جنرال إسرائيلي: هكذا قد يفيدنا السيسي بتنفيذ صفقة القرن
تحدث جنرال إسرائيلي عن احتمالات الاستفادة الإسرائيلية من نظام عبد الفتاح السيسي في مصر، مقابل تقديم مساعدة له لانتشاله من أزمته الاقتصادية.
وقال عيران ليرمان، نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، في دراسة إن “التغييرات الخطيرة في مصر قد تحدث تغييرا بعيد المدى في الأولويات الإسرائيلية، وقد يهددها وجودها في بيئة معادية، ومن بين التحركات المطلوبة لإسناد السيسي؛ تعزيز الجهود مع الإدارة الأمريكية لضمان استمرار الالتزام الاستراتيجي بالاستقرار في مصر، بما يشمل حزمة المساعدات وتشجيع الاستثمار، وتخفيف الانتقادات تجاه انتهاكات حقوق الإنسان”.
وبحسب ليرمان، فإن “البديل عن نظام السيسي هو حالة
فوضوية وعنيفة، أو إقامة نظام إسلامي أكثر خطورة بكثير، وعلى الإدارة
الأمريكية والكونغرس أن يكون لديهما التزام بمحاربة الهيمنة التركية، والاعتراف
بخطورة أنقرة على مصر وإسرائيل والمصالح الأمريكية”.
وتابع: “يمكن لإسرائيل منح مصر دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيين، ومنحها مكاسب ملموسة تسرّع في تنفيذ صفقة القرن، لأن الصفقة قد تشكل الإمكانية الوحيدة لإخراج حماس من غزة، وهو ما تسعى إليه مصر وإسرائيل معا”.
ليرمان، الذي خدم في جيش الاحتلال على مدار 20 عاما، ويتولى رئاسة دائرة الشرق الأوسط في اللجنة اليهودية الأمريكية، أوضح أن “القلق الإسرائيلي على نظام السيسي مرده إلى تزامن مشاكل رئيس الانقلاب الداخلية مع تفاقم احتمال تصعيد الصراع مع تركيا من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، ما قد يضع النظام المصري في صعوبات جمة على المستوى الاستراتيجي”.
ولفت ليرمان إلى أن انخفاض المساعدات الخليجية للقاهرة بسبب تأثرها بتدهور أسعار النفط، مقابل تأثر مداخيل مصر من قطاع السياحة، إضافة إلى أزمة كورونا، يضع نظام السيسي أمام تحد حقيقي بالصمود.
وأوضح أن “هناك انخفاضا حادا في أسعار الطاقة، بما
فيها الغاز، ما يضر بالدخل المباشر لمصر من مواردها الحالية، وفرص زيادة
الاستثمارات، وتعزيز مشاريع البنية التحتية الرئيسية مثل خط أنابيب الغاز المصري
والقبرصي والإسرائيلي المشترك لأوروبا، وكان يفترض أن تقدم مساهمة كبيرة بإنقاذ
مصر من محنتها”.
وأضاف أن “هذه التحديات المصرية الخارجية تتزامن مع
الفقر والعبء الديموغرافي، والفساد الحكومي المستشري، والتوتر مع واشنطن وبروكسل
حول قضايا القمع السياسي وحقوق الإنسان، ما يشكل تحديا لقدرة النظام المصري على الاستقرار
السياسي، وقد تؤدي الاضطرابات الداخلية في خضم التوترات الاستراتيجية المتزايدة مع
تركيا وإثيوبيا لموجة من المشاعر القومية المصرية، ولكن أيضا لمستوى عال من
المخاطر”.
وأضاف أن “كل هذا يطرح على إسرائيل سؤالا مشروعا
عما يمكن أن تستطيع فعله لمساعدة السيسي، الإجابة القصيرة والواضحة عن هذا السؤال هي
(ليس كثيرا)، لأن معالجة الضائقة الاقتصادية والاجتماعية والحكومية والاستراتيجية
لدولة يبلغ عدد سكانها مئة مليون نسمة يتجاوز قدرات إسرائيل، ومدى تأثيرها، مع أنه
مصلحة حيوية لها”.