سلة الغسيل في المنزل أخطر من سلة النفايات
الغسيل المتكرر أحد طرق المحافظة على صحة الأسرة، خاصة مع انتشار جائحة “كورونا” وموسم البرد والإنفلونزا الذي يقترب، لكن هل غسل الملابس بالطريقة التقليدية كاف؟
وفقا لما جاء في موقع medical xpress يمكن أن تحمل سلال الغسيل المتسخ جميع أنواع الجراثيم، من سوائل الجسم إلى بقايا الطعام، وكلها يمكن أن تكون مصدراً للبكتيريا المسببة للأمراض والفطريات والفيروسات ونقله موقع (القبس الالكتروني).
عقد علماء الأحياء الدقيقة البيئية وباحثو الصحة العامة في جامعة أريزونا أخيراً ورشة عمل مع لجنة من خبراء تنظيف الغسيل والتعقيم لمراجعة المعرفة الحالية والإحاطة بأفضل ممارسات الغسيل.
وقال تشارلز جيربا عالم الأحياء المجهرية البيئية من كلية الزراعة وعلوم الحياة في أريزونا: “أردنا التعامل مع الأمر بشكل تحليلي، باستخدام نهج كمي، لإدارة المخاطر الميكروبية التي يمكن أن تحدث”.
بينما ذكرت كيلي رينولدز أستاذة ورئيسة قسم المجتمع والبيئة والسياسة في كلية “ميل وإينيد زوكرمان” للصحة العامة: “نهتم بتقييم ما إذا كانت الممارسة الأكثر شيوعا لاستخدام درجات حرارة الماء الساخن أو البارد كافية للمدة التي يمكن أن تعيش فيها الجراثيم على الملابس”.
قدم العالمان جيربا ورينولدز تحليلاً للأسئلة التي يمكن أن تتعلق بمخاطر الغسيل المتسخ، ومنها:
1- هل يمكن لغسيل الملابس أن يحمل الجراثيم المسببة للمرض؟ أظهرت الدراسات أن الجلد والدم والبراز ومسببات الأمراض المنقولة باللعاب يمكن أن تنتقل عن طريق الغسيل. الغسيل عبارة عن جامع للنفايات الجسدية البشرية، بالإضافة إلى الأوساخ الأخرى، خاصة إذا كان شخص ما مريضاً في المنزل، فقد يكون غسيله ملوثاً.
2- :كم من الوقت تعيش هذه الجراثيم على الغسيل؟ يمكن لفيروسات الجهاز التنفسي التي تسبب “كوفيد – 19” ونزلات البرد والإنفلونزا أن تعيش بضعة أيام فقط على الأكثر، أما الفيروسات التي تسبب الإسهال فيمكنها البقاء على قيد الحياة أسابيع.
ويمكن للبكتيريا البقاء على قيد الحياة أسابيع، وتحت بعض الظروف، تنمو في الغسيل المتراكم وتجد الكثير للتغذي عليه، مثل مناشف الحمام.
تعيش الجراثيم بشكل أفضل عندما تكون محاطة بالأوساخ وخلايا الجلد أو سوائل الجسم، مثل المخاط واللعاب. لهذا نوصي باستخدام منظفات تنظيف أعمق مع مجموعة متنوعة من مكونات التنظيف، بما في ذلك الإنزيمات لتفتيت الأوساخ والمواد العضوية وغسل بعض العناصر بشكل متكرر، مثل الملاءات والمناشف وأكياس الوسائد.
3- هل دورة الغسيل العادية تقتل الجراثيم؟ قال الخبراء إن دورة الغسيل العادية جنبا إلى جنب مع استخدام منظف عميق التنظيف، كافية للتنظيف اليومي في المنازل الصحية، كما أنها فعالة جداً في قتل فيروسات الجهاز التنفسي التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا و “كوفيد – 19”.
وبشكل عام ، يؤدي ارتفاع درجات حرارة الماء عند الغسل إلى قتل المزيد من الجراثيم، خاصة إذا كان أحد أفراد العائلة مريضاً.
4- كيف يتم التعامل مع غسيل شخص مريض؟ قال د. جيربا إنه يمكن أن تصبح ملابس الأفراد المرضى شديدة التلوث بالجراثيم، ومن الأفضل أن يكون هناك إستراتيجية منفردة للتعامل مع غسيله.
بينما أوضحت رينولدز أنه يجب غسل الملابس أو الفرش المتسخ لشخص مريض في أسرع وقت ممكن وارتداء قفازات عند التعامل مع غسيل الشخص المريض وعدم هز الغسيل الملوث، لتجنّب انتشار الجراثيم في المحيط.
وأفاد لخبراء بأنه يمكنك غسل الملابس والبياضات من شخص مصاب بعدوى في الجهاز التنفسي، بما في ذلك “كوفيد – 19″، مع أشياء أفراد الأسرة الآخرين.
ولكن إذا كان شخص ما مصابا بأنفلونزا المعدة أو لديه جهاز مناعة ضعيف فيجب غسل هذه العناصر بشكل منفصل عن أغراض أفراد الأسرة الآخرين.
ونظراً لأن العاملين في مجال الرعاية الصحية غالبا ما يكونون قريبين من المرضى، فيجب عليهم أيضا غسل ملابسهم المهنية بعيدا عن مغسلة الأسرة واستخدام الماء الساخن أو دورة التعقيم في الغسالة ومبيض أو معقم غسيل مسجل، ويتم التجفيف تماما على درجة حرارة عالية ليقلل عدد الجراثيم.
5- متى يجب استخدام مواد التبييض وعوامل التعقيم الأخرى؟ تعد مطهرات الغسيل خطوة إضافية ضرورية أثناء أمراض معينة، مثل أنفلونزا المعدة ، وليست ضرورية للحماية من الفيروسات التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا و “كوفيد – 19” بينما ينصح الخبراء باستخدام معقم الغسيل بعد الغسيل بمنظف عميق التنظيف.
ويجب استخدام مواد التبييض أو أي عامل مطهر آخر في المنازل التي تعاني من عدوى معوية مؤكدة أو مشتبه بها مثل ألم المعدة مع القيء أو الإسهال، أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، حيث تعد الجراثيم التي تسبب أعراض الإسهال والقيء أو أنفلونزا المعدة أكثر صعوبة بشكل عام في القتل مقارنة بجراثيم الجهاز التنفسي.
6- هل يجب تعقيم سلة الغسيل والغسالة؟ أوصى الخبراء عند الانتهاء من غسيل الأسرة أن تشغل حمولة فارغة بالمبيض أو المطهر في الغسالة، خاصة عند غسل الأشياء من شخص مصاب بخلل في المعدة أو ملابس العمل الملوثة.
وقد تستمر البكتيريا في الغسالة في حوض الغسيل وتلوث الحمولة التالية من الملابس. ويُفضّل تطهير سلة الغسيل نفسها قبل استخدامها مرة أخرى.