رفض أقاربها دفنها.. ماذا فعل مُسلمون بجثمان عاملة هندوسية
شارك العديد من الهنود على حساباتهم الشخصية، على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، صورة لرجال مسلمين يحملون جثمان سيدة هندوسية على أكتافهم وهم في طريقهم لمثواها الأخير، في مدينة “تودا في إندور” جنوب الهند، حيث سيتم إجراء الطقوس الخاصة بدفنها بعد أن يتم حرق الجثمان طبقا للشعائر الدينية الهندوسية.
وبحسب “صدى البلد”، كتب رئيس الوزراء السابق Gans-Jamuna Sanskriti، على حسابه على “تويتر”، بينما كان يشارك صورة لرجال وللنعش: “لا بد أن يحصل فعل هؤلاء الجيران المسلمين على الثناء من الجميع، فهم مثال الإنسانية والأخوة والذي قدموه يستحق الثناء”.
وقال إن هذه الصور تمثل الانسجام والأخوة داخل جسد الأمة الهندية”.
وبحسب رواية الأهالي للصحف المحلية، فقد رفض الأقارب مساعدة “دراوبادي باي فيرما” وخاصة أبناء أختها، لأنها كانت تعاني من ارتفاع درجة الحرارة، ومشتبهًا في أنها أصيبت بـ COVID-19، ولم يتبق أحد لنقلها إلى المستشفى.
وفي صباح اليوم التالي، ماتت “فيرما”، وبعد وفاتها رفض أقاربها لمس الجسد.
ومن وازع الإنسانية الخالصة، اجتمع 10 جيران مسلمين لشراء أشياء لاستخدامها في طقوسها الأخيرة، ووضعوا نعشا خشبيا وحملوا جسدها إلى مكان حرق الجثث وفقا للطقوس الهندوسية، حملوه على أكتافهم.
وعاشت دراوبادي باي مع ابنها، وكانت عاملة أجر يومية، ومريضة بالشلل منذ ثلاثة أشهر، ولا تملك شيئا من حطام الدنيا، ولها ابن آخر يعيش في منطقة أخرى على بعد 6 كيلومترات، ولم يتمكن من الوصول إلى جنوب تودا بسبب حظر التنقل بين المدن والقرى الذي فرضته السلطات الهندية.
وقال عبد الرحمن شيخ، أحد الجيران في جنوب “تودا في إندور”، 30 سنة، رجل أعمال، والذي حمل النعش: “هذا هو الغرض من الإنسانية، أن نخدم بعضنا البعض في أي وقت”.
وروى ما حدث قائلا: “عندما كانت تعاني “دراوبادي باي فيرما” من الحمى الشديدة ليل الأحد، وجه الجيران أطفال الابن ليعتنوا بها، ووضعوا مناشف مبللة على جبهتها لخفض درجة الحرارة، ولم يكن لديها من يساعدها. حتى الابن كان عاجزًا، كانت الدموع في أعيننا”.
وأضاف: “عندها اتصلنا بأبناء أختها الذين يعيشون على بعد 100 متر فقط. رفضت الأخت وأبناؤها دخول المنزل. ونقلت إلى المستشفى في اليوم نفسه، وبعدها ماتت”.
وفي اليوم التالي، استيقظ الجيران على أنباء وفاة دروبادي باي، وسأل الجيران الابن عن المواد التي يمكنهم شراؤها في الطقوس الأخيرة، وأخرج الرجال العشرة مع ابنيها وأطفالهم الموكب إلى مكان حرق الجثث على بعد كيلومتر واحد.
ويتزايد عدد حالات COVID-19 في إندور، والسكان المحليون قلقون من الاقتراب من أي شخص يعاني من السعال أو البرد أو الحمى، وهي أعراض شائعة للعدوى.
وقد توفي 16 شخصا حتى الآن بسبب المرض في المدينة التي سجلت 213 حالة.