هل تصبح “مونيرو” مصدر تمويل تنظيم “داعش”؟
يواصل
تنظيم الدولة شن هجمات متفرقة في عدة دول، أبرزها (العراق، أفغانستان) إضافة إلى
هجمات شبه دائمة في دول أفريقية. بعد مرور أكثر من 8 شهور على مقتل زعيمه
“أبو بكر البغدادي”.
ومع دخول التنظيم عامه الثالث منذ خسارته حقول النفط في العراق (الموصل، الأنبار، كركوك،
صلاح الدين، ديالى)، وسوريا (دير الزور، الحسكة، بادية حمص)، لا يزال
“داعش” يبحث عن مصدر تمويل آخر لرفع رتم هجماته.
موقع “Cointelegraph”
المعني بمتابعة أخبار العملات الإلكترونية المشفرة، وأبرزها “بيتكوين”،
ذكر أن تنظيم الدولة بدأ بالتوجه نحو عملة “مونيرو” (XMR)، وهي عملة مشفرة ظهرت
لأول مرة في العام 2014.
وبحسب الموقع، فإن منصة إخبارية تابعة لتنظيم الدولة، دعت أنصار الأخير إلى اعتماد
“مونيرو” فقط كجهة يتم التبرع إليها، وذلك في إعلان نُشر في 21 حزيران/
يونيو الجاري.
ووفقا لـ”Cointelegraph”، فإن إحدى شركات ما يعرف بـ”البلوك شتين” (سلسلة
الكتلة) المعنية بتخزين البيانات، لاحظت حركة غير مسبوقة على عملة
“مونيرو” التي توفر طريقة تحويل آمنة، دون أي تشديدات أمنية.
وبحسب هذه الشركة التي تدعى “whitestream”، وهي إسرائيلية، فإن التنظيم تخلى عن العملات الإلكترونية الأخرى، وأبرزها “بيتكوين”، مفضلا التوجه نحو “مونيرو”.
تضخيم
أم حقيقةموقع “Chainalysis”
المعني بحماية البنوك والمؤسسات المالية من خطر غسيل الأموال، رفض الأحاديث التي
تقول إن داعش يملك 300 مليون دولار من تبرعات العملات المشفرة.
وبحسب “chainalysis” فإن وسائل إعلام عالمية ضخّمت أرقاما حول تلقي
“داعش” أموالا من العملات الإلكترونية المشفرة، مع أن معظم الحملات لم
تتجاوز مبلغ 10 آلاف دولار فقط.
والرقم 300 مليون دولار، أول من تحدث عنه، هو المسؤول في منظمة “مشروع مكافحة
التطرف” العالمي، هانز جاكوب شيندلر، الذي قال إنه بمراجعة المفقود من
العملات الإلكترونية منذ العام 2017، تم التأكد من أن ذاته وصل إلى
“داعش”، بحسب قوله.
وقال شيندلر، إن آلية جمع الأموال من قبل “داعش” بهذه الطريقة، من شأنها
تصعيب عملية الملاحقة من قبل الحكومات، ولن يكون من الممكن تتبع مسار الأموال.
فيما خلص موقع “Chainalysis” إلى أن “تمويل الإرهاب عبر العملات الإلكترونية لا يزال
ناشئا حتى الآن بشكل عام، ولكن القدرات تتقدم بسرعة”.
وكذّب موقع “chainalysis” تقريرا للشركة الإسرائيلية “whitestream” التي زعمت أن
تنظيم الدولة موّل هجمات سيريلانكا الدامية العام الماضية، عبر عملات البيتكوين.
وزعمت الشركة الإسرائيلية، أن داعش ضخ قبيل هجوم سريلانكا بيوم نحو 4 مليون دولار عبر محفظة “CoinPayments” الإلكترونية، إلا أن موقع “chainalysis” كذّب هذه الرواية، قائلا إن الأموال كانت معاملات داخلية لا علاقة لها بداعش.
تهديد قائم
في عام 2016-2017، قام 20 باحثا مختصا من “معهد الولايات المتحدة للسلام”، ومركز وودرو ولسون الدولي للعلماء، بتقييم تجربة تنظيم الدولة وتهديده على العالم، وعادوا في أيار/ مايو الماضي لتقييم التجربة مجددا.
موقع “Critical Threats” الأمريكي الذي يتناول الجماعات والجهات التي تشكل تهديدا للسلام في الشرق الأوسط، قال إن الباحثين العشرين، رأو أن تزايد هجمات التنظيم في العراق تحديدا خلال الفترة الماضية، يشير إلى بداية عودة هادئة للتنظيم، لكنها قد تختلف عن الشكل الذي كان عليه التنظيم في أوج قوّته (2014-2015).
وقال الباحثون إنه يجب على الجميع عدم الخلط بين تنظيم الدولة كشبكة عالمية، وتنظيم الدولة في سوريا والعراق، في إشارة إلى أن الخطر في البلدين المتجاورين أكبر، وطريقة العمل تختلف عن الخارج.
ولفت الباحثون إلى أن التنظيم في العراق لا زال يلملم نفسه، ويبحث عن المنتمين له فكريا، والعناصر السابقين الذين اختبأوا بعد فقدانهم الأرض التي كانوا يسيطرون عليها.
وأوضحوا أن التحدي الذي يمكّن الولايات المتحدة من تجفيف خطر “داعش”، هو القدرة على وقف إلهامها للمتعاطفين معها بشن هجمات دامية حول العالم، معتبرين ذلك أكثر أهمية من ضرب التنظيم بشكل مستمر.