بلومبيرغ: كورونا ربما يبقى طويلا على العملات الورقية
كشف بحث أجراه أكبر معمل للأمن البيولوجي في أستراليا، والذي يسلط الضوء على مخاطر انتقال فيروس كورونا من العملات الورقية والأجهزة التي تعمل باللمس والمقابض والقضبان، عن طول فترة بقائه على هذه الأماكن.
وقالت وكالة بلومبيرغ، في تقرير إن البحث أظهر أن الفيروس “قد يبقى معديا لأسابيع على الأوراق النقدية والزجاج والأسطح الشائعة المستخدمة”.
وأوضح العلماء في البحث، أن كورونا “قوي للغاية”، حيث إنه يمكن أن يعيش لمدة 28 يوما على الأسطح الملساء، مثل الزجاج الموجود على شاشات الهاتف المحمول، والأوراق النقدية في درجة حرارة الغرفة أو ما يعادلها من 20 درجة مئوية، مقارنة مع فيروس الإنفلونزا الذي يعيش 17 يوما.
وانخفضت نسبة عيش الفيروس إلى أقل من يوم عند درجة 40 مئوية على بعض الأسطح، وفقا لدراسة تم نشرها في مجلة Virology.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة ديبي إيجلز، في بيان عبر البريد الإلكتروني: “تظهر نتائجنا أن فيروس كورونا يمكن أن يظل معديا على الأسطح لفترات طويلة من الزمن، ما يعزز الحاجة إلى غسل اليدين باستمرار وتنظيف الأسطح”.
وينتقل الفيروس في الغالب من خلال الاتصال المباشر مع شخص مصاب، خاصة الجزيئات التي تنبعث من المصاب أثناء السعال أو العطاس أو التحدث، وحتى التنفس. كما أنه يمكن أن يلوث الأسطح عندما تستقر هذه الجسيمات عليها، ما يؤدي إلى تكوين ما يسمى السطح المعدي، الذي قال الباحثون إنه قد يلعب دورا بشكل أقل من غيره في انتقال الفيروس.
https://www.youtube.com/embed/UqG65iO6VxQ وقال تريفور درو، وهو مؤلف مشارك في الدراسة ومدير المركز: “إن نتائج الدراسة تثير بعض القضايا الحاسمة حول الحاجة إلى استمرارية تطهير الأسطح، حتى مع انخفاض الحالات المجتمعية، نحتاج إلى تنفيذ أنظمة التطهير على المستوى العام والشخصي”.
وكان العلماء في معمل الحكومة الأسترالية وجدوا أن فيروس كورونا يعيش لفترة أطول على الأسطح غير المسامية، مقارنة بالأسطح المسامية مثل القطن.
وقام الباحثون أيضا بإجراء اختبارات على الفيروس في الظلام، لإزالة تأثير الأشعة فوق البنفسجية، حيث أثبتت الأبحاث أن ضوء الشمس المباشر يمكن أن يبطل نشاط الفيروس بسرعة.
وقال إيجلز: “في حين أن الدور الدقيق للانتقال السطحي، ودرجة التلامس السطحي، ومقدار الفيروس المطلوب للعدوى، لم يتم تحديدها بعد، إلا أن تحديد المدة التي يبقى فيها الفيروس قابلا للحياة على الأسطح أمر بالغ الأهمية لتطوير إستراتيجيات التخفيف من المخاطر في مناطق التلامس العالية”.
كما أن ثبات الفيروس على الأسطح الزجاجية، مثل الهواتف وأجهزة الصراف الآلي ومحلات السوبرماركت ذاتية الخدمة، وهي أسطح عالية اللمس، وقد لا يتم تنظيفها بانتظام، أمر يشكل خطرا كبيرا.
وقال المؤلفون إن بقاء الفيروس على الفولاذ المقاوم للصدأ في درجات حرارة منخفضة قد يساعد في تفسير تفشيه المرتبط بمعالجة اللحوم ومرافق التخزين الباردة. وقال درو إن انخفاض درجات الحرارة إلى حوالي 6% يرتبط بزيادة بقاء الفيروس إلى 10 أضعاف.
وبغض النظر عما إذا كان الفيروس على سطح أو في الهواء، فإن هذا “قد يساعد في تفسير سبب احتمالية أن تكون البيئات الباردة، مثل المسالخ مناطق موبوءة وأكثر خطورة”.