هل يتعافى النفط بعد اجتماع أوبك+.. وماذا عن مطلب ترامب؟
تترقب أسواق النفط بشغف نتائج الاجتماع الطارئ لمنظمة أوبك وحلفائها، المقرر انعقاده الخميس المقبل لبحث تخفيضات في الإنتاج قد تساعد على تخفيف تخمة المعروض بالأسواق العالمية.
ورغم الأخبار الإيجابية عن قرب توقيع اتفاق لخفض إنتاج النفط لدعم الأسعار التي تضررت بشدة خلال الشهر الماضي، إلا أن الحديث عن حجم التخفيض لا يزال محل نقاش بين كبار منتجي النفط حول العالم.
وقال الخبير في شؤون النفط والطاقة نهاد إسماعيل، في حديث خاص مع “عربي21″، إن الأهم ليس في التوصل لاتفاق خفض إنتاج، وإنما في حجم التخفيضات التي يمكن أن تحقق استقرارا للأسواق، مشيرا إلى أن سوق النفط تعاني من تخمة في المعروض تبلغ 20 مليون برميل يوميا بسبب التراجع الكبير في الطلب العالمي والصيني بالتحديد، إلى جانب الإنتاج المفرط من قبل السعودية وروسيا.
وانخفض الطلب العالمي على النفط نحو 30 بالمئة أو ما يوازي 30 مليون برميل يوميا بالتزامن مع تحرك السعودية وروسيا لإغراق الأسواق بإمدادات إضافية بعد انهيار اتفاق لخفض الإنتاج.
وقال إسماعيل، إن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطالب بتخفيض 10 ملايين برميل يوميا، لكن السعودية وروسيا لا تستطيعان تخفيض أكثر من 3 إلى 4 ملايين برميل يوميا كحد أقصى”.
وتابع: “لتحقيق تخفيض 10 ملايين برميل يوميا، بناء على طلب ترامب، يجب أن يشمل التخفيض منتجين مثل كندا والمكسيك والبرازيل والنرويج، وحتى أمريكا ذاتها.. وهذا لن يحدث”.
“مواقف النرويج والمكسيك والبرازيل”
والإثنين، أعلنت النرويج، أكبر منتج للنفط في أوروبا الغربية، استعدادها لإجراء تخفيضات إنتاجية بشكل منفرد إذا كانت ستعود بالفائدة على الاقتصاد، لكنها قالت إنه لا توجد محادثات جارية مع شركات النفط في النرويج.
وقال المتحدث باسم وزارة النفط النرويجية، لرويترز: “إذا اتفقت شريحة عريضة من المنتجين على تخفيضات كبيرة في الإنتاج، ستدرس النرويج خفضا بشكل منفرد إذا كان ذلك سيساهم في دعم إدارة مواردنا واقتصادنا كما فعلنا في مناسبات سابقة”.
ودعا الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، السبت، كلا من روسيا والسعودية للتوصل سريعا لاتفاق وإنهاء الحرب الدائرة بينهما على أسعار النفط لتجنب تفاقم الأزمة.
وقال لوبيز أوبرادور: “كيف يتسنى لروسيا والسعودية عدم التوصل لاتفاق لوقف تدهور أسعار النفط الذي يعمق من الأزمة؟ أين المسؤولية تجاه الإنسانية؟ أين من يطلق عليهم زعماء الدول؟”.
وأعلن وزير الطاقة البرازيلي بينتو البوكيرك، الاثنين، أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان اتصل به يوم الأحد لتبادل الآراء حول الوضع في أسواق النفط ووجه دعوة للبرازيل لحضور اجتماع لوزراء نفط دول مجموعة العشرين، مؤكدا أنه مستعد لحضور الاجتماع.
وتوقع الخبير في شؤون النفط والطاقة، خلال حديثه أن تفشل نتائج اجتماع أوبك وحلفائها المقرر انعقاده الخميس في رفع أسعار الخام لمستويات ما قبل انتشار وباء كورونا، قائلا: “مهما كان حجم التخفيض ستتوقف الأسعار مؤقتا عن الانهيار، لأن السوق ستنظر إلى الاجتماع كمحاولة عالمية جادة لإنقاذ السوق”.
وأردف: “على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الروسي فلاديمير تقديم الشكر إلى ترامب لأنه أنقذ ماء وجهيهما، بعد أن دخلا في صراع أسعار وحصص كاد أن يدمر مستقبل صناعة النفط وأن يدمر اقتصاديات روسيا والسعودية معا”.
“تخفيضات دون المستوى المطلوب”
وعن حجم التخفيض اللازم لتحقيق الاستقرار والتوازن الفعلي بسوق النفط، قال إسماعيل، يجب أن يكون 15 مليون برميل يوميا، متسائلا: “هل سيأتي تخفيض بهذا ممن ليس لديه الاستعداد للتضحية بحصته في السوق؟”.
واستطرد: “لذا فالتوقعات بشأن حجم التخفيضات المرجوة من كبار منتجي النفط، ستكون دون المستوى اللازم لتحقيق التوازن الفعلي، وربما تأثيرها على رفع الأسعار سيكون مؤقتا”.
وقالت مصادر تجارية، الثلاثاء، إن المتعاملين الذين يسعون إلى تخزين النفط علقوا خططهم هذا الأسبوع بعد أن صعدت عقود أقرب استحقاق لخام برنت مقارنة مع عقود الأشهر التالية، مما يجعل التخزين غير ذي جدوى اقتصادية، رغم فرط الإمدادات بالسوق، بحسب رويترز.
وقفزت أسعار خام برنت لعقد أقرب استحقاق منذ يوم الجمعة على خلفية توقعات بأن السعودية وروسيا ربما تبرمان اتفاقا لخفض الإمداد ودعم الأسعار.
وقال أشوك شارما العضو المنتدب لشركة بي.آر.إس باكسي لسمسرة السفن في سنغافورة: “الطلب ينهار والعرض ينهمر… السوق انفصلت تماما عن بديهيات العرض والطلب”.
وتقلص الهامش بين سعر برنت في عقود أقرب شهر وعقود ستة أشهر بشكل حاد إلى خمسة دولارات للبرميل الثلاثاء، بعد أن بلغت في نهاية آذار/ مارس أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 13 دولارا.
وعندما تكون أسعار التسليمات الأقرب أقل من تسليمات الشهور التالية، فإن المتعاملين يتشجعون على بيع النفط آجلا للاستفادة من السعر الأعلى. لكن أحد المصادر قال إن الهامش الحالي غير كاف لتغطية تكاليف الشحن لناقلات الخام العملاقة التي بلغ أحدث سعر لاستئجارها 69 ألف دولار يوميا لستة أشهر، أي حوالي دولار للبرميل في الشهر.