خبير أمريكي يحسم الجدل: فيروس كورونا لم يصنع بالصين
نشرت مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” مقابلة مع الدكتور أنتوني فوتشي أكد فيها أنه لا يوجد دليل علمي على أن فيروس كورونا جرى تصنيعه في مختبر في الصين، مستعرضا في الوقت ذاته تطورات انتشار الجائحة في الولايات المتحدة.
وقالت المجلة في المقابلة إن تأكيد فوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية
والأمراض المعدية NIAID، حسم
النقاش الذي كان محتدما بين السياسيين والخبراء حول منشأ الفيروس ومسؤولية الصين
عن تفشيه.
وشرح فوتشي قائلا: “لو نظرت إلى تطور الفيروس في الخفافيش وما هو موجود الآن
في الطبيعة، فإن الأدلة العلمية تميل بقوة كبيرة جدا نحو الاستنتاج بأنه لا يمكن
أن يتم تصنيع الفيروس أو التلاعب فيه، فكل ما يتعلق بالتطور من ناحية الخطوات على
مدى الوقت تشير إلى أن هذا الفيروس تطور في الطبيعة ثم انتقل بين
الأنواع”.
موجة جديدة في الخريف
وزاد بالقول إنه لا يراوده أيضا “نظرية بديلة مثل أن يكون شخص عثر على
الفيروس في البر، وجلبه إلى مختبر، وتسرب منه بالخطأ”.
وعن تفشي المرض في أمريكا، أعرب فوتشي عن قلقه من تعرض أمريكا هذا الخريف لموجة
ثانية من “كوفيد-19” إن لم تستطع تخفيف معدلات العدوى مع حلول الصيف.
وقال: “عار علينا إن لم يكن لدينا فحوصات كافية مع الوقت الذي يمكن فيه عودة
هذا المرض ثانية في الخريف والشتاء”. ونصح بتوفير إمدادات كافية من الفحوص
قبل الموجة الثانية، وضمان إيصال هذه الفحوص للناس الذين يحتاجونها أكثر من غيرهم،
مع ضرورة تدعيم القطاع الصحي بالمعدات والأجهزة اللازمة.
وأكد أيضا أهمية الاستمرار في التباعد الاجتماعي في كل مكان حتى يبدأ عدد الحالات
بالتراجع في المدن والولايات. وشهدت أمريكا حوالي 20 إلى 30 ألف حالة جديدة في
اليوم خلال شهر نيسان/ أبريل، وهو ما يشير إلى أن البلد عالقة في الذروة.
لقاح كورونا
وعن لقاح كورونا، بدا فوتشي متفائلا حين توقع أن يكون جاهزا خلال فترة قصيرة
تاريخيا، مشيرا إلى لقاح مرشح واعد يعتقد أنه سينتقل إلى مرحلة التجارب السريرية
المتقدمة مع بدايات الصيف، ولفت إلى أن لقاحا نهائيا سيتوفر للاستخدام مع حلول
كانون الثاني/ يناير القادم، وهو ما سيحطم أرقاما قياسية بالنسبة لسرعة تطوير
اللقاحات السابقة.
وأحد أسباب ثقته، هو النتائج “المبهرة” التي شوهدت في الحيوانات التي
أجريت عليها تجارب اللقاح المرشح الذي أنتجته شركة “موديرنا ثيرابيوتكس”
والتي نقلته إلى التجارب البشرية خلال 42 يوما.
ومع ذلك، أشار فوتشي إلى أن المعهد الوطني “NIAID” ما زال يطور ويدعم جهود
التوصل إلى لقاح، خشية أن تكون اللقاحات المرشحة التي دخلت في الاختبار ثبت عدم
سلامتها أو فعاليتها. وأضاف: “هناك حاجة للعديد من الضربات نحو الهدف، فنحن
نسعى لوجود أربع أو خمس لقاحات مرشحة في وقت معقول”.
ومتحدثا عن الدروس المستفادة من فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” في
ما يتعلق بتطوير لقاح لـ”كوفيد-19″، قال فوتشي إن “اللقاحات تختلف
قليلا، ولدينا فرصة أفضل في التوصل إلى لقاح بشكل أسرع نسبيا لفيروس كورونا
المستجد من تحقيق نفس الأمر لفيروس نقص المناعة البشرية وذلك لأنه ولأسباب غير
معلومة فإن الجسم لا يقوم برد فعل مناعي كاف لفيروس نقص المناعة”.
وأضاف: “من الواضح أن الكثير من الناس يقومون بردة فعل مناعية كافية جدا
لكورونا، ويتخلصون من الفيروس ويبقون بصحة جيدة. وكما نعرف من التاريخ الطبيعي
لهذا المرض فإن الأكثرية يتحسنون بدون أن تظهر عليهم أعراض أو بأعراض خفيفة، حيث
إنهم يصابون بحمى وبعض الآلام ثم يتعافون، وهذا يعتبر علامة جيدة لإمكانية تطوير
لقاح”.
استخدام للكمامات
وحول ارتداء الكمامات أكد فوتشي أنها “الأفضل في أماكن الرعاية الصحية لمنع
شخص مصاب من العطس والسعال وعدوى الآخرين حوله، لكن لا تحمي بنسبة 100% من تمرير
العدوى لشخص آخر”.
وتابع: “إن لبست الكمامة تحصل على بعض الوقاية لنفسك، وإن كنت مصابا ولا تعلم
تمنع إلى حد ما انتقال العدوى لشخص آخر، ومع ذلك فإن المنطقي إبقاء مسافة ستة
أقدام بينك وبين الآخرين”.