لماذا يضغط ترامب على إسرائيل لتأجيل تنفيذ خطة الضم؟
أكدت صحيفة
(يديعوت أحرنوت) أن مسؤولين إسرائيليين، تلقوا مؤخرًا رسائل من الأمريكيين، تدعوهم
لعدم إنجاز خطة الضم في تموز/ يوليو المقبل، وتأجيلها لموعد آخر.
ورغم ذلك، أكد مبعوث إدارة ترامب لمحاربة معاداة السامية
في الولايات المتحدة، آلان كار، أن تنفيذ الضم أو تأجيله قرار إسرائيلي.
ومن المقرر، أن يصل وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس
إلى إسرائيل الأربعاء، بهدف التحذير من الضم، ومن المتوقع أن يجتمع ماس مع
نتنياهو وغانتس، وأيضا مع وزير الخارجية غابي أشكنازي، ومن هناك إلى الأردن، حيث
سيجتمع هناك مع رئيس الحكومة الفلسطينية، ومسؤولين فلسطينيين قبل عودته إلى
ألمانيا.
وقال مسؤولون إسرائيليون، وفق قناة (i24news): إن ماس، سيحاول إقناع القيادة السياسية باسرائيل، باسم وزراء
خارجية الاتحاد الأوروبي، الامتناع عن أية خطوات أحادية، وعلى رأسها الضم، وحالياً
يجري الاتحاد الأوروبي مناقشات حول الخطوات، التي سيقومون باتخاذها لردع أو معاقبة
إسرائيل.
لكن؛ لماذا يضغط ترامب على نتنياهو، لعدم تنفيذ الضم
الآن؟
أكد الكاتب والمحلل السياسي، مخيمر أبو سعدة، أن ما يحدث
الآن هو تأجيل لخطط الضم، وليس إلغاءها، وهذا التأجيل هدف أمريكي بحت، لصالح
الرئيس دونالد ترامب، حيث يسعى لأن يتم البدء في خطة الضم قبيل أيام من الانتخابات
الأمريكية المزمعة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وقال أبو سعدة لـ”دنيا الوطن”: إن الوضع
الأمريكي، مضطرب في الوقت الحالي، بسبب أزمة (كورونا) وأيضًا الأزمة العرقية بين
السود والبيض، وهذا أدى لتراجع شعبية ترامب داخليًا، ما يعني أنه لا يُريد مشاكل
في المنطقة، بسبب صفقته للسلام، وموقف الأردن، والجامعة العربية منها، مستدركًا:
“الشيء الذي ممكن أن يُعيد إليه شعبيته، هو الموقف من إسرائيل من خلال الحصول
على تأييد الكنيسة الإنجيلية الأمريكية، التي يؤمن بها حوالي 60 مليون أمريكي،
نظرًا لدعم هؤلاء المُطلق لإسرائيل.
وأضاف: نتنياهو وترامب، سينتظران حتى قبل الانتخابات
الأمريكية، وكلاهما مستفيد، فنتنياهو يريد بقاء ترامب على رأس السلطة في أمريكا،
وترامب يريد تقوية حكومة نتنياهو، وإعطاءها كافة الامتيازات الممكنة، وغير
الممكنة، لذلك قد تُقدم إسرائيل على الضم قبيل الانتخابات الأمريكية، وعندما تكون
الظروف الدولية والإقليمية أفضل.
وأوضح أبو سعدة، أن السلطة الفلسطينية، لديها بعض أوراق
القوة، وبدأت باستخدام أسلوب التدرج في تنفيذ الإجراءات التي بدأتها بوقف التنسيق
الأمني، وستنتظر حتى بداية شهر تموز/ يوليو، فإذا أقدمت إسرائيل على تنفيذ الضم
-وهذا مستبعد- فإن السلطة ستتخذ إجراءات جديدة، لكن لو لم يتم الضم الشهر المقبل
ستخفف السلطة إجراءاتها.
إلى ذلك، قال المُطلع على الشأن الإسرائيلي، علي الأعور:
إن قرار الضم، سيصدر من البيت الأبيض، وليس من تل أبيب، وهذا ما أكد عليه جاريد
كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، الذي قال: إن الضم لن يكون بعد انتهاء الانتخابات
في إسرائيل.
وأشار الأعور إلى أن نتنياهو لن يطرح ملف الضم على جلسات
حكومته، بالاتفاق مع غانتس، للسير مع الادارة الأمريكية، وتجنبًا لحدوث أي أزمة
إقليمية، مضيفًا: أيضًا يوجد نقد شديد من الرباعية الدولية، لموضوع الضم، إضافة
لدول الاتحاد الأوروبي وخاصة بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، وانضمت إليهم ألمانيا
التي تعتبر الآن هي رئيسة مجلس الأمن.
وأكد أن نتنياهو وصلت إليه رسائل شديدة، بأن عملية الضم
تمثل انتهاكًا للقانون الدولي، وستؤدي لفرض عقوبات على إسرائيل، وكذلك يوجد ضغط من
قبل المستوطنين واليمين الإسرائيلي لعدم الذهاب إلى الضم على اعتبار أنه يعني مزيد
من العمليات واندلاع انتفاضة، واختراق للأمن الإسرائيلي، وكل هذه المعطيات ألزمت
نتنياهو بتأجيل عملية الضم.