أكلة أوصى بها النبي في رمضان تجعل الله وملائكته يصلون عليك
في رقال
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه فيما ورد عن رسول الله
–صلى الله عليه وسلم-، أنه أوصى بأكلة في رمضان تجعل الله وملائكته يُصلون عليك
ويستغفرون لك.
وأوضح “لأزهر” عبر صفحته بموقع التواصل
الاجتماعي فيسبوك، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أوصى بالحرص على أكلة
السحور، لأن الله سبحانه وتعالى وملائكته يدعون ويستغفرون لمن يتسحر، مشيرًا إلى
أن السَّحُور هو الطعام الذي يأكله الإنسان أو يشربه في آخر الليل ، وسمي سحورًا
لأنه يؤكل في وقت السحر، وهو آخر الليل.
واستشهد بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً “، وبما أخرجه الترمذي،
أنه قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : “إِنَّ اللهَ عَزَّ
وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ”، أي الذين
يتناولون السحور بقصد التقوي به على الصوم، فهيا بنا نوقظ أبناءنا، ونعودهم على
تعظكيم شعائر الله سبحانه وتعالى، وسُنة رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم.
الغداء المبارك في رمضان
قال مركز الأزهر العالمي
للفتوى الإلكترونية، إنه فيما ورد في صحيح مسلم (1096)، عَنْ عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَصْلُ
مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ».
وأوضح “مركز الأزهر” في شرحه للحديث
الشريف بحسب ما نقلت “صدى البلد”، أنه دليل على خصوصية الأمة
بأكلة السحور ، منوهًا بأن المعنى الإجمالي للحديث، أنه في شهر
رمضان المبارك مظاهر كثيرة من مظاهر السماحة واليسر في الإسلام، فقد علم الله
تعالى من حال الإنسان وطبعه تلهفه إلى الطعام والشراب، فشرع له أكلة السحر ليتقوى
بها على الصيام.
وأضاف أن في هذا الحديث النبوي العظيم، يسوق النبي
صلى الله عليه وسلم لأمته بشارة بخصوصيتها بأكلة السحر، ووقت السَّحر هو الذي يكون
قبيل طلوع الفجر، ومنه جاء اسم: السحور، وكانوا يسمونه الغداء؛ لأنه بدل منه،
فقد سماه صلى الله عليه وسلم: «الغداء المبارك» كما في حديث العرباض بن سارية رضي
الله عنه عند أبي داود وغيره.
وتابع: وكان يسمى أيضًا: أكلة بركة، فهو وقت
البركة، قال الإمام ابن الملقن: «ولا يبعد أن يكون من جملة بركته ما يكون في
ذَلِكَ الوقت من ذكر المتسحرين وقيام النائمين وصلاة المتهجدين، فإن الغالب ممن
قام يتسحر يكون منه ذكر وصلاة واستغفار، وشبهه مما يثابر عليه في رمضان».
وأشار إلى أنه تتأكد خصوصية هذه الأمة بهذه الأكلة
بوجود البركة فيه، تلك البركة التي تشعبت أسبابها، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه
الله: (الْبَرَكَةَ فِي السُّحُورِ تَحْصُلُ بِجِهَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ وَهِيَ
اتِّبَاعُ السُّنَّةِ وَمُخَالَفَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالتَّقَوِّي بِهِ عَلَى
الْعِبَادَةِ وَالزِّيَادَةُ فِي النَّشَاطِ وَمُدَافَعَةُ سُوءِ الْخُلُقِ
الَّذِي يُثِيرُهُ الْجُوعُ وَالتَّسَبُّبُ بِالصَّدَقَةِ عَلَى مَنْ يَسْأَلُ
إِذْ ذَاكَ أَوْ يَجْتَمِعُ مَعَهُ عَلَى الْأَكْلِ وَالتَّسَبُّبُ لِلذِّكْرِ
وَالدُّعَاءِ وَقْتَ مَظِنَّةِ الْإِجَابَةِ وَتَدَارُكُ نِيَّةِ الصَّوْمِ لِمَنْ
أَغْفَلَهَا قَبْلَ أَنْ يَنَامَ».
