يديعوت: ازدياد التوتر في عمان وحديث عن محاصرة سفارة الإمارات والإشارة إلى دور إسرائيل

تتهم محافل أمنية رفيعة المستوى في عمان إسرائيل بالتدخل في قضية محاولة الانقلاب في الأردن. “إسرائيل هي الدولة التي عرضت اللجوء على زوجة الأمير حمزة“، أعلن ذلك جواد العناني، رئيس الوزراء الأسبق المقرب من القصر الملكي. ففي مقابلة مع موقع “عمون” للأخبار قال العناني إن إسرائيل عرضت تخصيص طائرة خاصة للأميرة بسمة ونقلها إلى الأراضي الإسرائيلية.
كما أفاد موقع الأخبار الأردني أيضا بأن ضابط سابق من الموساد، روعي شبوشنيك هو الذي زعم أنه اتصل بزوجة الأمير مساء السبت. وشُطب النبأ بعد إبداء محافل إسرائيلية ملاحظة لمحافل أردنية.
سلسلة الاعتقالات في قمة الحكم وكشف الإقامة الجبرية التي فرضت على الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك عبدالله قسمت الجمهور الأردني إلى ثلاثة معسكرات: أولئك المتمسكين بالرواية الرسمية ويدعون بأن بالفعل كان إعداد لمحاولة انقلاب؛ أولئك الذين يؤمنون بأن الأمير حمزة وجه فقط انتقادا لما يجري في القمة؛ وأولئك الذين يعجبون ما الذي جعل الملك عبدالله يثور للإغلاق على أخيه، زوجته وأبنائهما في بيتهم. إضافة إلى ذلك، علم في الأردن أمس بان قوات الأمن تحاصر سفارة اتحاد الإمارات في عمان وذلك بعد أن دعا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بأن “دولة أجنبية” ضالعة في محاولة الانقلاب. إلى جانب ذلك، انتشرت شائعات بان السفير الإماراتي اعتقل.
الملكة نور، الذي حمزة ابن الـ 41 هو بكرها والذي يشبه جدا أبيه الملك حسين أكثر من 11 من أبنائه، غردت بأن الحديث يدور عن “تشهير شرير”. وأضافت بأنها “تصلي لأن تخرج الحقيقة والعدالة إلى النور”. “مسموح النقد الموضوعي للوزارات الحكومة ولكبار رجالات الحكم”، أوضح مصدر رفيع المستوى في عمان، “ولكن توجد قاعدة صريحة: “محظور حظرا باتا انتقاد جلالة الملك”. أما الأمير المتهم فيدعي بأنه لم يخرج ضد “سيدنا”، الملك.
في الظهيرة عرض الصفدي الموقف الرسمي. واتهم الأمير حمزة بأنه حث رؤساء العشائر الكبيرة في الأردن على العمل ضد الأمن الوطني. وأوضح الصفدي بأن نشاط الأمير كان يخضع لتحقيقات سرية لفترة طويلة. وأضاف بأن المشتبه بهم كانوا عند القبض عليهم في المرحلة الانتقالية بين التخطيط والتنفيذ للانقلاب “وقد اتخذت خطوات مختلفة”.
وحسب الصفدي، أوصى الفريق الأردني المتابع للأمر الملك عبدالله في نقل الملفات لعناية المحكمة الأردنية لأمن الدولة، ولكن الملك فضل بداية أن يتحدث مباشرة مع أخيه غير الشقيق وتبذل الآن مساع لحل المشكلة “في داخل الإطار العائلي”.
حتى الآن اعتقل في الأردن بين 14 إلى 16 شخصا: حراس الأمير حمزة، رؤساء عشائر، ضابط سابق، الشريف حسن بن زيد ود. باسم عوض الله الذي كان وزير المالية ورئيس ديوان الملك عبدالله.
الأميرة بسمة، الزوجة الثانية للأمير حمزة وأم خمسة أبنائه، هي طيارة في مهنتها. وقد تزوجا في كانون الثاني 2012 بعد أن فشل زواج حمزة الأول. ومثل إخوانه الآخرين، أزيح حمزة عن مناصبه الرسمية ودار مستاءاً إلى أن وجد أذنا صاغية لدى رؤساء العشائر وفي قصور الخليج.
الملكة نور، أم حمزة، تسكن في الولايات المتحدة، وتقلل من زياراتها للأردن. وعند مجيئها تبقى في الظل، ولكن خارج المملكة تطلق تلميحات شديدة الوضوح، دون أن تذكر صراحة اسمي الملك والملكة. وعلاقاتها مع الملكة رانيا ليست ودية، فنور رفضت نقل تاج الملكة، كما هو دارج، إلى الملكة الجديدة، وتغيبت عن قصد عن الاحتفال. “ما يحصل في أروقة القصر الملكي الأردني”، كما وصفت شخصية رفيعة المستوى جدا في عمان، “مفعم بتفاصيل مشوقة وأكثر إثارة حتى من فيلم هوليوودي”.
مع أن الملك عبد الله حظي بوابل من برقيات التأييد من كل قصور الشرق الأوسط، ولكن في عمان يذكرون بصراحة بأن “الدول الأجنبية” التي ألمح بها وزير الخارجية الأردني في المؤتمر الصحافي هي السعودية واتحاد الإمارات، “ولحاكم دبي يوجد حساب طويل مع الأردن، في أعقاب هرب زوجته هيا، الأخت غير الشقيقة للملك عبدالله، مع ابنيها إلى لندن”.
وليلة السبت نجح الأمير حمزة في أن يحرر شريطا نقله عبر محاميه إلى البي.بي.سي وفيه تأكيد بانه في الإقامة الجبرية. وهاجم حمزة القيادة بشدة قائلا: “لست الشخص المسؤول عن انهيار الحكم، الفساد وعدم القدرة المنتشرة في المؤسسات والآخذة في التفاقم… وأنا لست المسؤول عن عدم ثقة الشعب”.