انتقال كورونا عبر الهواء لا يزال موضع جدل في المجتمع العلمي

واشنطن – قالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنها نشرت إرشادات عن احتمال انتقال فيروس كورونا المستجد من خلال جزيئات محمولة جوا بطريق الخطأ وإنها ستقوم بتحديث توصياتها.
وأضافت “نسخة مسودة من تغييرات مقترحة لهذه التوصيات نُشرت بالخطأ على الموقع الرسمي للمراكز”.
ولم ترد المراكز حتى الآن على طلب رويترز للتعليق على موعد تحديث الإرشادات.
وكانت الإرشادات، التي سحبتها المراكز بعد نشرها على موقعها الإلكتروني يوم الجمعة، توصي بأن يستخدم الناس أجهزة تنقية الهواء للحد من الجراثيم الموجودة في الجو داخل الأماكن المغلقة لتجنب انتشار المرض.
وكانت المراكز حذرت من أن كوفيد-19 يمكن أن ينتشر من خلال جزيئات محمولة جوا قد تظل معلقة في الهواء وتنتقل لمسافة تزيد على ستة أقدام.
لكن الإرشادات الآن تشير إلى أن الفيروس ينتشر بشكل أساسي من شخص لآخر من خلال الرذاذ الذي يصل إلى من هم في الجوار من خلال الفم أو الأنف.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تراقب “الأدلة الناشئة” على احتمال انتقال العدوى عبر الهواء.
وقال مسؤول الاثنين إن المنظمة لم تغير سياستها بشأن انتقال فيروس كورونا من خلال الهباء الجوي.
وكان علماء قالوا في وقت سابق إن كوفيد-19 ينتقل على الأرجح عن طريق قطرات صغيرة معلقة في الهواء يزفرها المرضى (“الهباء الجوي”)، وليس فقط عبر الرذاذ الأكبر حجما أو الأيدي القذرة.
ولم يعرف بدقة دور هذا النمط من الانتقال في آلية انتشار الوباء لكن دراسات عديدة تؤكد أنه أساسي. ولا يكفي احترام مسافة أمان ومن الضروري وضع كمامة خصوصا في الأماكن المغلقة والمزدحمة وذات التهوية السيئة. وقد فرضت بعض الدول وضع الكمامات حتى في الشوارع.
ويتفق غالبية خبراء الأوبئة على القول إن الهواء يشكل مكونا لانتقال الفيروس، رغم أنه لا يزال النقاش حول أهميته في الاوساط العلمية.
وكانت مجموعة من 239 عالما دوليا دعت في 6 يوليو/تموز السلطات الصحية ومنظمة الصحة العالمية إلى الإقرار بأن عدوى فيروس كورونا المستجد قابلة للانتقال جوا على بعد أكثر من مترين وأوصوا بتهوية قوية للأماكن العامة الداخلية.
ووجه هؤلاء رسالتهم خصوصا إلى منظمة الصحة العالمية التي انتُقدت في الأساس لتأخرها بالتوصية بوضع الكمامات. ورأى العلماء هؤلاء أنها ترفض رؤية تراكم الأدلة لانتشار العدوى المحتمل في الهواء.
ودعا هؤلاء الخبراء، تزامنا مع رفع إجراءات العزل، الى تهوية أماكن العمل بشكل أفضل فضلا عن المدارس والمستشفيات ودور العجزة واعتماد أدوات لمكافحة الإصابات مثل فلاتر الجو المتطورة والأشعة فوق البنفسجية الخاصة التي تقضي على الجراثيم في قنوات التهوية.