تركيز الحوثيين على مأرب يبدأ باستهداف منشآتها النفطية
عدن ـ استنكرت وزارة النفط اليمنية التابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا استهداف الميليشيات الحوثية الموالية لإيران محطة الضخ الخاصة بأنبوب صافر النفطي في محافظة مأرب.
وقالت الوزارة في بيان إن “استهداف الميليشيا لمحطة الضخ الخاصة بأنبوب صافر النفطي في منطقة صرواح، يمثل عمل إجرامي وتخريبي وكارثة على طريق الاستنزاف المتواصل لمقدرات الدولة”.
وأضافت أن ذلك “يؤكد حقيقة استهتار وعبث تلك الميليشيات بمقدرات وممتلكات الشعب اليمني، وإنها لا تجيد سوى لغة التخريب والهدم”.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الميليشيات الحوثية استهدفت السبت مضخة أنبوب النفط الواقعة بالقرب من منطقة كوفل بمديرية صرواح غربي مأرب بصاروخ، وهو خط أنابيب تشغله شركة صافر النفطية المملوكة للحكومة اليمنية.
وقالت ندوى الدوسري الخبيرة والباحثة في شؤون القبائل اليمنية على تويتر “الحوثيين اليوم يرتكبوا جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجلهم الأسود المليئ بالجرائم البشعة بحق جميع اليمنيين ويقصفوا محطة النفط في كوفل مديرية صرواح التي تضخ النفط الخام عبر الإنبوب من مأرب إلى راس عيسى بالحديدة وإشتعال النيران فيها والإطفاءات لم تتمكن من إطفاء الحريق”.
وناشدت وزارة النفط اليمنية “كل القوى والمكونات السياسية في الداخل والخارج إلى سرعة التدخل ووضع حد لهذه الميليشيات الإرهابية واتخاذ الإجراءات المناسبة التي تضمن وقف مثل هذه الأعمال العدوانية والسافرة ضد الشعب اليمني واتخاذ الإجراءات والتدابير الممكنة لحماية ما تبقى من المنشآت الحيوية في البلاد”.
ويأتي هذا التصعيد الحوثي ضمن التحولات التي شهدتها مؤخرا جبهتي الجوف وصرواح، والتي انتهت بسيطرة المتمردين المدعومين من إيران على نهم ومعظم مديريات الجوف (شمال) المأهولة بالسكان دون مقاومة تذكر وهو ما أكدد تقارير سابقة تحدثت عن تواطؤ ميليشيات إخوانية داخل الحكومة الشرعية.
وشهدت مديرية صرواح منذ أعوام معارك شرسة بين الحوثيين والجيش اليمني المدعوم من التحالف العسكري العربي منذ 2015. لكن بقيت لمأرب أهمية استراتيجية حيث تحولت المعارك الدائرة حولها لنقطة فارقة في الأزمة اليمنية من الناحية الاقتصادية، حيث يسعى الحوثيون للسيطرة على ثرواتها النفطية وأيضا فتح جبهات على الجنوب.
وتحدثت مصادر يمنية في وقت سابق عن تواطؤ جماعة الإخوان في اليمن بعدم قطري-تركي مع الحوثيين لتنفيذ مخطط ثنائي يستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي بعد السيطرة على مأرب، لإضعاف التحالف العربي وعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض.
والسبت، جددت الإمارات العربية المتحدة دعوتها إلى الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، بضرورة تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الجانبين، بشكل فوري.
وقال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في تغريدة عبر حسابه على تويتر إن “التنفيذ الفوري لاتفاق الرياض ضروري على ضوء التطورات الحالية في اليمن”، مشددا على أن “الاتفاق يوحّد الصف لمواجهة الحوثي ويمهّد للحل السياسي، ويعزز جهود مواجهة فايروس كورونا”.
وأكد قرقاش أن “الرهان والمراوغة ضد السعودية الشقيقة من قبل من وصفها أحصنة طروادة، فما هو إلا رهان حزبي انتهازي خائب وسيفشل”.
وكشفت مصادر سياسية يمنية لصحيفة “العرب” اللندنية الواسعة الانتشار في تقرير نشر اليوم الأحد، عن “ترتيبات إخوانية في محافظة تعز مدعومة من قطر لتحويل المحافظة إلى نقطة لاستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي خلال الفترة المقبلة، في وقت حثت فيه الإمارات على تنفيذ فوري لاتفاق الرياض وقطع الطريق على أجندات هادفة للاستثمار في استمرار الحرب”.
ولفتت المصادر إلى أن “التصريحات التي أطلقها عدد من السياسيين في تعز المحسوبين على قطر محاولة لتسوية الأرضية لهذا المخطط التي يأتي في توقيت مهمّ بعد سيطرة الحوثيين على نهم والجوف وتصعيدهم باتجاه محافظة مأرب”.
وقالت نفس المصادر إن “البيان المثير للجدل الذي أصدره محافظ تعز السابق علي المعمري من مقر إقامته في مدينة إسطنبول التركية يأتي في سياق مخطط متكامل لاستهداف المقاومة المشتركة في الساحل الغربي تحت دواعي مناطقية وأيديولوجية، حيث تواصل قيادة الإخوان المسلمين في تعز تحشيد عناصر الجماعة عسكريا وعقائديا باتجاه قوات المقاومة المشتركة باعتبارها العدوّ الأول”.
وأثارت مواقف المعمري التي حذر فيها من تغيير ديموغرافي في بعض مناطق تعز وخصوصا المخا من خلال “توطين” المقاتلين في المقاومة المشتركة وعائلاتهم في تلك المناطق بعد تهجيرهم من قبل الحوثيين، حالة من الاستهجان الشعبي، نظرا لأبعاد هذه الدعوات التي تنطوي على دعوة إلى عنف مناطقي يخدم الميليشيات الحوثية.
وأكدت مصادر “العرب” أن دعوات المعمري جاءت متناغمة وبشكل واضح مع مواقف وسائل الإعلام الإخوانية والحوثية، في خطوة تؤكد انطلاق مخطط حوثي إخواني مشترك لضرب قوات طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في الساحل الغربي.
ويأتي هذا المخطط في إطار تفاهمات بين الحوثيين المدعومين من إيران وقيادات إخوانية رعتها الدوحة ومسقط وظهرت نتائجها في الانهيارات المتسارعة التي شهدتها جهات نهم والجوف التي تم تسليمها للحوثيين من دون مقاومة حقيقية، حسب نفس المصادر.
وحذرت مصادر سياسية يمنية في وقت سابق من مخططات إخوانية خطيرة داخل الشرعية تهدف إلى نشر الفوضى والقطيعة بين مكوناتها خدمة لمصالحها عبر استغلال استمرار الحرب في البلاد.