أين تذهب الشحوم عندما نفقد الوزن؟
يتطلع الكثيرون إلى فقدان الوزن، وهو ما يثير العديد من التساؤلات عن فقدان الدهون ومصير الدهون التي يحرقها الجسم. وفي هذا التقرير الذي نشره موقع “برس سانتي” (Press Sante) الفرنسي، حاولت الكاتبة ماري ديزونج الإجابة على بعض هذه الأسئلة.
كيف يتم حرق الدهون؟
أوضحت الكاتبة أن الجسم يخزن الطاقة الزائدة، التي يستمدها عادة من السعرات الحرارية التي توفرها الدهون أو السكريات، في الخلايا الدهنية. وبهذه الطريقة يخزن جسمك الطاقة لضمان تغطية احتياجاته المستقبلية من الطاقة. وبمرور الوقت، تتحول هذه الطاقة الزائدة إلى دهون زائدة يمكن أن تؤثر على شكل جسمك وصحته.
لتعزيز فقدان الوزن، تحتاج إلى تناول سعرات حرارية أقل من التي تحرقها، وهو ما يسمى بعجز السعرات الحرارية. ومع أن هذه العملية تختلف من شخص لآخر، إلا أن العجز اليومي بمقدار 500 سعرة حرارية يعد نقطة انطلاق جيدة لفقدان الدهون بشكل ملحوظ.
من خلال الحفاظ على عجز ثابت في السعرات الحرارية، تطلق الخلايا الدهنية ما تخزنه من دهون إلى جهاز إنتاج طاقة الخلايا في الجسم الذي يسمى بالميتوكندريون (Mitochondrion). عند هذا المستوى، تتفكك الدهون من خلال سلسلة من العمليات لإنتاج الطاقة. إذا استمر النقص في السعرات الحرارية، تستمر الخلايا في استخدام مخزون الدهون في الجسم للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الدهون في الجسم.
النظام الغذائي والتمارين الرياضية ضروريان
يتمثل العاملان الرئيسيان اللذان يعززان حرق الدهون في النظام الغذائي والتمارين الرياضية. تعزز ممارسة الرياضة حرق الدهون، حيث يزيد النشاط البدني من تدفق الدم إلى العضلات والخلايا الدهنية، وهو ما يطلق الدهون بشكل أسرع لاستخدامها طاقة في خلايا العضلات.
يوصى بممارسة تمارين معتدلة الشدة أسبوعيًا لمدة حوالي 150 دقيقة، وهو ما يعادل 30 دقيقة من التمارين لخمسة أيام في الأسبوع. لتحقيق أقصى فائدة، ينبغي أن تشتمل تمارينك على تمارين التحمل (مثل رفع الأثقال وتمارين وزن الجسم) للحفاظ على كتلة العضلات أو زيادتها، والتمارين الهوائية (مثل الجري أو ركوب الدراجات) لزيادة حرق السعرات الحرارية.
عندما تجمع بين تقييد السعرات الحرارية، والنظام الغذائي الصحي والمتوازن، والتمارين المناسبة، من المرجح أن تفقد الدهون.
أين تذهب الدهون؟
ينتج عن تحول دهون الجسم إلى طاقة -من خلال عمليات معقدة على مستوى الخلايا- ثاني أكسيد الكربون والماء. يتخلص الجسم من ثاني أكسيد الكربون أثناء التنفس، ومن الماء عن طريق البول أو العرق أو هواء الزفير. ويكون معدل التخلص من هذه النواتج الثانوية مرتفعًا جدًا أثناء ممارسة الرياضة، وذلك بفضل زيادة التنفس والتعرق.
ما مناطق الجسم التي تبدأ في خسارة الدهون أولا؟
بشكل عام، يرغب الناس في حرق الدهون المتراكمة حول منطقة البطن والوركين والفخذين والأرداف. ومع أنه لم تثبت بعد مدى فعالية التخلص من الدهون في منطقة معينة من الجسم، إلا أن بعض الأشخاص يميلون إلى إنقاص الوزن في هذه المناطق بشكل أسرع من غيرها. كما تلعب العوامل الوراثية وأسلوب الحياة دورًا مهما في توزيع الدهون في الجسم.
لماذا يصعب إنقاص الوزن؟
عندما تستهلك سعرات حرارية تفوق ما يمكن لجسمك حرقه، يزداد عدد وحجم الخلايا الدهنية. وعندما تفقد الدهون، فإن حجم هذه الخلايا يتقلص بينما يظل عددها ثابتا تقريبًا. وهذا يعني أن السبب الرئيسي وراء تغير شكل الجسم هو حجم الخلايا الدهنية وليس عددها.
وعند فقدان الوزن، تظل الخلايا الدهنية موجودة أيضا، وإذا لم تبذل جهدا لمواصلة فقدان الوزن، فيمكن أن يزداد حجمها بسهولة. وتشير بعض الدراسات إلى أن هذا الأمر يعد من بين الأسباب التي تجعل الحفاظ على الوزن المثالي أمرا صعبا على العديد من الأشخاص.
كم يستغرق الجسم للبدء في فقدان الوزن؟
يعتمد طول برنامج التنحيف الذي تتبعه إلى حد كبير على الوزن الذي تريد إنقاصه. يترتب عن الفقدان السريع للوزن العديد من الآثار الجانبية السلبية مثل: نقص المغذيات الدقيقة، والصداع، والتعب، وفقدان العضلات، وعدم انتظام الدورة الشهرية.
لهذا السبب يفضل الكثير من الناس فقدان الوزن ببطء وتدريجيًا لأنه بعد ذلك يكون أكثر ديمومة ويمكن أن يمنع زيادة الوزن.
ويختلف المعدل المتوقع لفقدان الوزن حسب شدة برنامج إنقاص الوزن.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، من الممكن فقدان ما بين 5% و10% من وزنهم الأولي في الأشهر الستة الأولى بعد إحداث التغييرات اللازمة على النظام الغذائي وممارسة النشاط البدني واتباع العادات الصحية.
وأشارت الكاتبة إلى أن هناك عوامل أخرى تؤثر على فقدان الوزن، مثل الجنس والعمر وجودة النوم. بمجرد وصولك إلى الوزن المطلوب، يمكن تعديل كمية السعرات الحرارية التي تتناولها للحفاظ على وزنك. ولكن لا تنسَى أنه من المهم الاستمرار في ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن وصحي لتجنب زيادة الوزن والحفاظ على صحتك بشكل عام.
المصدر : الصحافة الفرنسية