هل يمكن أن يرتبط النمط الثاني من مرض السكري بخطر الإصابة بمرض ألزهايمر؟
يشير الباحثون إلى أن الدلائل تقترح وجود علاقة بين النمط الثاني من مرض السكري وخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وهو ما يطلق عليه بعض الأطباء بالنمط الثالث من مرض السكري.
يقول الباحثون أن تناول الغذاء الغني بالدهون قد يؤدي إلى زيادة الالتهاب ما قد يزيد خطر الخرف.
لاحظ الباحثون أن الالتزام بنظام غذائي صحي والمشاركة بنمط حياة صحي قد يعكس العملية ويقلل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
توجد دلائل متزايدة على وجود ترابط بين النمط الثاني من مرض السكري ومرض ألزهايمر، وفقًا للبحوث التي أُجريت في جامعة تكساس A&M، المعروضة في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية.
فحص الباحثون العلاقة بين الأمرين باستخدام الفئران في تجاربهم للحصول على النتائج التي لم تُنشر في مجلة محكمة بعد.
تعرضت الفئران بغياب هذا البروتين لالتهاب بدأ في الأمعاء ثم انتقل إلى الكبد والدماغ. تطورت لدى هذه الفئران أعراض تشبه ألزهايمر بما في ذلك إعاقة معرفية.
الرابط المحتمل بين مرض ألزهايمر والنمط الثاني من مرض السكري:
يقترح الباحثون إمكانية تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بالتحكم بالنمط الثاني من مرض السكري أو تجنب الإصابة به.
لاحظ العلماء أن الأبحاث السابقة تشير إلى تأثير النظام الغذائي في تطور وشدة السكري، وأكدت الأبحاث في الآونة الأخيرة دورها في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
مع أن الدراسة لم تكتشف هذا الارتباط وإنه لمن المبكر الوصول إلى استنتاجات، فإن كومار يعتقد بإمكانية كون هذا الارتباط متشابهًا في أنواع أخرى من الخرف.
كيف يمكن أن تكون الأمعاء المُسرِّبة عاملًا؟
يقول الباحثون في جامعة تكساس A&M بأنهم تعلموا أن بروتين jak3 قد يسبب تسرب الأمعاء، ما يؤدي إلى التهاب مزمن منخفض الشدة، بالإضافة إلى النمط الثاني من مرض السكري وانخفاض قدرة الدماغ على تصفية المواد السامة وظهور أعراض تشبه الخرف.
الأمعاء المسربة هي حالة تسمح فيها الفجوات في جدران الأمعاء بتسرب السموم والبكتيريا خارج الأمعاء وإلى داخل الدورة الدموية. لا ينظر جميع الأطباء لهذه المشكلة كحالة طبية مميزة، إذ هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث.
يعتقد الباحثون أنه يمكن إيقاف هذه العملية بما في ذلك الالتهاب، وذلك بواسطة تناول نظام غذائي صحي وضبط مستوى السكر في الدم.
يقول الباحثون إنه يمكن البدء مبكرًا باتباع نظام غذائي ونمط حياة صحيين، بما يكفي لتجنب ارتفاع مستوى السكر في الدم أو على الأقل لعكس مرحلة ما قبل السكري.
يقترح العلماء أن هذه التغييرات قد تقلل من خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري ومرض ألزهايمر.
الارتباط بين النمط الثاني من مرض السكري ومرض ألزهايمر:
يعاني نحو 81% من الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر النمط الثاني من مرض السكري، وذلك وفقًا لتقرير من كلية الطب في جامعة KECK USC.
يتناسب خطر الإصابة بالخرف مع تشخيص الداء السكري. يزداد خطر الإصابة بالخرف كلما كانت الإصابة بالسكري في سن أصغر.
يشير بعض العلماء إلى الارتباط بين هاتين الحالتين بما يسمى النمط الثالث من مرض السكري.
يقول الباحثون إن الكبد قد يكون حاسمًا في الارتباط بين الأمعاء والدماغ لأنه يستقلب الطعام.
لم يُفهم بعد سبب وجود هذه الحالة ولكن الخبراء يعلمون أن ارتفاع مستوى السكر في الدم أو الإنسولين قد يؤذي الدماغ ويزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وفقًا لجمعية مرض ألزهايمر.