وأكد أن على المسلم أن يحرص على أكلة السحر، فإنها
مما اختص الله به هذه الأمة وشرفها وكرمها بها على غيرها من الأمم، وفضلا عن كونها
مباركة ومعينة على تحمل الصيام بالنهار، فإنها أوقات شريفة يكثر فيها الذكر، وتصفو
فيها النفس، وتسعد بالعبادة والفكر، والله نسأل ألا نحرم هذا الخير.
ولفت إلى أنه مما يستفاد من الحديث، أولًا فضل عبادة
السحور، وثانيًا تتنوع أسباب البركة في السحور، وثالثًا خصوصية الأمة الإسلامية
بطعام السحور، ورابعًا فضل وقت السحر، وخامسًا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على
تعليم أمته.
بركة السحور
قال مركز الأزهر العالمي
للفتوى الإلكترونية، إنه فيما ورد في صحيح البخاري (1923) وصحيح مسلم (1095)،
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً»
متفق عليه.
وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للحديث الشريف ، أن
البركة في طعام السحور، منوهًا بأن المعنى الإجمالي للحديث، أن في هذا الحديث
النبوي العظيم: بشارة بالبركة، يسوقها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته في خير
الشهور وأفضلها، وفي أشرف الأوقات وأطهرها، في شهر رمضان وفي وقت السَّحر الذي
يكون قبيل طلوع الفجر، ومنه جاء اسم: السحور.
وتابع: وكانوا يسمونه الغداء؛ لأنه بدل منه،
وقد سماه صلى الله عليه وسلم: «الغداء المبارك» من حديث العرباض بن سارية رضي الله
عنه، وهو أحد مظاهر العبادات في شهر رمضان المبارك، حرصت عليه الأمة منذ
مشروعية صيام رمضان إلى يومنا هذا، قَالَ ابن المنذر: أجمع العلماء أنه مندوب إليه.
وأضاف أنه كان يسمى أيضًا: أكلة بركة، قال ابن
الملقن: «ولا يبعد أن يكون من جملة بركته ما يكون في ذَلِكَ الوقت من ذكر
المتسحرين وقيام النائمين وصلاة المتهجدين، فإن الغالب ممن قام يتسحر يكون منه ذكر
وصلاة واستغفار، وشبهه مما يثابر عليه في رمضان».
ونبه إلى أنه قال ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله عشرة
مواضع لبركة السحور فقال: «الْبَرَكَةَ فِي السُّحُورِ تَحْصُلُ بِجِهَاتٍ
مُتَعَدِّدَةٍ، وَهِيَ: اتِّبَاعُ السُّنَّةِ، وَمُخَالَفَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ،
وَالتَّقَوِّي بِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ، وَالزِّيَادَةُ فِي النَّشَاطِ،
وَمُدَافَعَةُ سُوءِ الْخُلُقِ الَّذِي يُثِيرُهُ الْجُوعُ، وَالتَّسَبُّبُ
بِالصَّدَقَةِ عَلَى مَنْ يَسْأَلُ إِذْ ذَاكَ، أَوْ يَجْتَمِعُ مَعَهُ عَلَى
الْأَكْلِ، وَالتَّسَبُّبُ لِلذِّكْرِ، وَالدُّعَاءِ وَقْتَ مَظِنَّةِ
الْإِجَابَةِ، وَتَدَارُكُ نِيَّةِ الصَّوْمِ لِمَنْ أَغْفَلَهَا قَبْلَ أَنْ
يَنَامَ».
وأوصى بأنه على المسلم أن ينهج منهج الأنبياء
والصالحين وليحرص على أكلة السحر فإنها مباركة ومعينة على تحمل الصيام بالنهار،
وفيها يكثر الذكر وتصفو النفس للعبادة والتفكر، وقد فضل الله تعالى هذه الأمة بهذه
الأكلة واختصها بها، ففي صحيح مسلم (1096): عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَصْلُ مَا بَيْنَ
صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ». والله نسأل
ألا نحرم هذه البركة.
