شيء. المثابرة”.
“كيوريوسيتي”
أطلقت ناسا عام 2011 مركبة “كيوريوسيتي” نحو المريخ. المركبة التي حظيت بهذا الاسم المميز، والذي يعني الفضول، بفضل الطالبة في ولاية ميزوري، كلارا ما، والتي كانت بعمر 12 عاما عندما اقترحته.
وكانت ما قد كتبت إلى وكالة ناسا آنذاك قائلة إن “الفضول هو الشغف الذي يحفزنا ويدفعنا قدما خلال حياتنا اليومية”.
وألهم شأن استكشاف الكواكب منذ ذلك الوقت الطالبة لمتابعة فضولها في هذا المجال، ما دفعها لدراسة الجيوفيزياء في جامعة ييل الأميركية، لتحصل لاحقا على درجة الماجستير في السياسة البيئية من جامعة كامبريدج الإنكليزية.
“سبيرت” و”أبورتيونتي”
أطلقت ناسا المسبارين التوأمين “سبيرت” و”أبورتيونتي” إلى مدار المريخ، في 2003، بعد أن منحتهما الطالبة في ولاية أريزونا، صوفي كوليس، هذان الاسمان، والتي كانت بعمر 9 سنوات آنذاك.
وتعني سبيرت، الروح؛ بينما تعني أبورتيونتي، الفرصة.
وكانت كوليس قد وُلدت في سيبيريا، قبل أن تتبناها أسرة أميركية، ما دفعها لأن تكتب لناسا قائلة: “كنتُ أعيش في دار للأيتام. كانت الدار مظلمة وباردة وموحشة. كنت أنظر إلى السماء البراقة وأشعر بالارتياح. حلمت أن بإمكاني الطيران إلى هناك. في أميركا، يمكنني تحقيق كل أحلامي”.
“سوجورنر”
في عام 1996، اختارت الطالبة في ولاية كونيكتيكت، فاليري أمبرواز، والتي كانت بعمر 12 عاما آنذاك، اسم هذا المسبار.
ويعني المصطلح “المسافر”، إلا أن الطفلة آنذاك اختارت هذا الاسم تيمنا باسم البطلة الأميركية الأفريقية التي نشطت بالمطالبة بإلغاء العبودية والمدافعة عن حقوق المرأة إبان فترة الحرب الأهلية الأميركية، سوجورنر تروث.
“من المنطقي جدا أن نطلق اسم سوجورنر تروث على المركبة الذاهبة للاستكشاف، لأنها في رحلة للعثور على حقائق حول المريخ”، قالت أمبرواز في رسالة وجهتها إلى ناسا قبل أكثر من عقدين، وأضافت أن الأمر بحاجة لشخصية قوية قادرة على تحمل “الظروف القاسية” للمريخ، في إشارة إلى تروث.