يعد الدماغ العضو الأكثر حاجةً ألى الطاقة، إذ يحتاج إلى نصف طاقة السكر في الجسم ليعمل بكفاءة. قد يؤذي كل من ارتفاع وانخفاض مستوى السكر في الدم الأوعية الدموية في الدماغ، وذلك وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
يمكن أن تؤذي مستويات السكر غير الطبيعية الأعصاب والأوعية الدموية في الدماغ مسبّبةً مشكلات في الذاكرة والتعلم والمزاج واكتساب الوزن والتغييرات الهرمونية، وقد يقود ذلك مع مرور الوقت إلى الإصابة بألزهايمر.
علاج النمط الثاني من مرض السكري:
يهدف علاج مرض السكري من النمط الثاني إلى منع حدوث مشكلات صحية أخرى، وفقًا لمعهد الصحة الوطني.
يقول الدكتور ميتشل روسلين وهو رئيس جراحة البدانة في مستشفى نورثويل لينوكس هيل في نيويورك، والذي لم يشارك في الدراسة، إن البدانة الشديدة قاتلة، إذ تكون أجسام الأشخاص أكبر بمقدار 10 إلى 20 عامًا من عمرهم الزمني، وأوضح أن أمراض القلب تعد القاتل الأكبر، ووفقًا للدكتور ميتشل، توجد عدة علاجات فعالة.
يقول روسلين لجريدة Medical News Today: «تعد جراحة البدانة أداة تجعل تناول الطعام بكميات أقل وتناول الأطعمة الصحية وممارسة النشاط أمرًا معقولًا، وما زالت تخضع للعوامل الاقتصادية والبيئية والضغوط التي يواجهها الناس».
أضاف أنه في السنوات القليلة الماضية، وافقت الجهات التنظيمية الفيدرالية على عدة أدوية لفقدان الوزن التي تساعد في تقليل خطر الإصابة بنرض السكري. تعمل تيرزيباتايد (مونجارو، زيبباوند) وسيماغلوتايد (أوزمبيك، ويجوفي) على تقليل الشعور بالجوع، وتساعد الشخص على فقدان الوزن، ما يساعد في السيطرة على مرض السكري من النمط الثاني.
يعد النظام الغذائي والتمارين الرياضية وعوامل نمط الحياة الأخرى مهمة أيضًا وفقًا للخبراء.
قالت لورين سيب، اختصاصية تغذية سريرية في مركز Kellman Wellness في نيويورك والتي لم تشارك في الدراسة: «تعد التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة للتحكم في الوزن فعّالة للغاية في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري والسيطرة عليه. يوجد الكثير من الوسائل التي يمكن للشخص القيام بها للتحكم بحالته الصحية حتى مع ظهور الأدوية الجديدة والفعالة للغاية التي تعد مفيدة للعديد من الأشخاص».
قدمت سيب هذه النصائح:
- التركيز على البروتين النقي واللحوم الحرة والأسماك المُصطادة بريًا والطعام البحري.
- لحوم الحيوانات المتغذية على العشب بشكل معتدل. أظهرت هذه اللحوم احتواءها على كمية أعلى من الأحماض الدهنية أوميغا-3 المضادة للالتهاب طبيعيًا بالمقارنة مع اللحوم التقليدية التي تحتوي أكثر على الأحماض الدهنية أوميغا-6 المسببة للالتهاب.
- الدهون الصحية مثل تلك الموجودة في زيت الزيتون وزيت جوز الهند والأفوكادو.
- الكثير من الخضروات غير النشوية، إذ تحتوي هذه الخضروات غالبًا كمية أكبر من الكربوهيدرات.
- البيض.
- المكسرات والبذور باعتدال. تحتوي على مواد غذائية كثيفة وعلى دهون صحية، ولكن تميل لأن تملك سعرات حرارية أكبر.
- الفواكه قليلة السكر باعتدال بما في ذلك التفاح والحمضيات والتوت والبطيخ.
- الألبان باعتدال ويُفضل النسخ العضوية ذات الجودة الجيدة.