محلل سياسي أمريكي: الفوضى ستعمّ بلادنا حال فوز ترامب
* “ترامب” رئيس فاسد بشكل شنيع وجعل الوضع لا يوصف في الولايات المتحدة
* الانتخابات ستصبح محلّ نزاع حال فاز “ترامب” وستعمّ المظاهرات والفوضى في أمريكا
* من المتوقع فوز “بايدن” لكن الأمر ربما يتحول لكارثة ومعركة كبيرة قد تستمر لأشهر لمعرفة الفائز الفعلي
* أمريكا قد تشهد اندلاع حرب أهلية في أعقاب الانتخابات الرئاسية وربما يتطور الأمر لحرب عالميّة ثالثة
* الاختلاف الوحيد بين إدارتي “ترامب” و”بايدن” ربما يتمثل في أن الأخيرة لن تكون معادية بشدة لإيران
* “ترامب” و”بايدن” يتلقيان دعما هائلا من إسرائيل لكن الصهاينة يخافون من قيام “بايدن” بإلغاء بعض سياسات “ترامب”
* الإسرائيليون يسيطرون تماما على السياسة الأمريكية وعلى كلا الطرفين السياسيين.. ونتنياهو يدعم ترامب بملايين الدولارات
* أحد أسباب دعم الصهاينة للسيسي هو إبقاء مصر في أسوأ وضع ومنعها من إيجاد طريق النجاح
* وظيفة “السيسي” الأساسية هي تلقي الأوامر من الصهاينة.. والانقلاب على “مرسي” تمت صناعته وهندسته في إسرائيل
* “السيسي” يحمي شريحة معينة من المجتمع وخاصة “الفاسدين” في الجيش
* التغيير في مصر يتطلب ثورة حقيقية وليس مجرد انقلاب عسكري جديد
قال الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي، كيفين جيمس باريت، إنه في حال فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية “ستصبح الانتخابات محلّ نزاع، وستعمّ المظاهرات والفوضى الولايات المتحدة، إذ سيخرج متظاهرو حركة (حياة السود مهمّة) بأعداد أكبر. وحول العالم، ستجد البعض مشجعين لترامب والآخرين مصدومين”.
ورأى أن “أسوأ الاحتمالات المتوقعة يتمثّل في اندلاع حرب أهلية أمريكية، والتي من الممكن أن تخلّف تأثيرا إيجابيا يتمثل في القضاء على الإمبراطورية الأمريكية، أو تأثيرا سلبيا وهو التسبب في اندلاع حرب عالميّة ثالثة، وذلك إن حاولت القيادة الأمريكيّة حلّ مشاكلها من خلال شنّ حرب نشطة استباقيّة للتصدي للتقدّم الذي تحرزه الصين”، مُلمحا إلى أن الأمر ذاته قد يحصل تحت قيادة “بايدن”، ومن الصعب التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور.
جاء ذلك في مقابلته الخاصة ضمن سلسلة مقابلات مُصورة تجريها “عربي21″، تحت عنوان (ضيف “عربي21”).
ورغم أنه توقع فوز “بايدن” بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أنه نوّه إلى احتمالية تعطل إجراءات الاقتراع بسبب التصويت الإلكتروني، مضيفا: “حتى لو فاز بايدن بأغلبية ساحقة قد يتحول الأمر لكارثة، أي أنها قد تتحول إلى معركة كبيرة قد تستمر لأشهر لمعرفة الفائز الفعلي”.
وفي سياق آخر، جدّد “باريت” هجومه على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قائلا إن “وظيفته الأساسية هي تلقي الأوامر من الصهاينة الذين يريدونه في الحكم من أجل إبقاء مصر في أسوأ وضع ومنعها من إيجاد طريق النجاح”، مشيرا إلى أن التغيير في مصر “يتطلب ثورة مصرية حقيقية وليس مجرد انقلاب عسكري جديد”.
واستطرد المحلل السياسي الأمريكي قائلا: “السيسي وترامب كلاهما تحت إمرة الصهاينة، بل إنني أراهما عبيدا للصهاينة بنفس القدر. ربما لهذا السبب هما يحبان بعضهما البعض”.
وتاليا نص المقابلة مع “ضيف عربي21”:
هل الانتخابات الأمريكية أهم وأخطر انتخابات في تاريخ الولايات المتحدة أم لا؟ ولماذا؟
أعتقد أنه تمت المبالغة في أهمية هذه الانتخابات. في الواقع، تفتقر الرئاسة إلى الصلاحيات التي يفترض معظم الناس أنها تتمتع بها، والحقيقة أنها مفوضة بموجب الدستور، وهذا لا يعني أن الفرع التنفيذي لا يتمتع بسلطة هائلة، بل بالعكس، فهي تتمتع بقوى ديكتاتورية، ولكن الرئيس ليس القائد الأعلى الحقيقي للقوات المسلحة في الولايات المتحدة اليوم.
ويمكننا ملاحظة هذه الأمثلة، من خلال كل من “أوباما” و”ترامب”، اللذين لم يكونا قادرين على تحقيق الإنجازات التي وعدا الناس بها كرؤساء.
أراد “أوباما” إغلاق معتقل غوانتانامو ووضع حد للتعذيب، بينما أراد “ترامب” إجلاء القوات الأمريكية إلى الوطن من جميع أنحاء العالم، لكن الدولة العميقة لم تسمح بذلك.
سوف يتبع مستشارو كل من “ترامب” و”بايدن” نفس السياسات في الغالب، سيكونون محاربين أو عدائيين تجاه الصين وروسيا، وربما يتمثل الاختلاف الوحيد بين الإدارتين في أن إدارة “بايدن” لن تكون معادية بشدة لإيران.
ما هي النتائج المتوقعة للانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
حسنا، من المتوقع أن يفوز “بايدن” بالانتخابات الرئاسية، حيث أن استطلاعات رأي الناس تظهر أن “بايدن” مرشح للفوز بنسبة 85 إلى 90 بالمئة. ومع ذلك، هناك العديد من الأسئلة حول ما إذا كانت إجراءات الاقتراع سوف تتعطل لأن العديد من الناخبين سيصوتون عبر البريد الإلكتروني بدلا من التصويت مباشرة في مركز الاقتراع. لذلك، حتى لو فاز “بايدن” بأغلبية ساحقة، فقد لا تظهر النتيجة ليلة الانتخابات. وربما يتحول الأمر إلى كارثة، أي أنها قد تتحول إلى معركة كبيرة قد تستمر لأشهر لمعرفة الفائز الفعلي.
ما تداعيات نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية على المجتمع الدولي والشرق الأوسط؟
تختلف التداعيات لكل جزء من المجتمع الدولي، فأوروبا الغربية ترغب على الأغلب في فوز “بايدن” بسرعة واستقرار البلاد من جديد، بينما تعتقد كل من روسيا والصين، وعلى الأغلب إيران أيضا، أن انتخابات متنازع عليها أو حتى فوز “ترامب” سيخدم غاياتهم ليتخلصوا من الهيمنة الإمبريالية الأمريكية.
بالنسبة للشرق الأوسط، أعتقد أن نتنياهو سعيد بسياسات “ترامب”، لكن الإسرائيليين يخافون من أن “بايدن” قد يلغي بعض سياسات “ترامب” الموالية لإسرائيل مثل منح القدس للصهيونيين والموافقة على الاحتلال الإسرائيلي.
وأعتقد أن بقيّة دول الشرق الأوسط لديها توجّهات مختلفة، فالسعوديون والإماراتيون سعداء بوجود “ترامب” مثلما هو الحال مع “السيسي” الذي يحبّ بدوره الديكتاتوريين، وعلى الأرجح قد توافق تركيا كذلك على “ترامب” الذي يُمثّل عنصر الفوضى.
هل تعتقد أن هناك أي دعم دولي بصورة أو بأخرى لصالح “ترامب” أو “بايدن”؟
يتلقى ترامب دعما هائلا من طرف إسرائيل، وكذلك “بايدن”. أهم داعمين سياسيين في الولايات المتحدة هما شيلدون أديلسون، الذي يمثّل نتنياهو والذي قدّم لترامب مؤخّرا 70 مليون دولار، وأيضا حاييم صبان، وهو أكبر ملياردير مموّل للديمقراطيين. بالتالي يسيطر الإسرائيليون تماما على السياسة الأمريكيّة وعلى كلا الطرفين السياسيين، بينما يدعم نتنياهو ترامب بالعديد من ملايين الدولارات.
وماذا عن مواقف بعض الدول بالشرق الأوسط كالإمارات والسعودية وغيرهما؟
نعم، على الأرجح هناك دعم آخر. إسرائيل هي من أكبر الداعمين من خارج الولايات المتحدة في الانتخابات الأمريكيّة، لكنّني لن أتفاجأ إن عبّر أصدقاء ترامب الديكتاتوريين من بلدان مثل مصر والإمارات والسعودية عن إعجابهم بسياساته ودعموه ماليا. ترامب رئيس فاسد جدا، كما هو حال القادة الأمريكيين الآخرين، لكن ترامب فاسد بشكل شنيع وجعل الوضع لا يوصف.
ماذا لو فاز “ترامب” في الانتخابات الرئاسية المقبلة.. كيف ستكون ردود الفعل حينها؟
في حال فاز “ترامب”، ستصبح الانتخابات محلّ نزاع وستعمّ الفوضى في الولايات المتحدة، إذ سيخرج متظاهرو حركة “حياة السود مهمّة” بأعداد أكبر من قبل وستنتشر المظاهرات والفوضى في الولايات المتحدة. أما حول العالم، ستجد البعض مشجعين لترامب والآخرين مصدومين.
وبالتالي هل سيكون الوضع كارثيا خلال الأربع سنوات القادمة حال فوز “ترامب”؟
لا أعتقد أن فوز ترامب سيكون بمثابة كارثة طويلة الأمد، بل ستكون على الأرجح حالة من الفوضى القصيرة الأمد. ويتمثّل أسوأ الاحتمالات في اندلاع حرب أهلية أمريكية، والتي من الممكن أن تخلّف تأثيرا إيجابيا يتمثل في القضاء على الإمبراطورية الأمريكية، أو تأثيرا سلبيا وهو التسبب في اندلاع حرب عالميّة ثالثة، وذلك إن حاولت القيادة الأمريكيّة حلّ مشاكلها من خلال شنّ حرب نشطة استباقيّة للتصدي للتقدّم الذي تحرزه الصين. وقد يحصل الأمر ذاته تحت قيادة “بايدن” لعدّة أسباب مختلفة، لذلك يصعب التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور. إنها فترة صعبة لمعرفة كيف سيكون المستقبل.
لماذا هاجمت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة واتهمته بأنه “صهيوني”؟
بالتأكيد أعتقد أنه صهيوني، وربما هو منحدر من عائلة مغربية يهودية. ولكن في كل الأحوال، لقد خدم كوسيط للجيش المصري مع إسرائيل خلال الفترة التي تم فيها تمويل الجيش المصري من قبل الصهاينة من خلال الولايات المتحدة. لذلك كانت وظيفته في الأساس تلقي الأوامر من الصهاينة. وبعد ذلك، عندما أطاح بمحمد مرسي واستولى على السلطة الكاملة، كان ذلك من صنع إسرائيل وهندستها. لذلك أنا ببساطة أقول الحقيقة عنه.
برأيك، مَن الشخص الأكثر دعما وولاءً لإسرائيل.. “السيسي” أم “ترامب”؟
هذا سؤال صعب لأن كليهما تحت إمرة الصهاينة. كان ترامب منخرطا في الجريمة المنظمة اليهودية الأمريكية، أو رجل عصابات في المافيا اليهودية طوال حياته. والسيسي، كما قلت، كان وسيطا للجيش المصري مع إسرائيل. لذلك أرى أن كليهما عبيد للصهاينة بنفس القدر. ربما لهذا السبب هما يحبان بعضهما البعض.
ما فرص حدوث انقلاب عسكري على “السيسي” حسب تقديرك؟
لا أعرف حقا ما يكفي عن أوضاع مصر لأكون متأكدا من إجابتي. لكن في الحقيقة، لا شيء يفاجئني. السيسي لديه وظيفة صعبة ومصر ليست في وضع جيد تحت قيادته ومن المحتمل أن يتم إلقاء اللوم عليه. لذلك ربما يقوم شخص آخر في الجيش بالإطاحة به. ربما قد يحدث ذلك، إلا أنني لا أعرف ما فرص وقوع هذا الأمر.
هل السياسات التي يتخذها “السيسي” والتي تزيد الأوضاع سوءا بمصر يقوم بها عن عمد؟ وما مصلحة إسرائيل من وجود “السيسي” على رأس السلطة في مصر؟
أنا أتفق معك. إن سياسات السيسي تجعل الوضع في مصر أسوأ. لكن سواء كان ذلك بسبب عدم كفاءته أو ما إذا كان الصهاينة يريدون ذلك، أعتقد أن أحد الأسباب التي تجعل الصهاينة يريدون شخصا مثل السيسي ليحكم مصر هو بالتحديد لإبقاء مصر في أسوأ وضع ومنعها من إيجاد طريق النجاح. ومن الواضح أن السيسي يمثل الأشخاص الذين لا يهتمون بعامة المصريين. إنه يحمي شريحة معينة من المجتمع، وخاصة الفاسدين في الجيش. لكنني أعتقد أن تغيير ذلك يتطلب أكثر من مجرد انقلاب، فهو يتطلب ثورة مصرية حقيقية أخرى.