وأشار إلى أنه مما يستفاد من الحديث، أولًا أن السحور
قربة لله تعالى واتباع لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، وثانيًا البركة في السحور
تشمل الوقت والنفس والعمل، وثالثًا أن خصوصية الأمة الإسلامية بطعام السحور،
ورابعًا فضل وقت السحر، وخامسًا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أمته.
بين الأذانين في فجر رمضان
ال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه
فيما رواه البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عَنْهُمَا، قَالَ:
كَانَ لِرَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم- مُؤَذِّنَانِ بِلَالٌ وَابْنُ أُمِّ
مَكْتُومٍ الْأَعْمَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّ بِلَالًا
يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ
مَكْتُومٍ» قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلَّا أَنْ يَنْزِلَ هَذَا
وَيَرْقَى هَذَا.
وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه لمعاني مفردات
الحديث الشريف، أن (ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا) : معناه : أن بلالا
كان يؤذن قبل الفجر ويتربص بعد أذانه للدعاء ونحوه ثم يرقب الفجر فإذا قارب طلوعه
نزل فأخبر ابن أم مكتوم فيتأهب ابن أم مكتوم للطهارة وغيرها ثم يرقى ويشرع في
الأذان مع أول طلوع الفجر.
وأضاف في شرح الحديث أنه اتخذ رسول الله صلى الله عليه
وسلم بلالا – رضي الله عنه – مؤذنا له في المدينة، حين أمر عبد الله بن زيد أن
يلقي ما رآه في المنام على مسامع بلال، ليرفع به صوته، ثم لما رأى بعض الصحابة
يعتكفون ليلا، فيفاجئهم الفجر قبل أن يستريحوا، وأن بعضهم يصوم فيفاجئهم الفجر قبل
أن يتسحروا، وبعضهم يغلبه النوم فيفاجئهم الفجر قبل أن يغتسلوا ويتأهلوا للصلاة،
اتخذ ابن مكتوم – رضي الله عنه – ليؤذن الفجر مع بلال– رضي الله عنه – يؤذن بلال
قبل دخول وقته، ليرجع القائم وينبه النائم، ثم ينزل من مرتفعه عند دخول وقت الفجر،
فيرقى ابن أم مكتوم – رضي الله عنه – ليؤذن، فيمتنع الصائم عن الأكل، ويحضر المصلى
للصلاة.
وتابع: ولما كان أذان بلال– رضي الله عنه – قد
اعتبر تكريما له، ومكافأة على صبره وتحمله أذى الكفار شاء صلى الله عليه وسلم أن
يكرم ابن مكتوم، ويرفع من قدره، وأن يشرفه بالتأذين مع أنه أعمى، مكفوف البصر، لا
يرى طلوع الفجر، ويعتمد قول الناس له: قم فأذن فقد أصبحت ودخل الفجر، شاء صلى الله
عليه وسلم له هذا التكريم لقاء ما لحقه من أذى العبوس والتولي، حين أراد أن يستزيد
من علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شرائع الإسلام الحنيف، فتلقاه صلى الله
عليه وسلم بالعبوس وعاتبه فيه ربه جل وعلا.
وأشار إلى أنه يستفاد من الحديث خمسة أمور، هي:
1 – مشروعية اتخاذ مؤذنين للمسجد الواحد، قال الشافعية:
فإذا احتاج إلى أكثر من مؤذنين اتخذ.
2- أن أذان الأعمى صحيح إذا كان له من يخبره بالوقت، لأن
الوقت في الأصل مبني على المشاهدة.
3 – وأخذ منه الحافظ ابن حجر: جواز شهادة الأعمى.
4 – وجواز العمل بخبر الواحد.
5 – وجواز الاعتماد على الصوت في الرواية إذا كان عارفا
به وإن لم يشاهد الراوي.