لوموند: التوتر في الصحراء الغربية يثير مخاوف من بروز أزمة جديدة بمنطقة الساحل
قالت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية إن انهيار الوضع القائم في الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو يثير مخاوف من ظهور بؤرة توتر جديدة في منطقة الساحل والصحراء المضطربة أصلا.
وقد أعلن الطرفان وقوع تبادل لإطلاق النار في عدة مواقع ممتدة على طول الجدار الأمني الفاصل بين مناطق سيطرتهما خلال الأيام الماضية، إثر تدخل الجيش المغربي في 13 من الشهر الجاري لإعادة فتح معبر الكركرات الحدودي الذي أغلقه مناصرون لجبهة بوليساريو لأسابيع مما أثر على حركة مرور الشاحنات والأفراد.
وعقب التحرك العسكري المغربي أعلنت الجبهة السبت الماضي أنها لم تعد ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه مع المغرب عام 1991 برعاية الأمم المتحدة.
وتساءلت لوموند -في تقرير لها- عما إذا كان هذا “الاضطراب الجيوسياسي” في المنطقة الحدودية مع موريتانيا سيوقظ اهتمام المجتمع الدولي الذي أظهر حتى يومنا هذا عجزه في هذه القضية.
وقد دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى “بذل كل ما هو ممكن لتجنب التصعيد والعودة في أسرع وقت ممكن إلى المسار السياسي”، كما أثار تصاعد التوتر في المنطقة قلق العواصم الإقليمية وفي مقدمتها نواكشوط التي دعت الطرفين إلى “ضبط النفس”.
ويرى تييري ديسرويس، الباحث في معهد الدراسات الاجتماعية المتقدمة بقرطبة الإسبانية، أن ما أقدم عليه أنصار جبهة البوليساريو من قطع الطريق المؤدية لمعبر الكركرات الحدودي، سعت من خلاله الجبهة إلى “تحريك الملف عبر إعادة مسألة نزاع الصحراء مجددا إلى الواجهة الدولية وتعبئة الساكنة”.
أما خديجة محسن فينان، الباحثة في العلوم السياسية بجامعة باريس الأولى، فتعتقد أن المغرب “استفاد خلال السنوات الأخيرة من ميل ميزان القوة الدبلوماسية لصالحه، خاصة في ظل مواقف أميركية وأوروبية وخليجية تدعمه”.
وتؤكد لوموند أن الجزائر، “الراعي التاريخي” لجبهة البوليساريو، وجدت نفسها في ظل الأزمة الحالية غير قادرة على فعل أي شيء بسبب انشغالها بمرض الرئيس عبد المجيد تبون، الذي أدخل المستشفى في ألمانيا منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يشار إلى أن المغرب والبوليساريو يتنازعان بشأن السيادة على إقليم الصحراء الغربية منذ أن أنهى الاحتلال الإسباني وجوده بالمنطقة عام 1975.
وقد تحوّل الصراع على الأرض إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى عام 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبر الكركرات منطقة منزوعة السلاح.
وتؤكد الرباط أحقيتها في إقليم الصحراء وتقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، في حين تطالب جبهة البوليساريو باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر.