بزنس إنسايدر: مصر تتهم الأطباء بتفاقم كورونا وتعتقلهم
نشر موقع “بزنس إنسايدر” تقريرا لميا جانكوفيتش عن حملات الاعتقال التي تقوم بها السلطات المصرية ضد الأطباء الذين انتقدوا طريقة إدارتها لأزمة فيروس كورونا.
وقالت جانكوفيتش إن مصر اعتقلت أطباء اشتكوا من سوء الأوضاع التي يعملون فيها،
ولأنهم تحدثوا عن النظام الصحي الهش في بلادهم.
وأشارت إلى اتهام رئيس الوزراء مصطفى مدبولي الأطباء بالمسؤولية عن انتشار الفيروس.
وقالت منظمة العفو الدولية إن الأطباء وأعضاء الطواقم الطبية يتم اعتقالهم بتهم
“نشر الأخبار الكاذبة” أو “الإرهاب”.
ويقول الباحثون إن حالات الإصابة بالفيروس هي أعلى مما أعلنت عنها الحكومة المصرية
إلا أن صحافية تعمل مع “الغارديان” طردت من مصر بعد تشكيكها بالأرقام
الرسمية.
وكان مدبولي قد قال إن “الإهمال وسوء الإدارة” تسببا في انتشار المرض بالبلاد. مع أن الأطباء طالبوا بإمدادات وأسرة للمستشفيات، كما جاء في تقرير لموقع “المونيتور”.
وأثارت تصريحات مدبولي انتقادات من نقابة الأطباء، وقال محمد الفوال، عضو فرع
للنقابة في منشور على “فيسبوك” إن على رئيس الوزراء الاعتذار.
لكن الحكومة ردت بحملة وصفتها منظمة “أمنستي” بأنها “حملة مضايقة
وترهيب” حيث وجد الأطباء أنفسهم بين مخاطر الإصابة بكوفيد-19 في العمل أو
معاقبة السلطات لهم إن تحدثوا صراحة عن الظروف التي يعملون بها.
وحسب مسؤولين مصريين نقلت عنهم وكالة أنباء “أسوشيتد برس” فقد مات حوالي
188 من العاملين الطبيين المصريين منذ بداية الوباء.
وانتشر المرض في أيار/مايو بين الطواقم الطبية في مراكز الحجز المزدحمة
بالمستشفيات، حسب تقرير لموقع “مدى مصر”.
وتم اعتقال ثمانية من العاملين الطبيين بطريقة تعسفية، لأنهم انتقدوا طريقة
الحكومة في معالجة المرض، وكما قالت “أمنستي” فقد كان هذا بناء على
اتهامات غامضة مثل “نشر الأخبار الكاذبة” أو “الإرهاب”.
ورغم ثناء الحكومة على العاملين الطبيين ووصفتهم “بجيش مصر الأبيض” إلا
أن الفوال اعتقل لمدة 12 يوما.
وعندما حاولت النقابة مناقشة الظروف التي يعمل فيها الأطباء (خلال مؤتمر صحفي)،
قامت قوات الأمن بإفشال المؤتمر، وذلك حسب تصريحات رئيسها السابق لوكالة أسوشيتد
برس.
وأكدت “أمنستي” أنه تم اعتقال عمال طبيين آخرين أو مداهمة بيوتهم، لمجرد
الإبلاغ عن حالات إيجابية.
واعتقل الأمن الوطني آلاء شعبان حميدة، وهي طبيبة تبلغ من العمر 26 عاما، في 28
آذار/مارس في المستشفى الذي تعمل فيه بالإسكندرية، بعد أن استخدمت ممرضة هاتفها
للإبلاغ عن حالة فيروس كورونا إلى الخط الساخن لوزارة الصحة. ولا تزال حميدة في
الاحتجاز.
وفي 10 نيسان/أبريل، ألقى ضباط الأمن القبض على هاني بكر، وهو طبيب عيون، يبلغ من
العمر 36 عاما، من منزله بالقليوبية، شمالي القاهرة، بسبب تعليق على فيسبوك انتقد
فيه الحكومة لإرسالها مساعدات طبية إلى إيطاليا والصين.
وفي أيار/مايو داهمت قوات الأمن بيت طبيب كتب مقالا انتقد فيه رد الدولة على
الأزمة وقدم معلومات عن النظام الصحي المتداعي، ولم تكشف “أمنستي” عن
اسم الطبيب.
ونقلت المنظمة الحقوقية عن أطباء وعمال طبيين تلقيهم رسائل تهديد من المسؤولين لو
رفضوا العمل في ظروف غير آمنة.
ووصلت حالات الإصابة بمصر إلى 76 ألف حالة و3 آلاف و422 وفاة حسب أرقام مستشفى
جونز هوبكنز. وهو رقم صغير مقارنة مع حجم السكان إلا أن الباحثين يرون أن الرقم
الحقيقي أعلى.
وعندما نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا نقلا عن أخصائي الأمراض المعدية
في جامعة تورنتو قولهم إن العدد أعلى في مصر، أجبرت مراسلة الصحيفة على مغادرة
مصر. كما واعتقل ستة صحافيين منذ بداية الأزمة.