اه يا سوريا

ياسين نجار
رغم الأزمات المذكورة، إلا أن تأثيرها في مواقف الأطراف المستهدفة من الدعوة الروسية، لن ينعكس على موقفها من الأسد وراعيته روسيا، ليس انطلاقا من مبادئ أو قيم، بل لأن الطرح الروسي تجري صياغته بأسلوب متعال، أسلوب المنتصرين، حيث تطلب من الأطراف الدولية والإقليمية تمويل إعادة اللاجئين، ثم إعادة إعمار ما دمرته الآلة الحربية الروسية.
ليس خافياً أن السياسة الروسية في الملف السوري قامت على الابتزاز والرهانات على المتغيرات السياسية و من الواضح أن روسيا تسعى إلى الاستفادة من المتغيرات الحاصلة في المنطقة لتمرير ما كان صعباً في وقت سابق.
لقد فوجئنا وفوجىء أبناء الشعب السوري العظيم، من منهم في ديار الغربة البعيدة والقريبة ومن منهم في السجون والمعتقلات.. وأيضاً من منهم في المقابر، بإشتباكات دامية بين درعا والسويداء غير معروفة أسبابها وهي مستغربة.
لقطر العربي السوري» قد أصبحت دولة ممزقة ومهمشة وطائفية وهذا مع أنها لا تزال ترفع راية حزب البعث فوق باقي ما تبقى من مبانيها الرسمية والأغرب أن بشار الأسد أصبح على خلاف تناحري مع ابن خاله رامي مخلوف الذي هو من أكثر «العلويين» تشدداً طائفياًّ.
تعمل روسيا على تنظيم مؤتمر لدعم «مبادرتها» وفي دمشق، بحضور ممثلين عن الدول التي يوجد فيها لاجئين سوريين (الأردن ولبنان وتركيا)، وربما دول أخرى توافق على حضور المؤتمر.
وتطرح الدعوة الروسية في هذا التوقيت العديد من الأسئلة حول مغزاها وأهدافها، ذلك أن النظام الذي يئن تحت وطأة أزمات اقتصادية هائلة، يعجز فيها عن تأمين الخبز والكهرباء ووقود التدفئة في مواجهة شتاء بات على الأبواب.
استثمار النزاع الديني بين المسلمين وفرنسا، والذي يبدو أنه ينتقل إلى بقية الأرجاء الأوروبية، ويثير مخاوف من حصول صدامات فعلية بين الجاليات المسلمة والحكومات الأوروبية، والتي يبدو أنها في غير وارد التنازل هذه المرة، ولو على سبيل إيجاد تسوية تحفظ كرامة المسلمين في أوروبا. وتشكل الجالية السورية اللاجئة في أوروبا نسبة معتبرة من كتلة اللاجئين، مع أكثر من مليون لاجئ..
ما وصلت إليه سوريا، التي كانت توصف بأنها قلب العروبة النابض، من تمزقات ومن عنف وإغتيالات ونهب وسلب وإختلاسات وصراعات قد تصبح دموية في أي لحظة بين الأسد (الصغير) وإبن خاله رامي مخلوف، يؤكد أنّ الإقتتال في هذا «القطر العربي» قد وصل إلى ذروته وإن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة.