هل تكون العنصرية بأمريكا سببا يوصل بايدن إلى الرئاسة؟
نشرت صحيفة “أتلايار” الإسبانية
تقريرا تحدثت فيه عن الوضع المضطرب الذي تعيش على وقعه الولايات المتحدة، والذي من
شأنه أن يخدم الديمقراطي جوزيف بايدن ويعزز حظوظه في الفوز على خصمه الجمهوري
ترامب في الانتخابات القادمة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها “، إن الولايات المتحدة تعيش أحد أعنف الاحتجاجات
الشعبية بسبب مقطع فيديو يوثق مقتل الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد على يد
شرطي.
ورغم جهود الجمعية العامة للأمم المتحدة التأكيد على أن جميع البشر يولدون
أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق ولديهم القدرة على المساهمة البناءة في تنمية
المجتمع ورفاهه، إلا أن الآلاف لا مازالوا يكافحون كل يوم لإنهاء التمييز العنصري
في القرن الحادي والعشرين.
وأضافت الصحيفة أن موجة العنف التي تشهدها الشوارع الأمريكية منذ عدة أيام تضاف
إلى قائمة التحديات التي تنتظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه الأوضاع على تطلعات الرئيس الأمريكي للفوز مرة أخرى في
الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في الثالث من شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وحسب استطلاع أجرته صحيفة “واشنطن بوست” وشبكة “أيه بي سي”
التلفزيونية فإن المرشح الديمقراطي للرئاسة جوزيف بايدن يعمل على تعزيز حظوظه في
الفوز أمام الرئيس ترامب في الانتخابات المقبلة. ووفقًا لهذا الاستطلاع، قدم
الناخبون المسجلون على مستوى البلاد دعمهم لبايدن بنسبة 53 بالمئة، مقارنة بـ 43
بالمئة لترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن خوسيه أنطونيو، الأستاذ في جامعة ألكالا والباحث في معهد
فرانكلين، حذّر خلال مداخلة له مع صحيفة “أتلايار” أنه “في ظروف
أخرى أو في وقت آخر، يمكن لهذا الوضع أن يجعل الرئيس أكثر شعبية، ولكن يجب ألا
ننسى أننا في سنة انتخابية”، مضيفا أنه “في هذا الوقت وقبل بضعة أشهر
على إجراء الانتخابات الرئاسية، يجب رؤية كل شيء أو فهمه من منظور
الانتخابات”.
ردّ خافيير فرنانديز أريباس، مدير الصحيفة، أنه “على أي حال، مازال هناك متسع
من الوقت قبل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، وفي السياسة لا يمكنك أن تفقد أي شيء
بصورة مسبقة”.
الأزمة الثلاثية بالولايات المتحدة
أوردت الصحيفة أن الولايات المتحدة ضحية أزمة ثلاثية خانقة (اجتماعية، واقتصادية،
وصحية). فقد تجاوزت حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا 1.8 مليون حالة، بحصيلة
105 ألف حالة وفاة. ولا تزال ولاية نيويورك من بين أبرز البؤر الوبائية.
وقد تسببت هذه الأزمة الصحية في فقدان الآلاف من الأمريكيين لوظائفهم.
ووفقًا للأرقام الرسمية، ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة من 4.6 بالمئة من
القوة العاملة في شهر آذار/ مارس إلى 14.7 بالمئة خلال نيسان/ أبريل. في ظل هذه
الأزمة، خلقت حادثة قتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة أبيض في مينيابولس بيئة
مثالية لاندلاع الاحتجاجات.
وأوضحت الصحيفة أن الخطوة الأخيرة التي أعلن عنها ترامب تتمثّل في تهديد المحتجين
بنشر الجيش يوم الاثنين إذا لم تتمكن قوات الحرس الوطني من إنهاء الاحتجاجات، علما
بأن هذه ليست المرة الأولى التي يتكلم فيها ترامب عن هذا الاقتراح.
وكان الرئيس الأمركي قد اقترح، الجمعة الماضي، تدخل الجيش لردع المتظاهرين
الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على قتل جورج فلويد.
وذكرت الصحيفة أن محللة العلاقات الدولية للولايات المتحدة ألانا موسيري شددت خلال
البرنامج الإذاعي نفسه على أن حركة أنتيفا “ليست مجموعة منظمة، بل هي شبكة من
النشطاء وهذا يعني أنهم ليسوا عنيفين”.
وأضافت موسيري أن “نهب المباني والشركات كان من قبل المجرمين الذين يحاولون الاستفادة من الوضع، بينما كان المواطنون يتظاهرون بشكل سلمي”.
ونتيجة الوضع الحالي من الفوضى وعدم الاستقرار الذي تشهده بعض المدن
الرئيسية في الولايات المتحدة، لجأت العديد من المدن إلى البدء في تطبيق حظر
التجول أو تعبئة قوات الحرس الوطني
هل تبقى العنصرية؟
نقلت الصحيفة عن الصحفية المقيمة في الولايات المتحدة بيغونيا سيفيا أن
“العنصرية في الولايات المتحدة طالما وُجدت سابقا وسوف تظل موجودة دائما،
لذلك يجب على مؤسسات الدولة والتعليم خاصة العمل بجد للقضاء على هذه الظاهرة، على
الإنسان أن يعيش التجربة حتى يفهمها”.
وترى بيغونيا سيفيا أن “وفاة جورج فلويد تعتبر القطرة التي أفاضت
الكأس. لهذا السبب، دعت إلى تحليل مظاهر التفاوت سواء في دخل الفرد وعدد الخريجين
من الجامعات أو معدلات البطالة بين صفوف الأمريكيين من أصل أفريقي واللاتينيين
والبيض”.
وفاة فلويد جريمة قتل
وذكرت الصحيفة أن التقرير الرسمي لتشريح جثة فلويد الصادر عن جهات مستقلة ورسمية أظهر أن فلويد قُتل أثناء اعتقاله من قبل ضابط الشرطة قبل أسبوع، وهو ما يؤكد جريمة القتل.
وأعلن رئيس الولايات المتحدة نشر آلاف الجنود وعناصر الشرطة، لإنهاء الاحتجاجات التي انتشرت في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والتي وصلت حتى إلى لندن أو ألمانيا.