‘تاليس’ تطور طائرة المستقبل ‘الخضراء’
باريس – يعمل نحو ألف شخص في
شركة “تاليس آفينونيكس” في تولوز على “دماغ طائرات المستقبل”
أي أنظمة إدارة الرحلات، لجعلها أكثر مراعاة للبيئة.
وعادت البسمة إلى وجوه مهندسي الموقع إذ يقولون إن
“خطة الإنعاش الاقتصادي الحكومية ستسرع” عملهم.
ويعرض مسؤول استراتيجية الكترونيات الطيران فنسان
ميغايديس ابتكارين جديدين لجعل الطيران التجاري “أكثر مراعاة للبيئة.
فبعد أيام قليلة على إعلان خطة دعم لقطاع صناعة الطيران
بقيمة 15 مليار يورو، بعدما تلقى ضربات مباشرة جراء جائحة كوفيد-19، تؤكد المجموعة
ان برامجها الهادفة إلى “اجتثاث الكربون” من الطيران المدني ستنجز
“قبل سنتين إلى ثلاث سنوات” من الموعد المحدد لكي تسوق بسرعة أكبر.
وقال ميغايديس “هدفنا هو خفض انبعاثات الكربون بنسبة 10%” خصوصا
أن الخطة الحكومية ركزت على طائرة المستقبل “الخضراء”.
ولتحقيق ذلك تعمل تاليس “وهي من أقوى الأطراف
العاملة في هذا القطاع” بحسب ميغايديس، على ترابط أفضل بين الطيران والمراقبة
الجوية.
وسيعتمد الجزء الأول هذا “على نطاق واسع اعتبارا
من 2023” على ما يؤكد.
لكن من أجل تحقيق نسبة 10% هذه، تطور تاليس
“اعتماد الكهرباء والنظام الهجين في طائراتها” وتعمل على “خفض وزن
تجهيزات الطائرة وحجمها”.
ويعرف ديدييه بواسون طيار التجارب لدى تاليس بنظام
إدارة الطائرة الجديد المعروف باسم “بيورفلايت” ويشكل دماغ الطائرة.
ويعكس نظام المحاكاة القائم في إحدى القاعات، أجواء
قمرة القيادة في طائرة من طراز جديد على ما يوضح بواسون.
فثمة شاشات الملاحة ومراقبة عمل المحرك ويؤكد
“هذا النظام هو البرمجية الأكثر تطورا لطائرة تجارية”.
ومن أجل هذا العرض، برمج طيار التجارب رحلة بين
لشبونة ومطار شارل ديغول في باريس تتخللها “عاصفة تتنقل أسرع مما هو متوقع”.
ويوضح “سيحتسب النظام مسارا جديدا مناسبا بحيث
لا تطول مدة الرحلة ولا يزيد الاستهلاك إلا بشكل قليل”.
ومع الأنظمة المعمول بها حاليا، يتطلب تعديل المسار
“عمليات تصحيحية عدة”. وهي أمور تؤثر على الاستهلاك ومدة الرحلة فضلا عن
“الاكتظاظ” الجوي عند الاقتراب من المطار…
ويؤكد ميغايديس أن الاختراق الحاصل مع هذا النظام
الجديد هو تفاعل “دماغ” الطائرة مع “المكونات على الأرض وشركة
الطيران والمراقبين الجويين”.
وينتقل المهندس للتحدث عن “الطابق الثاني من حل
تاليس الجديد” والمسمى “إير ترافيك فلو مانجمنت”، قائلا إنها
“مقاربة أكثر شمولية لمراقبة الملاحة الجوية”.
ويوضح “حتى الآن، كان التواصل بين قمرة القيادة
وأوساط مراقبة الملاحة الجوية محدودا” مشيرا إلى “كوكبات الأقمار
الاصطناعية” ستسمح بتدفق بيانات أكثر بين الطائرات والأرض.
أمام شاشة عملاقة تحاكي بيئة برج مراقبة جوية، يشير
كريستوف ليرا إلى مجموعة كبيرة من الطائرات قرب مطار كبير. ويوضح “الجديد في
هذا النظام أننا نتناول مشكلة الملاحة بطريقة عالمية. نبحث عن حلول جيدة على صعيد
العالم بأسره”.
واستعان البرنامج بشقّيه بالذكاء الاصطناعي بشكل واسع
مع اختبار أكثر من ملياري سيناريو تسمح “بتجارب توازي مئة مليون ساعة طيران”.
ويبقى أمام المهندسين والتقنيين في تولوز وضع اللمسات
الأخيرة على هذه المنتجات في أقل من سنتين لإنجاز كل التجارب الضرورية والحصول على
التراخيص اللازمة لتسويقها.