بعدما طبق أسوا سياسة هجرة.. فيروس كورونا يجبر ترامب التراجع عن سياسته المشددة ويناشد المهاجرين السريين العمل في الحقول واستقدام الأطباء من الخارج
تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم التعرض للمهاجرين السريين العاملين في الحقول والخدمات الأساسية، وهو التعهد الثاني في ظرف أيام قليلة بعدما فتح أبواب الهجرة أمام الأطباء الأجانب للالتحاق بقوة العمل الأمريكية.
وجعل ترامب من الهجرة حصان طروادة في حملته الانتخابية التي أوصلته الى البيت الأبيض في انتخابات 2016. وخلال رئاسته، حاول بناء الجدار الفاصل مع المكسيك، وأعطى لمصالح الهجرة الصلاحية لاقتحام المنازل وملاحقة المهاجرين السريين لتطردهم في مشاهد استعراضية.
وخلق فيروس كورونا وضعا جديدا في الولايات المتحدة وضرب مخططات الرئيس ترامب. فقد هرب الأمريكيون من الحقول والعمال ومنهم الأجانب الذين يتوفرون على بطاقة إقامة قانونية خوفا من تعرضهم للفيروس.
وأمام هذا الوضع، أصبحت إدارة ترامب مرنة جدا، حيث أوقفت ملاحقة المهاجرين وطالبتهم بالعمل في الحقول والتوجه الى المشافي في حال شعروا بأعراض كورونا.
وتعرض ترامب لضغط من المزارعين والشركات الزراعية التي تؤيده في الانتخابات وطالبته بتخفيف القبضة الأمنية ضد المهاجرين، وهو ما تعهد به خلال الأيام الماضية.
وبدأ في كليفورنيا موسم حصد الثمار، ويعمل في هذا القطاع 800 ألف، 60% منهم لا يحملون الوثائق، وأمام تأثيرات الفيروس والخوف من ترامب، قد تشهد الولاية أسوأ موسم زراعي منذ تأسيس الولايات المتحدة.
ومن جهتها كتبت جريدة “لوس أنجلس تايمز” قائلة “كان يجب انتظار وباء عالمي حتى يعرف الأمريكيون قيمة العمال المهاجرين السريين وليتخلى دونالد ترامب عن سياسته وتصريحاته النارية ضد اشخاص يقدمون خدمات جمة للاقتصاد الأمريكي”.
وهذه هي المرة الثانية التي يتراجع فيها ترامب عن قراره في ملف المهاجرين، فقد أعلن منذ أسبوعين فتح باب الهجرة أمام الأطباء ومهنيي الصحة من مختلف العالم الى الولايات المتحدة، وهو الذي كان قد أقفل الباب أمام العقول المهاجرة التي اعتادت الالتحاق بالولايات المتحدة.
وبهذا، فقد نجح فيروس كورونا في ضرب سياسة ترامب تجاه المهاجرين، وإذا لم ينجح في إنقاذ الموسم الزراعي الذي يعتمد على المهاجرين، سيفقد كل الحظوظ في الانتخابات الرئاسية المقبلة.