رسالة من مجلس مسلمي بريطانيا الى “BBC” عن الإسلاموفوبيا

وجه المجلس الإسلامي في بريطانيا (MCB)، بقيادة زارا محمد -التي تعد أول امرأة تشغل أعلى منصب في المجلس- رسالة إلى هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، تتحدث عن الإسلاموفوبيا والترويج لها في برنامج إذاعي.
وانتقدت زارا في رسالتها إلى “بي بي سي” تعرضها للعنصرية لدى ظهورها على القناة، شاكية من أن المذيعة التي استضافتها أظهرت كرها للإسلام والمسلمين.
وأكدت وفق رسالة المجلس الإسلامي في بريطانيا، وترجمتها “عربي21″، دعوتها إلى الالتزام بالتعامل مع النساء المسلمات وأولئك المنتمين إلى المجتمعات المهمشة تاريخيا بحسن نية.
وطالبت بالالتزام بتجنيد المسلمين في الأدوار القيادية والتكليفية في المؤسسة البريطانية، أو تطوير مسارات لمن هم في مناصب غير قيادية للوصول إلى هذه الأدوار.
وكتبت زارا في الرسالة: “عزيزتي بي بي سي، في 4 شباط/ فبراير 2021، دعيت زارا التي صنعت مؤخرا التاريخ في بريطانيا عندما أصبحت أول امرأة وأصغر شخص يتم انتخابه لقيادة المجلس الإسلامي البريطاني (MCB)، وهو هيئة وطنية شاملة تمثل أكثر من 500 منظمة إسلامية، إلى الظهور في برنامج إذاعي لكم”.
وأضافت: “كانت لهجة المقابلة مخيبة للآمال، ومعادية بشكل لافت للنظر، حيث تساءلت المضيفة إيما بارنيت باستمرار: كم عدد الأئمة في بريطانيا؟ وعندما قالت محمد إنها لا تعرف، وتساءلت عما هو المقصود بالسؤال، أجابت بارنيت: “أخبريني أنت”، مشيرة إلى صعود القساوسة والحاخامات”.
وتابعت المذيعة: “إنه لأمر مذهل أنك لا تستطيع الإجابة عن هذا السؤال”. على الرغم من تأكيدات محمد المتكررة أن القضاء الديني لم يكن ضمن معايير دورها في قيادة منظمة مجتمع مدني.
وطرحت المذيعة بارنيت السؤال عن الأئمة أربع مرات، في كل مرة قاطعت فيها إجابة محمد، وفق الرسالة.
وأكدت أن ما حصل “يعكس تأطير المقابلة. علاوة على ذلك، فإن التكافؤ الخاطئ بين الأئمة والحاخامات والكهنة في دين لا يوجد فيه رجال دين، يعكس نقصا أساسيا في محو الأمية الدينية اللازمة للمشاركة الحقيقية مع الجاليات البريطانية المسلمة”.
وأضافت: “استمرت المقابلة في الحديث عما ستفعله محمد حيال استبعاد بعض المسلمات من المجتمع، وما إذا كان المجلس الإسلامي البريطاني بحاجة إلى الإصلاح، والعلاقة بين الإسلام والأديان الأخرى”.
وتابعت: “مرة أخرى، قُطعت معظم إجابات محمد، وكشفت المذيعة عن رغبة غريزية في عدم الاستماع إلى صوت امرأة مسلمة، بل على القفز عن رأيها”.
وأوضحت أن ذلك حصل “على الرغم من التزام هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالحياد والإنصاف الواجبين، إلا أن ما حدث مأزق في السرد الذي يفترض أن النساء المسلمات محرومات بطبيعتهن من حقوقهن بسبب معايير العقيدة التي من المفترض أنها لم يتم إصلاحها، وفق ما يتم زعمه”.
وأوردت الرسالة أن “المقابلة بدت عازمة على إعادة فرض الاستعارات الضارة والمتحيزة عن الإسلام والمرأة المسلمة”.
وأدت الشكاوى العديدة عبر الإنترنت وفي السر إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى قيام البرنامج الإذاعي الذي يدعى “ساعة المرأة” بإزالة التغريدة الأصلية، مشيرة إلى أنه في وقت لاحق “كان يجب أن يتضمن المقطع المزيد من المقابلة الإذاعية لتوفير سياق كامل للمناقشة” إذ إنه نشر مقتطعا بشكل منحاز.
وأكدت أن “إزالة المقطع أمر مرحب به، إلا أن هذه الاستجابة غير كافية. إذ يجب تقييم أسلوب المقابلة بالكامل، وتقييمها بجدية. فهناك فرق مهم بين أسلوب الاستجواب الذي يقوض صوت المرأة، والأسلوب الذي يحاسبها”.
ولفتت إلى أن ما حصل “ربما ليس من قبيل المصادفة، أن يأتي وسط كون أصوات المسلمين ممثلة تمثيلا ناقصا على كل المستويات داخل بي بي سي”.
وقالت: “في أحدث تقرير سنوي لهيئة الإذاعة البريطانية، اعترفت بأنه لا يوجد أي مسلمين تقريبا يعملون في استوديوهات بي بي سي (الإنتاج التلفزيوني والإذاعي)، التي تتضمن إنتاج ساعة المرأة، سواء على مستوى الموظفين أو القيادة”.
وقالت: “لا توجد أعداد كبيرة من المسلمين في مناصب التكليف أو في المناصب القيادية داخل المؤسسة، وهذا النقص في التمثيل داخلها، خاصة على المستويات القيادية، يكشف عن فشل في تنفيذ قيم بي بي سي في أن يكون لها منظمة تعكس جمهورها”.
وتابعت: “إن الافتقار إلى التمثيل في البرامج، مثل ساعة مرأة، يعني أن الأفكار المهمة في التعامل مع المجتمعات المسلمة وإعداد التقارير عنها مفقودة”.
وأكدت أن البيانات المتعلقة تشير إلى أن ما يقرب من 5000 حلقة من حلقات “ساعة المرأة” التي تم بثها على مدار العشرين عامًا الماضية، كان فيها أقل من 300 ضيف (2.4%) من النساء المسلمات، والعديد منهن لم يكن بريطانيات”.
وشددت على أن تمثيل المرأة المسلمة بدأ بالانخفاض مرة أخرى. ومع ذلك، فإن من المهم ملاحظة أن الأرقام وحدها لا ترسم صورة كاملة، إنما المهم هو جودة التمثيل للمرأة المسلمة في المؤسسة.