ازمة بشار الاسد

This picture taken on July 9, 2020 shows an aerial view of tents at the Azraq camp for displaced Syrians near the town of Maaret Misrin in Syria's northwestern Idlib province, sheltering several hundred families displaced by conflict from the northern Hama and southern and eastern Idlib countrysides. - Displaced Syrians relying on humanitarian assistance voiced alarm after regime ally Russia tried to reduce cross-border aid to millions in the northwest of the war-torn country. The Russian motion at the UN Security Council was voted down, but a council resolution authorising aid deliveries through the Turkish border expires on July 10. An estimated 2.8 million people depend on aid in northwest Syria, including in the country's last major opposition bastion of Idlib, the United Nations says. (Photo by Omar HAJ KADOUR / AFP) (Photo by OMAR HAJ KADOUR/AFP via Getty Images)
ياسين نجار
المعطيات والعوامل السابقة تفاعلت فيما بينها كي يصل النظام فعلاً إلى حافة الانهيار الاقتصادي، حتى قبل قانون قيصر “المدمر” الذي أجَّل وماطل فيه الرئيس السابق باراك أوباما لسنوات على مذبح الاتفاق النووي سيئ الصيت مع إيران، ثم الرئيس الحالي دونالد ترامب آملاً في الانسحاب وتفويض روسيا للسيطرة على سوريا، مع ضمان المصالح الأمريكية والإسرائيلية طبعاً.
العقوبات الأمريكية على إيران أضعفت اقتصادها، ثم ثارت الشعوب العربية ضد الاحتلال الإيراني وهيمنة عملائه وأدواته، ففقد النظام الرئة بل الرئات التي كان يتنفس بها إيرانياً ولبنانياً وعراقياً؛ وساعدته على البقاء طوال السنوات الماضية.
يس بعيداً عن قاعدة الأسد أو نحرق البلد جرى تسهيل ظهور وتقوية تنظيم داعش لإحراق ما لم يستطع النظام إحراقه، وابتداع قاعدة فرعية أخرى مفادها الأسد أو داعش. وبنفس المنطق سلّم النظام مناطق واسعة لتنظيم بي كا كا السوري لإضعاف وقهر الثورة، وابتزاز واستنزاف تركيا لمنعها من تقديم الدعم للثوار.
ذلك لم يؤد الانفتاح والإصلاح إلى نتائج جدية أو نهوض عام في ظل هيمنة العائلة على الاقتصاد الجديد (الاتصالات، البورصة، البنوك الخاصة، السوق الحرة)، وحتى المشاريع الصناعية والزراعية الكبرى خارج نطاق هذه القطاعات كان رامى مخلوف شريكا، أو يفرض نفسه كشريك فيها لصالح العائلة- العصابة الحاكمة طبعاً.
في كل الأحوال كانت نهاية النظام الاستبدادي الفاسد والمتوحش وما زالت حتمية ومسألة وقت فقط، والانهيار الاقتصادي هو أصلاً نتيجة عيوبه الذاتية والبنيوية
لأسلوب السوري الرسمي في الكذب هو القلب والإبدال والإنكار والتشويه والتحريف. النظام اتهم الشعب بالفبركة أي الاختلاق.. المظاهرات مؤامرة قطرية، وتجمعات للاحتفال بالمطر، وهذه إحدى الطرائف الخيالية، فلم يحدث أن احتفل الشعب السوري بالمطر وهو يهتف الشعب يريد إسقاط النظام!
لم تكن منظومة الأسد في تاريخها نظام حكم طبيعي تكمن مشكلته في الاستبداد أو حتى الفساد، رغم بشاعة هاتين الصفتين، بل كانت على الدوام عصابة حكمت السوريين بهذا المنطق وبأسلوب مافيوي
وأذكر في بداية الثورة أن الكثير من كبار السن كانوا يقولون لنا: “هذا نظام ابن حرام سيفعل كل شيء تتصورونه ولا تتصورونه للبقاء في السلطة”. وبالفعل فعل ولا يزال يفعل