ما تأثير الضوء الأزرق المنبعث من الهاتف المحمول على الإصابة بالعمى؟
نتعرض بشكل يومي لاستخدام الهاتف المحمول ولفترات طويلة وبشكل متفاوت، لذلك تختلف أضرار الهاتف المحمول على العين، التي تتسبب بها الأجهزة الضوئية الأخرى ضررًا للعين كالحاسوب والتلفاز.
وجد علماء جامعة (توليدو) بأنَّ الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف المحمولة قد يؤدي إلى (التنكس البقعي)، وقد يعدّ أحد الأسباب الرئيسة لفقدان البصر في (الولايات المتحدة)، إذ قال أستاذ مساعد بجامعة (توليدو): “ليس سرًا أن الضوء الأزرق يضر برؤيتنا عن طريق إتلاف شبكية العين” وفق ترجمة موقع (طب ويب).
أهم آليات إحداث الضرر على العين:
1- التسبب بإجهاد العين:
يمتلك الضوء الأزرق المنبعث من الهاتف المحمول طاقة كبيرة بطول موجي قصير تتسبب بإجهاد العين أكثر من الضوء المرئي، ونظرًا لوجود اختلاف في طاقة الطول الموجي بين الضوء المرئي والضوء الأزرق، الأمر الذي يتسبب في تولد ضوضاء مرئية غير مركزة تتسبب بإجهاد العين، وقد يرافق إجهاد العين بسبب الهاتف المحمول العديد من الأعراض الأخرى التي يعاني منها العديد من الأشخاص، ومن أهم هذه الأعراض ما يأتي:
1- عدم وضوح في الرؤيا.
2- الصداع.
3- آلامٌ في الكتف والرقبة.
يمكن أن يترافق إجهاد العين بأعراضٍ أخرى غير مرتبطة بالعين بشكلٍ مباشرٍ أيضًا:
حيث يؤثر مقدار الوقت الذي يتم قضاءه على الهاتف أو أجهزة الحاسوب على العين، فقد يتسبب بحدوث جفاف العين، ووفقًا لما نشرته مستشفيات جامعة (أيوا) بأنَّ رمش العين يقل بنسبة (66)% خلال اليوم أثناء استخدام أجهزة الحاسوب، والأمر ذاته ينطبق على الهاتف المحمول، إذ تقوم العين عند الرمش بنشر المواد الرطبة كالدموع في العينين، أما بقاءها مفتوحة يجعلها أكثر عرضة للهواء، وبالتالي إصابتها بالاحمرار والجفاف، ويزداد جفاف العين مع ازدياد سطوع الشاشة.
وبحسب دراسة تلخيصية نشرت عام (2018)، تم إجراؤها في جامعة (أستون-بيرمنغهام) على مجموعة من قواعد البيانات والدراسات التي أجريت خلال العشرون سنة السابقة، حيث تم دراسة العلاقة بين متلازمة جفاف العين واستخدام الشاشات الرقمية، وأظهرت نتائج الدراسة أن ما لا يقل عن (50)٪ من مستخدمي الشاشات الرقمية يعانون من هذه المتلازمة، والجدير ذكره بأنَّ جفاف العين يزداد مع تقدم العمر.
2- الإصابة بالتهاب العين:
يُعد أحد نتائج استخدام الهاتف المحمول المباشرة بطريقة غير مباشرة، وذلك لأن الكائنات الحية الدقيقة قد تنتقل عن طريق الهواء، الماء، أو الطعام، فقد تتواجد الكائنات الحية الدقيقة على أسطح الهواتف المحمولة، فعند استخدامها ومن ثم ملامسة العين باليد نفسها قد تتسبب بالتهاب العين، لذلك يتوجب على الشخص المحافظة على بقاء هاتفه نظيفًا وبعيدًا عن المصادر التي تحتوي على الميكروبات، كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة زيادة الحرص في ما يتعلق بالنظافة والتعقيم، ويمكن أن يؤدي استخدام الهاتف المحمول دون الحرص على نظافته إلى انتقال الميكروبات عبر أصابع اليد إلى العين وحدوث التهابٍ فيها.
وفي تعليق سابق للدكتور (أجيث كاروناتني) الحاصل على درجة أستاذ مساعد في قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية بجامعة (توليدو):” أن التفاعل الناتج من الضوء الأزرق وخلايا مستقبلات العين يمكن أن يقتل أي أنواع من الخلايا، وقد يعزى ذلك إلى امتلاكه طاقة كبيرة وطول موجي قصير كما تم الحديث سابقًا، ونتيجة لذلك فقد يؤدي إلى حدوث تغيير كيميائي عند وصولها لشبكية العين وبالتالي تلف الشبكية، وبالرغم من ذلك لا يزال الأمر غير واضٍح بما يتعلق بمقدار الضوء الأزرق والمدة اللازمة ليسبب إتلاف الخلايا المسؤولة عن الرؤية”.
وقال طبيب العيون في مستشفى (لينوكس هيل) في مدينة (نيويورك) الدكتور (مارك فرومر):” نحن نعلم أن الضرر الناتج لا يمكن علاجه”
وتؤكد الدراسات أن الضوء الأزرق يتسبب في تلف خلايا الرؤيا، إلا أنه ما زال غير معروفٍ مقدار وشدة التعرض التي قد تؤدي إلى ذلك.
نصائح للتقليل من أضرار الهاتف المحمول على العين :
1- تفعيل إعداد الوضع الليلي على الهاتف أو فلتر الضوء الأزرق، للتقليل من الضوء الأزرق المنبعث من الهاتف.
2- تقليل فترات استخدام الأجهزة الإلكترونية بشكل عام قدر الإمكان وبشكل خاص بعد غروب الشمس، لإعطاء العين وقتًا للراحة.
3- إغلاق العينين لفترة قصيرة، أو النظر إلى مناطق بعيدة، لإرخاء عضلة العين ولتخفيف توتر العين وإراحتها.