هذا هو السبب الحقيقي وراء كرهك لأفلام الرعب
نشرت مجلة “ريدرز دايجست” الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن السبب الحقيقي لكره فئة من الناس لأفلام الرعب.
وقالت المجلة، في تقريرها إن هناك عددا من العوامل
المختلفة التي تساهم في كره شخص ما لنفس الفيلم المخيف الذي قد يحبه شخص آخر.
وخلال الاحتفال بعيد الهالوين، ينطلق ماراثون أفلام الرعب على شاشات التلفاز بينما
تعج المسارح بعشّاق الإثارة الذين يبحثون عن أحدث أفلام الرعب.
في المقابل، يوجد قلّة قليلة من الأشخاص الذين لا
تروقهم أفلام الرعب بتاتا، إذا كنت أحدهم، فلدينا أخبار سارة لك: إنه أمر طبيعي
تمامًا.
أشارت المجلة إلى أن هناك عوامل مختلفة تساهم في جعل شخص ما يمقت نفس الفيلم
المرعب الذي قد يحبه شخص آخر.
أحد هذه الأسباب ينبع من تجارب الطفولة واللوزة
الدماغية، وهي جزء من الدماغ يتحكم في ما يسمى باستجابة الكر والفر.
وحسب كيلي هوبكنز ألفاريز، المستشارة المهنية والمدربة المرخصة، فإن “بعض
الناس، عندما يكبرون، لسبب أو لآخر، تكون اللوزة الدماغيّة لديهم أكثر نشاطًا،
وبالتالي، تكون أكثر تطورا من الآخرين”.
وأضافت هوبكنز ألفاريز أن “أصل سبب وكيفية نشاط اللوزة الدماغية عادةً ما يعود إلى الصدمة التي قد يعاني منها الشخص، بما في ذلك اضطراب التعلق والعجز عن الترابط مع مقدم الرعاية في وقت مبكر، وصدمة الولادة، والإهمال، وسوء التغذية، والفقر، وتعاطي المخدرات، وما إلى ذلك”.
وأفادت المجلة بأن هناك سببا آخر قد يبدو غريبا لبعض الأشخاص، وهو أن بعض الناس
يستطيعون ببساطة تحمل مستويات عالية من القلق والخوف أكثر من الآخرين.
وقد يتزامن ذلك أيضًا مع التجارب التي مر بها الشخص
خلال مرحلة الطفولة، وحيال هذا الشأن، قالت هوبكنز ألفاريز: “أخبرني عميل ذات
مرة أنه اعتاد على مشاهدة الأفلام المخيفة عندما كان صغيرًا إلى جانب والدته، وهذا
جعله يشعر بالأمان، وقد كانا يضحكان أحيانًا معًا في مشاهد الرعب، لقد كانا يدركان
بالتأكيد الفرق بين الواقع والخيال”.
وأشارت المجلة إلى أن مشاهدة أفلام الرعب تؤدي أيضًا إلى زيادة إنتاج الأدرينالين
في الجسم وتحفيز شامل في نشاط الدماغ.
ويمكن تجربة هذا الإحساس إما بشكل إيجابي أو سلبي، اعتمادًا على الشخص، بالنسبة لأولئك الذين يستجيبون بطريقة إيجابية، يمكنهم الاستمتاع بالإثارة وبتزايد معدل ضربات القلب، الذي يؤدي بدوره إلى حرق السعرات الحرارية.
وبالنسبة للآخرين، فإن تحقيق هذا المستوى من المتعة
أصعب بكثير إن لم يكن مستحيلاً، فقد يتسبب الأدرينالين الزائد في الإصابة بالقلق
ونوبات الهلع، ما ينتج عنه تجارب سلبية ومؤلمة في بعض الأحيان.
وتطرقت المجلة إلى نظرية نقل الإثارة، التي ترتبط بالأشخاص الذين يعانون من فرط
نشاط اللوزة الدماغية.
ويعرّف قاموس علم النفس هذه النظرية بأنها “الاستجابات العدوانية التي يتم تكثيفها من خلال الإثارة الناتجة عن منبهات أخرى غير مرتبطة مباشرة بالمحفز الأصلي”.
وأوضحت هوبكنز ألفاريز أنه “يمكن للأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط اللوزة
الدماغية تطوير قلق عام يظهر كلما تعرضوا لمحفز مجهول، يمكن أن يحدث ذلك مباشرة
بعد مشاهدة فيلم رعب مثلا أو سماع أغنية تعيدهم إلى ذكرى سابقة”.
وفي الختام، أكدت المجلة أن الأشخاص الذين يمرون بتجربة سلبية نتيجة مشاهدة أفلام
الرعب ليسوا جميعا مفرطي الحساسية.
في الحقيقة، يكون الشخص مفرط الحساسية وأكثر تأثرا بالتحفيز المفرط من بيئته، سواء كان ذلك بسبب الأضواء الساطعة أو التوتر أو المواقف الاجتماعية، ويشمل ذلك أيضا أفلام الرعب.