قتلى بانفجار ضخم في مرفأ بيروت.. وحداد وطني

أدى انفجار ضخم داخل ميناء العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الثلاثاء، إلى مقتل العشرات، بينهم أمين عام حزب “الكتائب اللبنانية”، وإصابة آلاف آخرين، إلى جانب أضرار مادية جسيمة.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مقتل 78 شخصا على الأقل، وإصابة 4 آلاف آخرين، جراء الانفجار الذي وقع في العاصمة بيروت، في آخر حصيلة معلنة.
تعهد بمحاسبة المسؤولين
وتعهد رئيس الحكومة اللبناني حسان دياب بمحاسبة “المسؤولين عن كارثة” الانفجار الذي وقع في “مستودع خطير”.
وقال دياب في كلمة متلفزة: “ما حصل اليوم لن يمر من دون حساب سيدفع المسؤولون عن هذه الكارثة الثمن”.
وأضاف: “ستكون هناك حقائق تعلن عن هذا المستودع الخطير الموجود منذ 2014، أي منذ 6 سنوات”.
وتوجه دياب “بنداء عاجل إلى كل الدول الصديقة والشقيقة التي تحب لبنان أن تقف إلى جاب لبنان وأن تساعدنا على بلسمة جراحنا العميقة”.
حداد
وطني
وأعلن دياب، الأربعاء، يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار
في مرفأ بيروت.
من جانبه،
وجه الرئيس اللبناني، ميشيل عون، كل الأجهزة إلى معالجة تداعيات الانفجار، وضبط
الأمن في الأحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي.
وقالت الرئاسة اللبنانية، في بيان، إن “الرئيس عون
تابع تفاصيل الانفجار الكبير، وأعطى توجيهات إلى كل القوى المسلحة بالعمل على معالجة
تداعياته، وتسيير دوريات في الأحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الأمن”.
وأضاف أن “عون طلب تقديم الإسعافات للجرحى على نفقة
وزارة الصحة، وتأمين الإيواء للعائلات التي تشردت نتيجة الأضرار الهائلة التي لحقت
بالممتلكات”.
وشوهد تصاعد الأدخنة من مسافات بعيدة جراء التفجير في مرفأ بيروت، وما تزال الأسباب مجهولة حتى الآن.
“ليست مفرقعات”
ولكن لفتت وسائل إعلام لبنانية بأن المعلومات الأولية تشير إلى أن الانفجار ناجم عن “مفرقعات” داخل أحد المستودعات في مرفأ بيروت، إلا أن الكثيرين استبعدوا هذه الفرضية بسبب طبيعة الانفجار الضخم الذي حصل.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مدير الأمن العام اللبناني قوله: “ما حصل ليس انفجار مفرقعات، بل مواد شديدة الانفجار كانت مصادرة منذ سنوات”.
نفي إسرائيل وحزب الله
من جانبها، نفت مصادر مقربة من “حزب الله” لوسائل إعلام محلية أن يكون الانفجار بالمرفأ نجم عن استهداف “إسرائيلي”.
كما نقل مراسل هيئة الإذاعة الإسرائيلية “كان” عن مسؤول إسرائيلي كبير نفيه “صلة إسرائيل في الانفجار”.
وقال وزير خارجية الاحتلال، غابي أشكنازي، عبر القناة الـ12 الإسرائيلية إنه لا يرى “سببا لعدم تصديق التقارير الصادرة من بيروت حول أن الانفجار كان حادثا”، على حد تعبيره.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية فإن رئيس حزب الكتائب نزار نجاريان أصيب بجراح بليغة جراء الانفجار.
وفي وقت لاحق، أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام مقتل نجاريان متأثرا بإصابته الحرجة في الانفجار.
ومن بين المصابين بجراح حرجة أيضا مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك وبحسب الوكالة الوطنية فإن حايك لا زال موجودا في مكتبه في كهرباء لبنان، منوهة إلى إطلاق “مناشدات للصليب الأحمر لنقله إلى المستشفى”.
وأعلن وزير الصحة اللبناني حمد حسن معالجة المصابين على نفقة وزارة الصحة في مختلف المستشفيات المتعاقدة وغير المتعاقدة مع الوزارة.
وطلب وزير الصحة من المواطنين وفرق الإغاثة والصليب الأحمر والدفاع المدني التوجه بالجرحى والمصابين إلى المستشفيات المحيطة بالعاصمة، لأن مستشفيات العاصمة مكتظة بالجرحى.
وكانت وسائل إعلام قد أفادت بأن الانفجار وقع في محيط منزل رفيق الحريري “بيت الوسط”، قرب “شارع فرنسا”.
ونشر رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، تغريدة يؤكد فيها أنه بخير في منزله.
وبحسب المعلومات الأولية، فقد شب حريق في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، تحول إلى انفجار كبير، حيث كان العمال يقومون بأعمال لحام داخل المرفأ.
وسمع دوي الانفجار إلى خارج مدينة بيروت ببضع كيلومترات، مع تكسر زجاج المنازل في مختلف أنحاء العاصمة.
بكاء محافظ بيروت
وتحدث محافظ بيروت مروان عبود بأن “المدينة باتت منكوبة وحجم الأضرار هائل نتيجة الانفجار”.
وقال وهو يبكي: “ما حصل يشبه ما شهدته اليابان في هيروشيما وناجازاكي”.
وأكد اختفاء عشرة عناصر أطفاء، وقال: “ما نزال نفتش عنهم بعد الانفجار الثاني الضخم”.
وسجل مرصد الزلازل الأردني الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت بطاقة زلزالية تعادل 4.5 درجات على مقياس ريختر.