رمضان زمان في ماليزيا.. تقاليد عريقة تتواصل بحلقات ذكر وبازارات رمضانية وزيارة سحور
في ماليزيا، كما في كل دول العالم الإسلامي، يحل رمضان فتحل مواسم الخير والبهجة والتواصل، وتمتزج روح الإسلام الحنيف بالعادات والتقاليد المالايوية الأصيلة.
أثرت جائحة كورونا بشكل واضح على مراسم الشهر الفضيل، وحدّت الإجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات كثيرا من التقاليد التي تقام في رمضان حرصا على المصلحة العامة.
عشاء آخر شعبان
تبدأ التحضيرات لشهر رمضان من نهاية أيام شعبان، إذ يقيم الماليزيون في الليلة الأخيرة التي تسبق الشهر الفضيل ولائم العشاء، وتجتمع العائلات معا، ويبتهلون إلى الله تعالى بالدعاء أن يبلغهم صيام رمضان وحسن العبادة فيه، وتتزين الشوارع وتضاء احتفاء بالشهر المبارك.
حساء بوبور لامبوك (Bubur lambouk)
يعتبر حساء البوبر لامبوك واحدا من أهم الطقوس في شهر رمضان بماليزيا، حيث تعد قدور كبيرة منه وتوزع على الناس، ويقوم السكان بتحضيره في البيوت لتوزيعه، كما يتم إعداده وطبخه في كثير من المساجد ليوزع على المصلين في وجبة الإفطار.
ومن أشهر المساجد التي تقدم الطبق مسجد كامبونغ بارو (kampong Barry) في العاصمة الماليزية كوالالمبور، إذ يتم توزيع نحو 20 برميلا يوميا من هذا الحساء، ويقوم بإعداده العاملون في المسجد.
وبوبر لامبوك عبارة عن حساء كثيف مكون من الأرز وحليب جوز الهند واللحم والروبيان المجفف والثوم والبهارات، ويبدأ التحضير لطهيه من الساعة 8 صباحا، ويبدأ توزيعه على الناس من بعد العصر ليكون طعامهم على الإفطار.
البازار الرمضاني (Ramadam Basar)
يعتبر من التقاليد الماليزية العريقة، ويبدأ المشاركون في البازار بالتحضير له من شهر شعبان، وتنتشر هذه البازارات في جميع أنحاء ماليزيا.
وفي حديثه للجزيرة نت يوضح محمد فردوس أحد المشاركين، أن البازارات تقليد قديم عند الماليزيين، وتضم الكثير من الأكشاك التي تبيع الطعام المتنوع القادم من كافة ولايات البلاد.
ويضيف أن الذهاب للبازارات يعتبر أحد النشاطات التي تقوم بها الأسر أو الأصدقاء بماليزيا، وتكون نوعا من الاستمتاع بأجواء رمضان الخاصة.
والبازارات تجمع الماليزيين على اختلاف ثقافاتهم ومعتقداتهم وطوائفهم وليس فقط المسلمين، كما يوضح فردوس، ويقول “هناك احترام متبادل بيننا، فغير المسلمين من أصدقائنا يحترمون شعائرنا في هذا الشهر الفضيل”.
ومن أقدم هذه البازارات في العاصمة كوالالمبور بازار دكامبونغ بارو، الذي يقام منذ خمسينيات القرن الماضي، وهو مزار معروف لمسؤولي الدولة والسياسيين والمشاهير من الفنانين والمثقفين.
وفي زمن كورونا يتبع السكان التعليمات والإجراءات الخاصة بإقامة هذه البازارات وفق البروتوكول الطبي في البلاد، إذ يتم تحديد وقت البازار من 3 بعد الظهر وحتى 8 مساء، ويتوجب على كل مشارك أن يحصل على ترخيص حكومي، بالإضافة للفحص الطبي وارتداء الكمامة.
مظهر سياحي وزيارة سحور
وتقدم وزارة السياحة الماليزية الدعم لهذه البازارات باعتبارها مظهرا من المظاهر السياحية في البلاد، كما أطلقت الوزارة مشروع (زيارة سحور)، الذي يتم من خلاله تقديم الطعام للأيتام والفقراء.
إفطارات المساجد
يجتمع كثير من العائلات الماليزية في المساجد قبيل الغروب لتناول وجبة الإفطار، وعند موعد الإفطار يقدم التمر وبعض العصائر المنعشة كالسيرب باوندينغ صودا (sirap bandung Soda)، وهو مزيج من ماء الورد والحليب وبوظة الصودا.
كما يحرص الناس على تقديم التبرعات العينية وكذلك التبرع بالطعام وإحضاره معهم إلى المسجد، ويواصلون المكوث في المساجد حتى صلاة العشاء والتراويح، حيث يقدم المتبرعون وجبة خفيفة من الطعام في ساحة المسجد يسمونها موره (Moorah).
كما يحب الماليزيون كثيرا استقبال الناس ببيوتهم في شهر رمضان لتناول الإفطار حتى من غير المسلمين.
حلقات ذكر
ويحرص الماليزيون في رمضان على تدارس القرآن، ويجتمعون في حلقات ذكر في البيوت والمساجد لتلاوة القرآن الكريم، ويقيمون الكثير من المسابقات للأطفال خاصة بأغاني العيد، كما يهتمون بمسابقات حفظ القرآن وتلاوته.
الاحتفال بالعيد طوال شهر شوال
وفي آخر رمضان يقومون بأعداد أطباق الحلوى استعدادا لاستقبال عيد الفطر المبارك، وبذلك يبدأ موسم آخر لا يقل أهمية في حياتهم، وهو الاحتفال بالعيد طوال شهر شوال.