هآرتس: نتنياهو ينفذ المرحلة الحاسمة بخطته.. “حرق إسرائيل”
حذرت صحيفة إسرائيلية، من تداعيات النهج الذي يسير
عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المتهم بالفساد، مؤكدة أنه
“الأكثر خطرا” على “إسرائيل” التي يسعى إلى إحراقها، في حين
حذر شريكه في الحكومة من “حرب أهلية” بسبب العنف ضد المتظاهرين.
وأوضحت صحيفة “هآرتس”
العبرية، في مقال لمحللها السياسي يوسي فيرتر، أن
“نتنياهو في السنوات الأخيرة، كان هو الأكثر إثارة للعنف في إسرائيل، ومن
خلال منصبه ومكانته، يعتبر الأكثر خطرا”.
ونوهت أنه “بعدما زادت أزمة رئيس الحكومة السياسية
والقانونية والعائلية، يقوم بتنفيذ المرحلة الحاسمة في خطته وهي إشعال إسرائيل؛
مدفوعة بتلميحات وغمزات، حيث انقضت مساء الثلاثاء فصائل من زعران اليمين المتطرف
متسلحين بالعصي والزجاجات في شوارع تل أبيب، على متظاهرين سلميين ملتزمين بالقانون
(يطالبون نتنياهو بالرحيل)”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن “نتنياهو هو المستل الأسرع
في تويتر عندما يتعلق الأمر به أو بابنه، لقد انتظر بنية متعمدة 14 ساعة قبل أن
ينشر منشورا منافقا تناول فيه بالأساس التهديدات ضده وضد عائلته؛ وطلب من الشرطة “التحقيق والتوصل إلى الحقيقة”، أي كشف من الذي قام
بالهجوم ومن هاجم”.
وأضافت: “الشاب الإسرائيلي شاي سكلار، ليس بالضبط
هو توأم رامبو، طعن من قبل المحرضين في بلفور في رأسه بشظايا زجاجة”، مضيفة:
“عندما سيقتل المتظاهر الأول، نتنياهو سيدير عيونه ويقول لقد قمت بالإدانة،
وسيستل من حسابه جملة تافهة كانت مخبأة في منشوره”.
وذكرت أنه “عندما تم تقديم لائحة اتهام ضده، كتب
هنا بأنه من أجل عدم تمكين إجراء محاكمة وسماع الشهود الملكيين الذين شهاداتهم
يتوقع أن تؤدي لنهاية حياته السياسية، هو لن يتردد في “حرق
النادي””، مشيرة إلى أن “مرحلة تقديم البينات تقترب، وبعد خمسة
أشهر سيصعد الشاهد الملكي الأول على المنصة من بين الشهود الثلاثة”.
وتساءلت: “ما الذي يمكنه أن يوقف ذلك؟ حرب أهلية،
مثلا؟ حصار للمحكمة المركزية؟”، موضحة أن “نتنياهو؛ ليس رئيس الحكومة
الأول الذي تعرض للتهديد، بل سبقه يهود أولمرت، الذي تعرض لتهديدات شديدة بسبب
المفاوضات مع الفلسطينيين، وباراك، كما ذكرنا، وشارون بسبب الانفصال، بما في ذلك
فتاوى دينية، وبالطبع إسحق رابين، كانت التهديدات ضده الأخطر؛ نعش وحماية شخصية خفيفة
ومهملة لا تقترب في حجمها من 1 في المئة من حماية نتنياهو، بعدد لا يحصى من
الدوائر”.
كل هؤلاء، “لم يتباكى واحد منهم ولم يتذمر من
الصباح وحتى المساء”، مضيفة: “الأشخاص
سيطعنون وسيتعرضون لضربات قاتلة في الشوارع من مؤيديه، فرؤوسهم تكاد تطير من
خراطيم المياه التي ستوجه نحوهم مباشرة من شرطي مهووس”.
في 9 آب/اغسطس 2020، نتنياهو بحسب تقدير الصحيفة
“لن يحلم بتشكيل “كابينت المصالحة” الذي تم الاتفاق عليه مع شريكه
في الحكومة رئيس “أزرق أبيض”، الجنرال بني
غانتس، لأن تفكيره يتركز على الانتخابات القادمة، وهو يفضل حملة دموية على أي
مصالحة”.
ونبهت أنه “بالنسبة لنتنياهو، من الأفضل أن تجري
انتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر، وربما في ذروة الموجة الثالثة لكورونا، تنهار
غرف الطوارئ، سواء بسبب المصابين بالفيروس أو بسبب نشطاء الاحتجاج الذين تم ضربهم وطعنهم”،
من قبل عناصر اليمني الإسرائيلي المتطرف المؤيد لنتنياهو.
وفي سياق متصل، وعلى خلفية أزمة كورونا والمظاهرات ضد
نتنياهو، عبر وزير الأمن ورئيس “أزرق أبيض” غانتس، عن قلقه من تزايد
العنف بحق المتظاهرين، وأكد أنه “يرمز إلى منحدر زلق يمكن أن يوصلنا لحرب
أهلية”، بحسب ما أورده موقع “i24” الإسرائيلي.