طبول الحرب تقرع بين أذربيجان وأرمينيا
تقف أرمينيا وأذربيجان على حافة الحرب الطاحنة بعد اشتباكات الأحد الدامية، وهي الأسوأ منذ 2016، فالبلدان يتأبهان لخوض حرب واسعة النطاق، لنطلاقًا من إقليم قره باغ.
يريفان: بدت باكو ويريفان على وشك الانخراط في حرب بعدما اندلعت مواجهات عنيفة الأحد بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليين الأرمينيين في منطقة ناغورني قره باغ أدت إلى سقوط عسكريين ومدنيين من الجانبين، بينهم طفل على الأقل.
وزادت أسوأ اشتباكات منذ العام 2016 احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق بين أذربيجان وأرمينيا اللتين انخرطتا على مدى عقود في نزاع للسيطرة على ناغورني قره باغ.
وفي خطاب متلّفز للأمة، تعهّد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بالانتصار على القوات الأرمينية.
وقال إن “قضيتنا عادلة وسننتصر”، مكررا اقتباسا شهيرا نقل عن خطاب الدكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين في روسيا خلال الحرب العالمية الثانية.
وتابع علييف أنّ “الجيش الأذربيجاني يقاتل على أرضه”.
وأعلنت كل من أرمينيا ومنطقة ناغورني قره باغ الأحكام العرفية والتعبئة العامة.
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان “استعدوا للدفاع عن أرضنا المقدّسة”.
وقال رئيس قره باغ أرايك هاروتيونيان خلال جلسة طارئة للبرلمان في ستيباناكرت (خانكندي بحسب تسميته الأذربيجانية) “أعلنت الأحكام العرفية” وتعبئة جميع الأفراد القادرين على الخدمة العسكرية والذين تبلغ أعمارهم أكثر من 18 عاما.
وأفادت أرمينيا الأحد أن قوات أذربيجان هاجمت مناطق مدنية في ناغورني قره باغ بما في ذلك عاصمة المنطقة ستيباناكرت، في عملية أسفرت عن مقتل امرأة وطفل.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أنها أطلقت “عملية مضادة لكبح أنشطة القتال الأرمينية وضمان سلامة السكان” باستخدام الدبابات والصواريخ المدفعية والطيران العسكري والطائرات المسيّرة.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الأذربيجانية حكمت حاجييف في بيان “وجود تقارير عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين”.
بدوره، أشار أمين المظالم في قره باغ أرتاك بغلاريان إلى سقوط “ضحايا مدنيين” من سكان المنطقة.
وانتزع الانفصاليون الأرمينيون قره باغ من باكو في حرب في التسعينات أودت بـ30 ألف شخص.
وجمّدت المحادثات لحل نزاع قره باغ، الذي يعد بين أسوأ النزاعات الناجمة عن انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، منذ اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم سنة 1994.
من شأن اندلاع مواجهة من هذا النوع بين البلدين الجارين في القوقاز واللذين كانا ضمن الاتحاد السوفياتي أن يدفع القوتان الإقليميتان روسيا وتركيا للتدخل.
ودعت كل من روسيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي إلى وقف إطلاق النار.
وقالت وزارة الخارجية الروسية “ندعو الطرفين للوقف الفوري لإطلاق النار وبدء محادثات لإعادة الاستقرار إلى الوضع”.
من جهتها، حمّلت تركيا يريفان مسؤولية اندلاع العنف وتعهّدت بدعم باكو.
وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين على تويتر “ندين بشدة اعتداء أرمينيا على أذربيجان. خرقت أرمينيا وقف إطلاق النار عبر مهاجمتها مواقع مدنية”، معربا عن دعم بلاده “الكامل” لباكو.
بدوره، اتهم رئيس قره باغ هاروتيونيان أنقرة بإرسال مرتزقة إلى أذربيجان.
وقال “لدينا معلومات تفيد بأنه تم إرسال مرتزقة من تركيا ودول أخرى جوا إلى أذربيجان. الجيش التركي في حالة استعداد في أذربيجان تحت ذريعة التدريبات العسكرية”.
وأفادت رئاسة قره باغ أن أذربيجان بدأت صباح الأحد قصف خط التماس بين الطرفين وأهدافا مدنية، بما في ذلك ستيباناكرت.
وأكدت وزارة الدفاع التابعة للانفصاليين أن قواتها أسقطت مروحيتين تابعتين للجيش الأذربيجاني وثلاث طائرات مسيرة.
ونفت وزارة الدفاع في باكو الأمر وقالت إن قواتها كانت ترد على هجوم من قبل أرمينيا.
وأشار حاجييف إلى أن القوات الأرمينية في قره باغ “انتهكت بشكل صارخ نظام وقف إطلاق النار وشنّت باستخدام أسلحة ذات العيار الثقيل وقاذفات ومدفعيات هجوما على مواقع لقوات أذربيجان المسلحة على طول خط التماس”.
وذكرت وزارة النقل في أذربيجان أنها فرضت “قيودا على الإنترنت” لمنع “الاستفزازات الأرمينية”.
واتهم علييف أرمينيا الجمعة بتقويض محادثات السلام المرتبطة بقره باغ.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى وقف القتال و”العودة فورا إلى المفاوضات”.
وفي تموز/يوليو، أدت مواجهات على الحدود بين البلدين إلى سقوط 17 جنديا على الأقل من الطرفين.
وهددت أذربيجان حينها بضرب محطة أرمينيا للطاقة الذرية في حال هاجمت يريفان منشآت استراتيجية.
ولقي نحو 110 أشخاص حتفهم في آخر مواجهات اندلعت في نيسان/أبريل 2016.