تأكيد علمي جديد على تغلغل كورونا في الدماغ

لندن – عثر الأطباء على آثار كورونا المستجد في أدمغة متوفين بسبب مرض كوفيد-19، تم تشريح جثثهم لمعرفة تركيز الفيروس في أعضاء الجسم.
وقالت الدراسة التي تم نشرها في مجلة “لانسيت” العلمية إنهم وجدوا آثار الفيروس في خلايا جذع الدماغ والخلايا العصبية الممتدة منه، ولاحظوا بزيادة غير طبيعية في الخلايا النجمية التي تدعم خلايا النسيج العصبي بسبب تدمير الخلايا العصبية القريبة.
وأفاد فريق الدراسة أن التغييرات في الدماغ لم تكن خطيرة، حيث لم يسجلوا تأثيرا مدمرا مباشرا لكورونا على الجهاز العصبي المركزي.
وتعزز النتيجة دراسة بريطانية أولية عن المرضى الذين عولجوا بالمستشفيات من كوفيد-19 أشارت إلى أن هذا المرض يمكن أن يضر بالمخ ويسبب مضاعفات مثل الجلطات الدماغية والالتهابات والذهان وأعراض تشبه الخرف في بعض الحالات الشديدة.
وتم جمع البيانات في الفترة بين 2 و 26 أبريل/نيسان حينما كان المرض ينتشر بشكل كبير في المملكة المتحدة.
وكانت أكثر المضاعفات بالمخ شيوعا هي الجلطات والتي تم الإبلاغ عنها في 77 من بين 125 مريضا، كان معظمهم تزيد أعمارهم عن 60 عاما.
ووجدت الدراسة أيضا أن 39 من أصل 125 مريضا أظهروا علامات اضطراب أو تغيرات في السلوك تعكس تحولا في الحالة العقلية. من بين هؤلاء، كان لدى تسعة خلل وظيفي غير محدد في المخ وسبعة لديهم التهاب في المخ.
وكوفيد-19، المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، هو أساسا اعتلال في الجهاز التنفسي ويؤثر على الرئتين إلا أن علماء الأعصاب والأطباء المتخصصين في الدماغ يقولون إن أدلة تظهر أن له تأثيرا على الدماغ تبعث على القلق.
وأظهرت دراسة أميركية أخرى أن أوجاع الرأس والشعور بالتشوش وحتى الهذيان التي يعاني منها بعض مرضى كوفيد-19 قد تكون نتيجة مهاجمة فيروس كورونا المستجد الدماغ بشكل مباشر.
ووفقًا للدراسة التي قادها عالم المناعة في جامعة ييل الأميركية أكيكو إيواساكي، فإن الفيروس قادر على التكاثر داخل الدماغ، كما أن وجوده يحرم خلايا الدماغ القريبة من الأكسجين، إلا أن مدى انتشاره لم يتضح بعد.
وأشاد إس أندرو جوزيفسون رئيس قسم طب الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، بالتقنيات المستخدمة في الدراسة.
وقال إنّ “فهم ما إذا كان هناك تأثير مباشر للفيروس في الدماغ أم لا هو أمر مهم جداً”.
لكنه أضاف أنه من الأفضل توخي الحذر حتى تخضع الورقة لمراجعة من الأقران.